أثار خبر غرق أحد السفن المحملة ب 500 طن من الفوسفات بنهر النيل بمحافظة قنا بلبلة كبيرة لدي المواطن المصري، بسبب المخاوف التي دارت في ذهنه بسبب ما أثير حول تلوث مياه الشرب. الصندل الغارق فى مياه النيل الأمر الذي أثار قلق الناس ، وخاصة بعد أن تداولت بعض المواقع الإخبارية الآراء نقلاً عن رواد مواقع التواصل الاجتماعي ، الذين أشاروا أن الأمر خطير ويسبب كارثة بيئية وأمراض خطيرة للمصريين عن طريق مياه الشرب ، أو من خلال المحاصيل الزراعية المروية بماء النيل التي تسبب السرطان والفشل الكلوي. ومع الساعات الأولى من الحادث، تم إغلاق 6 محطات للمياه، ثم فتحت مجدداً بعد ظهور تقارير نتائج التحاليل التي أجرتها المعامل المركزية بالمركز القومي للمياه بالتعاون مع الشركة القابضة لمياه الشرب، ووزارة البيئة. وأشار التقرير إلى أن نوعية المياه في الحدود المسموح بها ، وأن النتيجة سلبية لأن حمولة الفوسفات صلبة وغير قابلة للذوبان ، وبالتالي تم تشغيل كل محطات الشرب بقنا بكامل طاقتها. وعلى الرغم من أن التقرير جاء مطمئناً ، إلا أن هناك دائما تبقى أزمة الثقة بين المواطن والمصادر الحكومية ، ومازال القلق مستمراً بين الأمهات ورواد مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب الذين يشككون في نتائج التقارير متهمين الحكومة بالتدليس ووضع صحة المصري في خطر. حملنا جميع التساؤلات إلى الدكتور محمد سعد عبداللطيف استشاري التغذية أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة للرد على تلك المخاوف بطريقة علمية. يقول د.محمد سعد عبداللطيف : الفوسفات عبارة عن أملاح تمثل العنصر الرئيسي لتمثيل الطاقة بالنسبة للإنسان ومتواجدة بصورة طبيعية في الطعام ، وتضاف لأسمدة المزارع وأعلاف الماشية من أجل التغذية، وهي مادة شحيحة الذوبان في الماء ، ولا تسبب أي ضرر لمياه الشرب. ويطمئن د.محمد سعد الأسر المصرية مضيفاً : أقصي ما يمكن الفسفور عمله هو زيادة نسبة مادة "الفلورا" في الماء ، وهي المادة التي تزيد من نسبة الطحالب والنباتات في النيل ، وهذا يعني زيادة الثروة السمكية ، لأنها نفس المادة التي تضاف للمزارع السمكية ، وأيضاً ستستفيد المزارع المحيطة بالمكان لأنه سماد غني جداً. ويؤكد د.سعد أن 500 طن كمية ضئيلة جداً بالقياس بكمية مياه النيل ، ولو حسبنا كمية الذوبان التي تحدث ، سنجد أن معدل الذوبان يحدث خلال 4 أيام بنسبة 5 : 7 طن ، إذا الكمية ستكفي لتغذية 2000 فدان فقط . أما فيما يتعلق بمياه الشرب ، فيؤكد أستاذ الكيمياء الحيوية أن لا يوجد أي ضرر منها على الماء الذي يحتوي على نسبة فوسفات طبيعية ، ويمكن السيطرة عليه بطريقة عادية خلال محطات المياه لأنها مادة تترسب وتنفصل تلقائياً دون ترك أي أثر سلبي على جسم الإنسان. ويختم د. محمد سعد حديثه : "خام الفوسفات الذي غاص في قاع النيل نتيجة حادثة غرق الصندل في قنا لا خوف منه علي مياه النيل أو حياة الأسماك ، تابعنا نتيجة التحاليل التي قامت بها الجهات العلمية المختلفة التابعة لمركز بحوث المياه وغيرها ، وأثبتت سلامة المياه في المنطقة ، فلا داعي للقلق أو الخوف من شرب مياه النيل ، وأناشد المواطنين عدم الانسياق وراء أي شائعات تهدف إلي أي بلبلة تنشر الخوف من استعمال المياه أو شربها"