أثارت دعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي، تنظيم مليونية في ميدان التحرير ل «خلع الحجاب»، مع توفير الحماية اللازمة للمشاركات من خلال وزارة الداخلية، موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك، وتويتر" بالكثير من التعليقات ما بين مؤيد ومعارض. «تويتر» جاءت بعض التعليقات إيجابية من باب الحرية، والبعض فسرها على أنها مليونية للرد على هجمات جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تدعوهم إبان حكم مرسي إلى ارتداء الحجاب. فيما انتقد المعارضون بشدة دعوات خلع الحجاب ووصفوا المليونية بأنها غضب من الله على الشعب المصري، مدللين بذلك على أن الحجاب فرض في الدين الإسلامي وموجود أيضا في الديانة المسيحية والكثير من المسيحيات ملتزمة به. وعلق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاتره على هذا الخبر من خلال صفحته الشخصية على موقع "تويتر"، بخبر آخر نشر في موقع "عربي 21 " قال فيه أنه تم تعيين أول مذيعة محجبة في التلفزيون الأمريكي تدعى "نور تاجوري" من أصول ليبية، وتبلغ من العمر 21 عاما ، وفي تصريحات صحفيه لها قالت الفتاة "أنها تمكنت من تغيير الصورة النمطية السلبية عن الفتاة المسلمة، وقدرتهن على التعلم والعمل وتحقيق النجاح". محمد المختار شنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق، وتاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية، علق بتدوينة على المليونية قائلا: "مصر بعد الانقلاب .. حرق للكتب الدينية ومليونية لخلع الحجاب.. وتابع، السيسي يرى نفسه مزيجا من نابليون وأتاتورك" - على حد قوله. الدكتور حمزة زوبع الكاتب والمؤلف وحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ويلز بريطانيا، قال عبر حسابه الشخصي على "تويتر" : ساركوزي رئيس فرنسا السابق عندما أراد تحريم الحجاب في فرنسا ذهب إلى المفتي المصري". وقالت الكاتبة الصحفية هند خليفات، مديرة إذاعة الجامعة الأردنية 94.9 اف ام، عبر تويتر "الرجل الذي ناضل في حق اللاعبات بارتداء الحجاب خلال التصفيات العالمية يستحق تسيد الفيفا؛ عربيا كريما شهما ببساطة" . وكان الأمير علي بن الحسين، رئيس الإتحاد الوطني الأردني لكرة القدم، ونائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، والمرشح لمنصب رئيس الفيفا في الانتخابات القادمة، قد أشار إلى أنه من حق أي لاعبة كرة قدم أن ترتدي الزي الذي تريده، طالما لم يؤثر على الآخرين، موضحًا أن "الإنسان يختار زيه أو ملبسه، فهذا أبسط حقوق الحرية". الإعلامي سامي كمال الدين علق من خلال صفحته الشخصية أيضا قائلا: "ربط الحجاب بالإخوان أكذوبة كبرى لإلهاء الشعب عما يقترفه السيسي، لكنه سياسيا رائع فسينقلب السحر على الساحر، ويزول "، بحسب قوله. «فيس بوك» رفضت الكثير من السيدات والفتيات والبنات دعوات خلع الحجاب، وهاجمنها بشدة وأكدن على تمسكهن بتعاليم دينهن، وأن مثل هؤلاء السيدات "المخرفات" على حد وصفهن لن يغيروا طبيعة المجتمع المصري، ولن يستطيعوا التأثير على تمسك المرأة المصرية بدينها وعفتها". وكان شريف الشوباشي قد اقترح أن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير في أول مايو المقبل. وأضاف، من خلال صفحته على موقع "فيس بوك": "على أن يحيط بهن مجموعة من الرجال لحمايتهن، وسأكون أول هؤلاء الرجال، طبعا تخطر مديرية أمن القاهرة بذلك لتوفير الحماية". يذكر أن كلام الكاتب الصحفي كان سبقه تصريحات لوزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور الذي هاجم الحجاب بضراوة ودافع بقوة عن الصور العارية، وذلك خلال أحد لقاءاته التليفزيونية قائلا: "إنه حتى أوائل السبعينيات كان المثقفون يقودون المجتمع المصري، وإنه لم تعرف جامعة القاهرة بأكملها ما يسمى بالحجاب أو النقاب خلال تلك الفترة". ورحبت هدى بدران، رئيس اتحاد نساء مصر ، بدعوات خلع الحجاب التي أطلقها الشوباشي. آيات العرابي المذيعة السابقة بالتليفزيون المصري والمعارضة للنظام الحالي علقت ساخرة "هدى بدران رئيسة اتحاد نساء مصر ترحب بدعوات خلع الحجاب التي اطلقها المدعو الشوباشي. وتابعت من خلال صفحتها الشخصية ، دفعة مرفت التلاوي وفايزة أبو النجا وتم تعيينها رئيس اتحاد نساء مصر في عهد خوفو, كنوع من المجاملة لأنها كانت صديقة جدة خوفو شخصياً". وكانت بدران، قد أدلت بتصريحات صحفيه قالت فيها "إن دعوة الشوباشي لخلع الحجاب "صحوة سياسية للمرأة المصرية"، و"صفعة" على وجه "الإخوان" والدعوات السلفية. وأكدت رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، أن جماعات الإسلام السياسي منذ انتشارها في فترة السبعينات والثمانينات، وهي تحاول تغيير مفاهيم الهوية الثقافية للمجتمع المصري، كي يتلاءم مع حلم "دولة الخلافة"، الذي بدءوه بفرض الحجاب على المرأة المصرية، وانتشار بعض الشعارات، مثل "أختي المسلمة" و"الحجاب فريضة". الجدير بالذكر أن الكاتبة والروائية نوال السعداوي، قد هاجمت الحجاب في بدايات الشهر الماضي خلال حديثها في إحدى ندواتها الثقافية، معللة رفضها للحجاب قائلة: "لماذا أنا ضد الحجاب؟ لأنه ضد الأخلاق لأني لو أنا أردت أن أظهر بمظهر الشريفة، أشتري حجابا بخمسين قرشا أو بخمسين جنيها، وأشتري الجنة بهذا المبلغ، وأنا أريد أن أدخل الجنة بأخلاقي وسلوكي، وليس بقماش على رأسي". مسيحية خاضت تجربة الحجاب فيما نشر بعض النشطاء قصة فتاة أمريكية تدعى "جيسي إيجان" وهي مسيحية ارتدت الحجاب لخوض تجربة الإحساس بالاختلاف مع الآخرين، في محاولة للتعرف على الإحساس الذي ينتاب كل من يبدو غريبا عن المجتمع الذي تعيش فيه. والفتاة الأمريكية متزوجة وأم لطفلين، ارتدت الحجاب بعدما وافق زوجها على الفكرة التي طرحتها عليه واستشارت صديقة لها مسلمة فيما إذا كانت هذه التجربة تحمل إساءة أو عدم احترام للإسلام. وأكدت أن غايتها الرئيسية من ارتداء الحجاب تتمثل في تشجيع الآخرين، خاصة المسيحيين، على النظر إلى أبعد من المظاهر، وتذكيرهم بتعاليم المسيحية عن حب الآخرين. وأضافت إيجان أنها استفادت من هذه التجربة بتعلم كيفية مواجهة المجتمع حينما تكون مختلفة عنه، كما استطاعت معرفة شعورها السابق وشعور أصدقائها عندما كانوا يرون المحجبات. الأزهر: دعوة مرفوضة وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن من الأمور المجمع علي فرضيتها من فقهاء المسلمين قديمًا وحديثًا ارتداء المسلمة للحجاب متى بلغت، فإذا التزمت المسلمة بفرائض دينها فإن المطالبة بترك الحجاب والتظاهر من دونه يعد من التدخل السافر والاعتداء الصارخ على حرية وكرامة الإنسان، فكما لا يجوز لإنسان أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج فإنه لا يجوز مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها ورضيت به. وعقب وكيل الأزهر، خلال صفحته الخاصة علي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" صباح الإثنين، علي الدعوة لخلع الحجاب، قائلاً: إن أبسط ما يقال في هذا المقام يجب على دعاة الحريات ترك الحرية للفتاة المسلمة لإظهار تعاليم دينها كما تترك غير الملتزمة من دون ملاحقة من أحد على ترك حجابها مع الفارق بينهما. أما دعوى قهر المرأة من قبل أوليائها وإلزامها بارتداء الحجاب، فهي مردودة على أصحابها فإن كثيرات ممن يرتدين الحجاب يخرجن من بين أسر يوجد بين أفرادها غير المحجبات وربما تكون والدتها نفسها، فلنتق الله في أقوالنا وأفعالنا التي سنحاسب عليها أمام خالقنا. كما رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر مثل هذه الدعوات، وقال إن تغطية المرأة لشعرها من فرائض الإسلام وشعائر الدين ولا يحق لأي مخلوق أن يأتي بعكس ذلك.