أعلن د. ممدوح الدماطي وزير الآثار اكتشاف مقبرتين أثريتين تضم بداخلها الهياكل العظمية لأصحابها، الأولى تخص الكاهن "عنخ تي" والثانية للكاهن "سابي"، وهما من الكهنة المعاصرين لفترة حكم الملك بيبي الثاني " 2240- 2150 ق.م" من عصر الأسرة السادسة، مشيرا إلى انه تم الكشف عنهما أثناء أعمال الحفائر التي تجريها بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الآثار بموقع تبة الجيش في الجنوب من سقارة. وأوضح د. الدماطي أن المقبرتين تحملان عديد من المناظر والمشاهد التمثيلية والتي تعكس بصورة واضحة الطقوس المتعارف عليها في هذا الوقت لتقديم القرابين للآلهة المصرية القديمة، لافتا إلى أن المقبرتين تتميزان باحتفاظهما بألوانهما الأصلية بشكل استثنائي وذلك بعد أن مر على بناءهما ما يقرب من 4200 عاما ، ما يمثل سجلا أثريا جديدا يكشف مزيد من التفاصيل العقائدية لهذا العصر ويطلعنا على طبيعة عاداته الدينية، كما يؤكد على العبقرية المصرية القديمة، وقدراتها الإبداعية الفائقة. وأضاف الدماطي أن فريق العمل تمكن من الوصول إلي الغرف الجنائزية للمقبرتين، لكنه عثر على الهياكل العظمية لأصحابها ملقاة على الأرض، الأمر الذي قد يرجح أنه قد تم العبث بهما في العصور المصرية القديمة، ما يدفعنا إلى التفكير في أن المقبرتين ربما تعرضتا إلي النهب والسرقة خلال عصر الأسرتين السابعة والثامنة . من جانبه أوضح د. يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية أنه على الرغم من ظهور معالم للعبث بالمقبرتين إلا أن فريق العمل نجح في الكشف عن بعض الأدوات الخاصة بالدفن بالقرب من الهياكل العظمية، حيث تم العثور على عدد من الجرار الصغيرة المصنوعة من الألباستر وبعض نماذج للقرابين من الحجر الجيري الملون بالإضافة إلى بعض الأدوات والأطباق الفخارية . وقال د. فاسيل دوبريف رئيس البعثة أن الجزء العلوي للمقبرتين تم بناءه من الطوب النيئ، أما الغرف الجنائزية فقد تم بناءها في أعماق الجبل من الحجر الجيري الأبيض، لافتا إلي أن الفريق استطاع أن يكشف عن غرفة الدفن الخاصة بالكاهن "سابي" داخل بئر يصل عمقه إلي 6 أمتار بينما تم الكشف عن غرفة دفن الكاهن "عنخ تي " داخل بئر بعمق 12 متراً . وأشار كمال وحيد مدير عام آثار الجيزة أن الغرفة الجنائزية للكاهن "عنخ تي" زينت بعديد من المناظر التي تصور القرابين المصرية القديمة، من أهمها منظر الجرار الكبيرة الخاصة بالسبعة زيوت المقدسة والتي كان يعتقد قديما بأنه لا غنى عنها لإتمام عملية البعث من جديد، بينما يظهر على الجدار الأيسر القائمة التقليدية للقرابين بأسمائها وكمياتها، يتبعها باب زائف وعديد من أشكال القرابين من اللحم والطيور والخبز والخضروات والورود وجرار الألبان وشراب الشعير والسوائل الأخرى. وأضاف علاء الشحات مدير عام آثار سقارة بأن مقبرة "سابي" تتشابه إلى حد كبير مع المقبرة الأولى فهي تسجل عديد من مشاهد القرابين، حيث تظهر الجرار الخاصة بالزيوت السبع يتبعها منظر للقلادات والأواني النحاسية وكرات البخور ومساند الرأس والتي يتلقاها الكاهن "سابي" كما يزين الجدار الأيسر بالقائمة التقليدية للقرابين وأشكالها من لحم وطيور وجرار للألبان.