محنة مرضية كشفت محن ثقافية أشد، هكذا عبرت كلمات د. أسامة أبوطالب عن أزمته الصحية الأخيرة حيث عمدت أكاديمية الفنون برئاسة د. أحلام يونس لتركه يقاوم مرضه وحيدا برغم أنه أحد أهم أساتذتها والذين ساهموا بريادتها ، وكان مؤسس صندوق الزمالة ومجلس الحكماء المعني بشئون أساتذتها. وكانت الأكاديمية التابعة لوزارة الثقافة قد تعرضت مؤخرا لإلغاء تعاقدها مع القصر العيني الفرنساوي لعجزها عن سداد ديونها المتراكمة، وقد عجزت فيما بعد عن توفير مستشفى بديلة لرعاية الأساتذة طبيا على نفقتها ، أسوة بكل مؤسسات الدولة . يقول أبوطالب : حزنت من ادعاءات رئيسة الأكاديمية بأنها سددت مستحقاتي المادية كاملة! فيما هي لم تحرك ساكنا أمام محنتي في الحقيقة . وكما يكشف الناقد الأكاديمي في تصريحات ل"محيط" فقد تعرض لابتزاز في غرفة عمليات المستشفى الذى أجرى فيها عملية تركيب دعامات فى القلب حينما طلبت الطبيبة ومديرة العناية المركزة د. نشوى عابد ثمن العملية " كاش " على المنضدة وإلا تؤجل العملية .. وهنا تعرض الكاتب لإنخفاض بضغط الدم حاد أدى لحالة صحية حرجة، يشتبه الأطباء أن تكون قد أدت لذبحة صدرية نتيجة المفاجأة ، وهو الآن يستعد لخوض جراحة جديدة ، وسوف يقاضي هذه الطبيبة . وبالفعل تم الاتصال بمسئولى أكاديمية الفنون التى لم تحرك ساكناً حتى الآن ، وكان طبيب الأكاديمية غائبا برغم أنه يتقاضى راتب 10 آلاف جنيه شهريا، وبذلك اكتمل الابتزاز ما بين إدارة المستشفى والطبيبة ومسؤلى أكاديمية الفنون ، ولم تشفع نداءات المحيطين لوزير الثقافة ومسئولي الأكاديمية . وتابع رئيس البيت الفنى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية سابقا أنه بالفعل سدد مستحقات المستشفى وأجرى الجراحة الأولى، وأنه يتابع حاليا مع طبيب قلب عالمي لمعاونته على الخروج من المحنة، وأن الكثير من المقربين أبدى استعداده للمساهمة بتكاليف العملية ومنهم الفنان د. حبيب غلوم والأديب سامح العشري ، إضافة لفائض كبير من المحبة من تلامذته وأصدقائه المثقفين ولكن ذلك لا يمنع أسفه من موقف الأكاديمية التي يطالبها بالوفاء بأبسط حقوقه فإذا بها تتمتع بهذا الكم من الجحود والذي يرجعه لخلافات قديمة مع عميدة الأكاديمية التي كانت إحدى تلميذاته، ولكنها تشربت بقيم كل من مروا برئاسة الأكاديمية وأساءوا لها ولتاريخها، وجعلوها بوابة خلفية لشهادات علمية وهمية ، ويصدق على الأكاديمية قول الشاعر "أعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده رماني وكم علمته قرض القوافي .. فلما قال قافية هجاني !" ولأسامة أبوطالب تاريخ مرير مع الأكاديمية التي يصفها الآن بمرتع للشللية والفساد منذ تم رفده عنوة بعد انتدابه لثلاثة أشهر خارج مصر، والاتهامات التي ألصقت به بأنه ذو توجه ديني متشدد، برغم أنه أحد عاشقي المسرح وأساتذته المعروفين وزوجته أستاذة موسيقى وابنته تدرس العزف ، ولكن القدر ابتسم له بعد فوزه بعضوية مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر وهو الذي منحه من قبل جائزة النقد الأدبي .