احتفت صحيفة الأوبزرفر البريطانية بظهور الطبعة الانجليزية من كتاب"عالم مضطرب..ارساء نهج جديد للقرن الحادى والعشرين" للكاتب والروائى اللبنانى الأصل أمين معلوف منوهة بأن هذه الطبعة تتزامن مع "الربيع العربى".
ونقلت الصحيفة عن أمين معلوف قوله أن "الربيع العربى" يدفعه لاعادة النظر حيال تشاؤمه السابق بشأن التوترات بين المنطقة العربية والغرب.
وفى سياق تناولها للكتاب بطبعته الانجليزية- أضافت صحيفة الاوبزرفر بأن امين معلوف "كاتب نافذ البصيرة" فيما توقفت عند قوله فى مقدمة الطبعة الانجليزية الجديدة لكتابه أن الربيع العربى هو الرد البليغ على الفكر المتطرف الذى انتج هجمات 11 سبتمبر 2001 .
وجاء متن الكتاب قبل الربيع العربى حيث اعتبر امين معلوف أن العرب يشعرون بأنهم كالمنفيين فى العالم المعاصر وغرباء فى كل مكان وبقعة وسواء كانوا داخل أوطانهم أو فى الشتات والمهجر فيما ذهب الى أنهم يعانون من الشعور بالهزيمة والاهانة وفقدان الثقة بالنفس ومن ثم فهم لايكفون عن الاشارة للغرب المرة تلو المرة بل الاف المرات فيما يتأمل مليا تأثير ظهور اسرائيل وحروبها فى الوعى العربى الجريح.
واذا كان امين معلوف الذى ولد فى بيروت عام 1949 ينوه بأن كتاباته تحض دوما على نبذ العنف وكراهية الاقتتال فانه يستنكر فى هذا الكتاب الازدواجية الغربية فى التعامل مع العرب وغيرهم من شعوب الجنوب مؤكدا على ان الغرب احجم عن تطبيق معاييره فى العدالة وحقوق الانسان عند التعامل مع هذه الشعوب .
وحظى امين معلوف بعضوية الأكاديمية الفرنسية كما حصل على عدة جوائز ادبية هامة من بينها جائزة الجونكور عام 1993 وعمل من قبل كصحفى بجريدة النهار اللبنانية كما جمع والده بين التدريس والصحافة.
ويرى أمين معلوف فى كتابه "عالم مضطرب" أن أولئك الذين لايقدم لهم حاضرهم سوى امثولات الفشل والهزائم والاحباطات والاخفاقات والاهانات لابد وان يتشبثوا بالماضى حتى لايفقدوا الثقة فى انفسهم بصورة كاملة .
وتقول الناقدة جوستين كارتورايت فى صحيفة الاوبزرفر ان امين معلوف يكتب باللغة الفرنسية بادراك اصيل وتقدير متفرد للأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط من منظور التاريخ وقدرة فذة على تناول المصائر فى خضم الصراعات والمنافسات بين الامبراطوريات والحضارات المختلفة .
ورأت ان ذلك كله يؤهل امين معلوف بجدارة للكتابة والكشف عن ذلك الشعور الحاد بأن هناك معركة كارثية تمضى قدما بين الحضارات ومنظومات المعتقدات.
ورغم اعجابها بهذا الكتاب وبرؤى امين معلوف وافكاره وتآملاته الفلسفية- فقد ذهبت جوستين كارتورايت أنه بدا مرتبكا الى حد ما فى مقدمة الطبعة الانجليزية التى اعدها بسرعة حتى يصدر الكتاب فى خضم الربيع العربى ومن ثم فان القارىء يشعر بوجود تناقض واضح بين المقدمة المتفائلة وبين متن الكتاب الذى ينزع نحو التشاؤم.
وكانت الحرب الأهلية اللبنانية التى اندلعت عام 1975 قد أرغمت أمين معلوف على السفر لفرنسا والاقامة فى باريس حيث يعيش حتى الآن مع عائلته فيما حصل على الجنسية الفرنسية.
ومنذ خروجه من لبنان لم يعد امين معلوف صاحب "صخرة طانيوس" للوطن الأم سوى مرة واحدة فيما كتب اعمالا ترقى لمصاف "الروائع الأدبية العالمية" على حد قول جوستين كارتورايت فى صحيفة الأوبزرفر.