صرح الإعلامي يسري فودة ، اليوم الثلاثاء، بأن ثورة الخامس والعشرين من يناير لم تحقق أهدافها قائلاً إن «الثورة الحقيقية التي أصدقها لم تحدث في مصر بعد.. فالقائمون عليها لم يحكموا البلاد». وأضاف خلال استضافته ببرنامج « هارد تالك hard talk » على فضائية ال « بي بي سي bbc » أن المجلس العسكري هو الذي استولى على الثورة المصرية وكان لديهم الوقت لتطبيق خطة المرحلة الإنتقالية لنقل السلطة الي المدنيين ولم ينفذوها بعد.
يسري فودة الاعلامي المصري والمقدم لبرنامج «آخر كلام» - المذاع على فضائية اون تي في - الذي علّق تقديمه إلى أجل غير مسمى لبرنامجه ، احتجاجاً على ما وصفه ب « جهود الحاكم العسكري في مصر لخنق حرية التعبير» مشيراً الى ان المجلس العسكري لم يتدرب على حكم المدنيين وإنما يختص بالأمور العسكرية فقط ويحتاج إلى مزيدا ًمن التدريب للتعامل مع حرية الرأي والتعبير.
وذكر فودة أن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس صاحب فضائية « اون تي في » له حدود فيما ينشره على الجهة الإعلامية لا يمكن أن يتعداها موضحاً انه يتعامل بصورة صحفية اعلامية وليس كناشط سياسي وقال الاعلامي فودة أنه متمسك ببقائه في مصر ولن يتركها قائلاً :« أنا فخور بأنني كنت موجوداً في الوقت المناسب نحن نتعامل مع المعلومات والأخبار كقوة حقيقية لخلق رأي عام مغير ومصحح للأوضاع الحالية».
وأضاف أن برنامجه تخصص في الحديث عن تفاصيل الأحداث التي انطلقت ما بعد ثورة 25 يناير، مؤكداً على أن مطالب الثورة تلخصت في ثلاثة كلمات « تغيير .. حرية .. عدالة إجتماعية» ، لكن « بعد خمسة أشهر منها لم يتحقق أي شئ على الأغلب .. وبالمقارنة بالثورة التونسية قال فودة إن مصر استولى عليها فلول نظام مبارك السابق الذي لم يسقط بعد .. وعلى المصريين الخروج مرة أخرى من أجل التعبير عن مطالبهم الحقيقية »، على حد قوله.
يذكر ان الاعلامي يسري فودة قد صرح لصحيفة "المصري اليوم" سابقاً بأنه اتخذ قراراً بوقف الحلقة وتعليق البرنامج إلى أجل غير مسمى لأن إدراكه للحقيقة كان الدافع لذلك من اجل احترامه لذاته ولجمهوره ولمهنته ولوطنه.
واشار فودة إلى أن الضغوط لم تأت من إدارة قناة (أون تى في)، وإنما من المجلس العسكرى ، بل إن إدارة القناة، ممثلة فى الزميلين ألبرت شفيق ويوسف شكرى، بقيت حتى آخر لحظة تحاول إقناعه بالاستمرار، أمام إصراره على تجنيب القناة حرج ضغوط إضافية".
وأَضاف إن إصراره على القرار لم يكن الهدف منه أبداً إثبات بطولة فارغة أو إلقاء (كرسى فى الكلوب).
وأنهى يسري فودة مذيع "الجزيرة" و"اون تي في" السابق حواره قائلاً: "وأخيراً، لم يكن لقرارى هذا أى علاقة من قريب أو من بعيد بظهور عضوي المجلس العسكري، اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازى، فى برنامج غير برنامجى أو على قناة غير قناتى كما أراد البعض أن يشوه الهدف عن حسن نية أو عن غير ذلك".
وعلق يسري من مكالمة اللواء اسماعيل عتمان لبرنامج "بلدنا بالمصري" الذي طالبه فيها بالعودة قائلاً : "ما بينه وبيننا، نحن الإعلاميين، من علاقة مهنية تكسوها بساطة الريف المصري بما فيه من أصالة وعشم، يسمح لى بأن أبعث إليه بهذه الابتسامة التى لم أستطع مقاومتها عندما شعرت كأننى "عيّل تايه" وهو ينادى عبر الأثير (عُد يا يسرى.. نحن فى حاجة إليك).
وأعلن يسري انه سيعود الى البرنامج ، لكنه لم يحدد ميعاداً لذلك حتى هذا الوقت ، مؤكداً انه سيبلغ الجمهور بموعد عودته فور تحديده.