عرف شم النسيم عند المصريين القدماء منذ آلاف السنين واستمر الاحتفال به حتى وقتنا الحاضر، واشتهر بالأكل خصوصا البيض الملون والأسماك المالحة والخضروات الطازجة. وفي هذا اليوم تخرج الأسر إلى الحدائق والمتنزهات منذ الصباح الباكر، والاستمتاع بالجو المعتدل مع بداية فصل الربيع، وتشهد المراسي النيلية والشواطئ إقبالا شديدا، للاستمتاع بالجو بالقرب من النيل. شبكة الإعلام العربية "محيط" تجولت لمعرفة عادات وتقاليد المصريين في هذا اليوم، ومظاهر الاحتفال به ومدى حرص الأسرة المصرية على الاحتفال بهذا اليوم ومظاهره في 2015. بيض وبصل ورنجة أميرة محمود أما لثلاث أطفال قالت، "أحرص كل عام على تلوين البيض لأطفالي بالألوان الطبيعية مثل (قشر البصل والبقدونس والكركم ) وذلك على وجبة الإفطار، وفي الغذاء "الرنجة"، السمك المشوي. وأضافت في حديثها ل "محيط" أنها لا تحب "الفسيخ" ولا تقترب منه بسبب تحذيرات الأطباء، وقالت إن الرنجة أخف ضررا، بالإضافة إلى الخضراوات التي تزين المائدة من "الخس والجرجير والبصل الأخضر". أما هدى خليل فقد قالت أنها لا تأكل إلا الفسيخ رغم التحذيرات التي تسمعها لأنها تعشقه مع البصل الأخضر والجرجير، ولا تجد بديلا له في هذا اليوم. فيما رفضت فاطمة السيد ربة منزل، الاحتفال بشم النسيم وطالبت المسلمين عدم الاقتداء بالفراعنة لأنهم كانوا غير مؤمنين بالله، وأوضحت أن للمسلمين عيدان فقط هما الأضحى والفطر. الطقس «حبس» الأنفاس بسبب موجة الطقس وتقلبات الجو التي أعلنت عنها الأرصاد، قررت بعض الأسر عدم مغادرة المنزل والاكتفاء بالاحتفال بالمنزل في جو عائلي حفاظا على صحة الأطفال. سحر عبد الله ربة منزل وأما لأربعة أطفال قالت، "أحرص كل عام على الخروج والتنزه في أحد الحدائق العامة وسط الناس ولكن بعد هذه الموجه الباردة أخاف على أطفالي من الخروج خاصة أننا في الدراسة والامتحانات على الأبواب. محمد عرفات كانت له وجهة نظر مختلفة فقد قرر الخروج والاستمتاع بهذا اليوم رغم برودة الجو. رقص وغناء ومع قدوم اليل تبدأ الاحتفالات بالغناء في الملاهي والفنادق والمسارح، وكان أهم ما يميز ليلة شم النسيم في فترة الستينات والسبعينات الفنان عبد الحليم حافظ، بحفلته المميزة التي كان يطل بها على جمهوره بالعديد من أغانية القديمة وأغنية جديدة يختتم بها الاحتفال. فقد كان الفنان شديد الحرص على أن يقدم لجمهوره أغنية جديدة في نهاية كل حفلة من حفلات الربيع التي كانت تستمر لأكثر من ساعتين دون كلل أو ملل من الجمهور المشاهد سواء في الحفلة أو في المنازل منتظرين ماذا سيقدم حليم في حفلته، وكان آخر ما غناه قصيدة " قارئة الفنجان" في إحدى حفلات شم النسيم في أبريل 1976. أما حاليا فقد فقدت احتفالات الربيع بريقها، نظرا لوجود مثل تلك الحفلات على مدار العام وليس فقط في احتفالات شم النسيم، كما أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ساعد كثيرا على مشاهدة هذه الحفلات " أون لاين ". ويحرص الكثير من الفنانين على احياء حفلات الربيع في مارينا وشرم ومرسى علم وغيرها من المناطق الساحلية ناهيك عن فنادق القاهرة والمتنزهات والحدائق العامة. حفلات زمان ذات مذاق خاص الفرق بين حفلات الربيع زمان والآن، وهل اختلف كثيرا من ناحية الإقبال أجاب عنه الموسيقار والملحن الكبير "حلمي بكر"، ل "محيط"، والذي قال إن حفلات زمان كان كل شىء فيها طبيعي ومقنع وكان الفنان "حقيقي" يغني من قلبه لذلك كان فنه وإحساسه يصل إلى قلب الجمهور. وأضاف أن الجمهور زمان كان حريصا على التواجد من أجل المتعة لا من أجل المظاهر وإثبات الحضور. ولفت في حديثه إلى أنه لا يوجد مقارنة بين زمن الفن الجميل وبين الآن، مشيرا إلى أن مطربي الزمن الجميل كانوا موهوبين باحثين عن الشهرة، لذلك كانت أغانيهم تبعث من جديد رغم مرور عشرات السنين على رحيلهم، مدللا على قوله بأغاني عبد الحليم حافظ التي مازالت "تسلطن" من يسمعها وحفلاته التي اشتهر وتميز بها في أعياد الربيع، وأيضا بأغنية الفنانة سعاد حسني "الدنيا ربيع" التي مازالت تغنى في كل أيام الربيع وبالأخص يوم شم النسيم. وأضاف أن معظم الفنانين الآن ذات مواهب اصطناعية يحرصون على التواجد والحفلات من أجل الظهور فقط. وشبه بكر مطربين حفلات زمان بخاتم ذهب أعطته أما لابنتها، وكلما مر عليه الوقت يزداد ثمنا وقيمة.