دخلت "عاصفة الحزم" في اليمن، اليوم الخميس، أسبوعها الثالث دون إحراز تقدم ملموس على الأرض، فالضربات التي تشنها مقاتلات 10 دول فشلت في كبح جماح الحوثيين والموالين للنظام السابق عن التوغل في عدن، أو رفعهم راية الاستسلام. وعلى مدار أسبوعين فائتين، ظلت مقاتلات التحالف تدك أهدافا عسكرية للحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بشكل يومي، لكن تحالف الطرف الآخر (الحوثي – صالح)، كان يدك في المقابل أحياء سكنية في محافظاتالجنوب، ويبسط نفوذه على مساحات جغرافية، ليحتفظ بها كأوراق هامة لأي تفاوض قادم قد يوقف الحرب . وعلى الرغم من جحيم المعارك التي يعيشها اليمنيون إ إلا أن تفاؤلا بدأ يتسلل الى قلوب الناس بعد سماعهم لجهود دبلوماسية إقليمية، تسارعت وتيرتها اليومين الماضيين، من أجل وقف الحرب وايجاد حل لأزمة اليمن المعقدة . ويدور الحديث عن وساطة دبلوماسية تقوم بها أطراف إقليمية لإخماد نيران الحرب، تعمل لوضع آلية عمل يضمن وقف الاشتباكات المسلحة بين الأطراف، والسماح لوصول المساعدات الإنسانية، والسعي بصورة متزامنة، نحو بدء عملية تفاوض لرأب الصدع الذي تشهده الحياة السياسية في اليمن. وبعيدا عن الدبلوماسية، واصلت مقاتلات التحالف دك معسكرات الحوثيين والنظام السابق، وبدا أن أسبوعين من الزمن لم يكن كافيا لتدمير السلاح المكدس مع تحالف الحرب في معسكرات صنعاءوعدن، فالانفجارات مازالت تتوالى من معسكرات تم استهدافها في أول أيام "العاصفة"، كما أن مخازن الذخيرة لم تنضب. ومما ميز الأيام الأخيرة لعاصفة الحزم، هو قيامها بدك معسكرات خاصة بالرئيس اليمني السابق في مسقط رأسه لم يصل إليها نظام الرئيس الحالي هادي طيلة سنوات حكمه الثلاث، لكن مقاتلات التحالف وصلت إليها، وخصوصا "معسكر ريمة حميد" الاستراتيجي في مسقط رأس صالح بمديرية "سنحان"، جنوبصنعاء، الذي قصفه التحالف الثلاثاء الماضي، ودمر مخازن أسلحة وغرفة عمليات لإدارة "الانقلاب"، وفقا لمصدر أمني. وساندت طائرات التحالف المقاومة الشعبية بشكل كبير في اليومين الأخيرة، فبعد توغل الحوثيين إلى عدن واحتمائهم بأحياء سكنية، قصف طيران الحزم أبرز محطات الإمداد لهم من معسكرات موالية للنظام السابق وهي "لواء المجد" التابع للحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل صالح، في "لودر" بمحافظة أبين (جنوب)، و" معسكر الحمزة " في محافظة إب (وسط )، واللواء 22 حرس جمهوري في منطقة الجند بمحافظة تعز (وسط)، إضافة إلى "جسر عقان" بين محافظتي لحج وتعز، وهو ما جعل الحوثيين مقطوعون عن أي إمدادات تصلهم من صنعاء أو تعز وأبين. وواصل طيران التحالف استهداف ألوية الصواريخ في تعز، حيث تم قصف كتيبة الصواريخ في "جبل عومان"، شرقي تعز والتي تحوي صواريخ سام 7 (أرض - أرض)، وقصف معسكر ألوية الصواريخ في مدينة "المخا" القريبة من باب المندب (جنوب)، وقصف ألوية الصواريخ في مأرب (وسط) وصنعاء (شمال). وتلقى الحوثيون موجعة شديدة من طيران التحالف في معقلهم بصعدة، شمالي البلاد، ووفقا لروايات شهود العيان استهدفت الغارات الجوية مخازن الأسلحة التي استولى عليها الحوثيون من معسكرات الجيش، بالإضافة إلى مواقع خاصة بجماعة الحوثيين، ومنها صالة احتفالات كبرى في مديرية "ضحيان"، مزودة بشاشات عرض كبيرة، كانت الحشود تجتمع فيها عندما يلقي زعيم الحوثيين خطاباته، إضافة إلى استهداف ضريح مؤسس الجماعة "حسين بدر الدين الحوثي" الذي بني على المراقد الإيرانية، وكذلك مقابرهم في "مران" و"ضحيان". ولم تقتصر الضربات التي تلقاها تحالف (الحوثي – صالح)، على تدمير جانب من إمكاناته العسكرية، بل قادت إلى انشقاقات في صفوف حزب صالح، حيث انشق نائبه في حزب المؤتمر "أحمد عبيد بن دغر" وهرب إلى سلطنة عمان، كما انشقت عدد من الألوية في مأرب وشبوة، وأعلنت ولائها ل"الشرعية"، حسب مصادر عسكرية ميدانية. وإضافة إلى الانشقاقات التي أحدثت "شرخا" في صفوف صالح، شهد الأسبوع المنصرم تغييرات جوهرية في المشهد اليمني، حيث أعلن الرئيس هادي (الموجود خارج اليمن) إقالة عدد من قيادات الجيش الموالية للحوثي، وإحالتهم لمحاكمة عسكرية، وعلى رأسهم رئيس هيئة الاركان العامة اللواء حسين خيران ونائبه اللواء زكريا الشامي، وقائد قوات الأمن الخاصة العميد عبدالرزاق المروني، إضافة إلى قيادات ثلاثة ألوية عسكرية هامة في الضالع وباب المندب وحضرموت. الأيام القادمة ستكشف مدى نجاح الجهود الدبلوماسية غير المعلنة التي تقودها أطراف إقليمية، حسب مراقبين، في وقف الحرب وتهدئة "العاصفة" التي أعلنت مرارا عبر المتحدث باسم تحالفها العميد أحمد العسيري استمراراها لحين تحقيق أهدافها. "عاصفة الحزم" انطلقت في 26 مارس/آذار الماضي، بمشاركة 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب مصر والمغرب والسودان والأردن، تقول الرياض إنها استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"، فيما تحدثت تقارير إعلامية غربية أن باكستان سترسل قوة عسكرية للمشاركة في العملية.