وقع المفكر السياسي والاقتصادي رمزي الحافظ كتابه «الحلم اللبناني» من فندق البريستول أخيراً بحضور نخبة من رجال السياسة والاقتصاد وأهل الفكر والعلم والعديد من الصحافيين والوجوه الاجتماعية والثقافية «الحلم اللبناني» بحث في منطلقات الصيغة اللبنانية وتجلياتها، يقرأ الكتاب في صفحاته الثلاثمئة محدداتها ومهدداتها، ويستعرض السبل لتقوية أواصر الاجتماع اللبناني، بما يضمن ليس ديمومة الصيغة التي ابتكرها الآباء المؤسسون للوطن اللبناني فحسب، بل يضمن ايضا البناء عليها وتطويرها، بما يخدم صلاح الاجتماع اللبناني واستقامة مسار الدولة، وديمومة ادائها للأدوار المنوطة بها. وفي الكتاب ان هذه الصيغة ليس أمراً عارضاً ولا طارئاً، بل هي نتاج تراكمات على مر العصور، بلغت ما بلغته الآن، وينتظر ان يأخذها اللبنانيون الى بعد تطويري جديد اكثر معاصرة ومسايرة لأحلام الشعب وطموحاته. ينطلق الحلم اللبناني من تراكمات التاريخ والسياسات المحلية والدولية التي اسست لقيام لبنان وصيغته واستقلاله، ويفصل مكونات الصيغة اللبنانية والأخطار التي تحدث بها وتهدد ديمومتها واستمرار الوطن، مما يستوجب رفعها الى مستوى القضية. ويجد القارئ في الحلم اللبناني ثورة على النفس، ونبذاً لممارسات اوصلت الوطن الى حائط مسدود، ودعوة لتهديم هذا الحائط بالتخلي عن مفاهيم اصبحت بائدة، وعن الأطر السياسية التقليدية. يطمح كتاب الحلم اللبناني الى استرجاع الوطن، عبر تحويله من دولة لأقليات تتناتشه، الى دولة لأكثرية واحدة هي اكثرية الدستور. يقترح الحلم اللبناني نماذج يقتدى بها لتحديث ثقافة العمل في الشأن العام، كما يطرح قيام مكونات سياسية جديدة تستند الى الجموع وفق آليات عصرية هدفها تمثيل طموحات المواطن ومصالحه في القرار، لا في كيفية ايصال الزعيم او الحزب الطائفي اليه. وامتلأت صالة توقيع الكتاب في الريستول الى آخرها بحضور حميمي جداً يمثل اشكال الصيغة اللبنانية التي يترجمها الباحث وعبر حضور كبير تقاطر الى الصالة وانتظم في صفوف امام المؤلف في حدث ثقافي مديني راق بامتياز ويلامس تجربة المؤلف الصادقة والرصينة والمؤمنة بالصميم بجوهر الحلم اللبناني والصيغة اللبنانية وتجلياتها والحافط ابن تلك التجربة وابن البيت اللبناني الأصيل والجميل بمنازله الكثيرة.