قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، إن المدارس في بلاده تعاني من صعوبات ومشاكل عديدة بينها تردي البنية التحية، وتراجع في التحصيل المعرفي. جاء ذلك في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير التربية ناجي جلول، في حفل بقصر المؤتمرات (حكومي) في العاصمة تونس، بمناسبة الإعلان عن انطلاق الحوار الوطني حول التربية، تحت شعار "لنبدأ". وقال الصيد إن "مدرستنا اليوم تعاني من ترد في بنيتها التحتية، وتراجع واضح في الاكتساب المعرفي للتلاميذ، ونقص فادح في أنشطة الحياة المدرسية ومعضلات هيكلية كبيرة"، دون أن يعط نسبة لتراجع الاكتساب المعرفي. وأضاف أن "التركيز على البعد التعليمي على حساب البعد التربوي للمدرسة أدى إلى إرساء مناخ تراجعت فيه القيم الوطنية، وقيم الهوية، وثقافة المواطنة، وبروز ظواهر جديدة غريبة على المجتمع التونسي كالعنف، واستهلاك المخدرات، والانتحار"، دون أن يعط تقديرات رقمية لهذه الظواهر. وفي هذا الصدد، أشار رئيس الحكومة التونسية إلى أن هذه الصعوبات "تدفع بالحكومة للتسريع في فتح ملف الإصلاح التربوي لإنقاذ المدرسة التونسية من مزيد التقهقر والتراجع"، معتبراً أن إصلاح المنظومة التربوية "شأن وطني يهم جميع مكونات المجتمع المدني". ويهدف الحوار الوطني حول التربية الذي لم يعلن عن سقف زمي له، إلى إصلاح المنظومة التربوية في تونس بالتعاون بين كل من وزارة التربية، والاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة في تونس)، والمعهد العربي لحقوق الإنسان (منظمة غير حكومية عربية مستقلة مقرها في تونس، تأسست سنة 1989). ويبلغ عدد الطلاب المسجلين في المرحلة الإبتدائية بتونس مليونا و49 ألف و177 طالباً، فيما يقدر عدد طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية ب889 ألف و891 طالباً، وفق إحصاءات رسمية للسنة الدّراسية 2013- 2014 .