انتقد الكاتب الصحفي عبدالباري عطوان، عدم نشر الإعلام العربي والخليجي بصفة خاصة، صور القتلى من المدنيين الأبرياء الذين يسقطون جراء القصف في اليمن، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة قالت إن عددهم وصل إلى ما يقرب الألف قتيل وثلاثة آلاف جريح. وأضاف خلال مقاله المنشور على الموقع الالكتروني "رأي اليوم" الشاشات إن نفس الشاشات كانت وما زالت تزدحم بجثث القتلى المدنيين الذين حولتهم الى أشلاء القذائف الصاروخية في سوريا، أو ضحايا تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق، ولم تبث صورة واحدة لطفل يمني قتيل، أو حتى مصابين، وكأن الحرب الدائرة حاليا في اليمن تستخدم قذائف الورود والرياحين، وليس صواريخ أمريكية الصنع، تحمل رؤوسا شديدة التدمير للحجر والبشر معا. وأكد عطوان أن الوضع الإنساني في اليمن في ذروة السوء، بكلام بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة الذي طالب بهدنة فورية لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية لأكثر من 25 مليون يمني باتوا مقطوعين عن العالم بسبب هذه الحرب، ولكن جميع نداءاته هذه لم تجد آذانا صاغية. وأشار إلى أن غالبية المدن اليمنية، بما في ذلك العاصمتين الشمالية والجنوبية، المؤقتة والدائمة، تعاني من انقطاع شبه كامل للكهرباء والماء والوقود، ومعظم المواد الأساسية، الغذائية والدوائية، والبلاد تعيش حالة من العزلة المطلقة مع العالم الخارجي، والمواطنون اليمنيون، بغض النظر عن مذهبهم، ممنوع عليهم الهجرة للنجاة بأرواحهم، غالى دول الجوار، مثلما يحدث في كل الحروب (باستثناء حرب غزة)، مستنكرا أن تقول دول الجوار أنها تخوض هذه الحرب دفاعا عنهم وحقنا لدمائهم. وتساءل، لماذا لم يتم التوصل حتى الآن إلى هدنة إنسانية تمكن الجمعيات الخيرية من إيصال المساعدات إلى المواطنين اليمنيين، والأطباء من معالجة الجرحى، وهم بالآلاف؟ فأين قيم الرحمة والإنسانية، ولماذا اختفت من قلوب المتصارعين؟.