قال رئيس الوفد الليبي إلى القمة العربية بشرم الشيخ، عقيلة صالح، إن بلاده سوف تعود إلى الجامعة العربية للمطالبة بعدم الالتزام بقرار حظر تسليح الجيش الليبي إذا لم يستجب مجلس الأمن لطلب ليبيا برفع الحظر. جاء ذلك في كلمة صالح الذي يشغل منصب رئيس مجلس نواب البرلمان الليبي المنعقد في طبرق (شرق)، أمام الجلسة الثالثة للقمة العربية ال26 المنعقدة في منتجع شرم الشيخ، شمال شرقي مصر. وأضاف صالح، في كلمته، أن "هناك طعنات نتلقاها من الخلف من أطراف دعمت الميلشيات، وهي دول (لم يسمها) تدعم الارهاب في ليبيا، وخلفت جرحا غائرا يحتاج الى سنين لكي يندمل". ومضى قائلا: "لن نترك بلادنا فريسة للإرهاب ولن نقبل بتقسيمها تحت أي ظرف"، معتبرا أن ما اسماه "الإرهاب القاعدي" و"الإرهاب الداعشي" أفسد ثورات الربيع العربي وحولها لحروب. ودعا صالح الدول العربية إلي مواجهة سرطان الإرهاب استنادا إلى مواثيق الجامعة العربية. وقال "في حال رفض مجلس الأمن تسليح الجيش الليبي، سنتوجه للجامعة العربية لإصدار قرار لتسليحنا". وأضاف: "لا يمكن لمن خرجوا من باب الانتخابات أن يتم إدخالهم من شباك المفاوضات"، في إشارة إلى حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس. وفي كلمة بلاده أمام القمة العربية قال عبد الله النسور، رئيس الوزراء الأردني، إن "تحقيق الأمن المشترك يتطلب التعاون والتنسيق والعمل الجماعي العربي، يواجه الارهاب والعنف الذي تشهده المنطقة." وأوضح أن الحرب على الارهاب والتطرف هي حرب نخوضها دفاعا عن ديننا وقيمنا الإسلامية المثلي ضد الجماعات الإرهابية التي لا تمت للإسلام بصلة. كما دعا النسور إلى توحيد الصفوف العربية لمواجهة الإرهاب والتصدي للعنصرية المناهضة للإسلام. وتابع: إن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط ولابد من عودة الحق لأصحابه، وندعو المجتمع الدولي بشكل عاجل لتكثيف جهود لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أما عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة بالجزائر، ورئيس وفد بلاده في القمة، فقال إن "صيانة الأمن القومي العربي تشكل أحد التحديات تفرض علينا تضافر الجهود لإيجاد آليات كفيلة للتصدي." وأضاف: "نوافق ونتبنى مقترح إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب، مع مراعاة السيادة في كل بلد"، مستدركا أن "الجزائر اكتوت بنار الإرهاب ولطالما حذرت من هذه الظاهرة". وعن القضية الفلسطينية، قال بن صالح إن "السلام الشامل والعادل هو أساس حل القضية الفلسطينية التي تعد على رأس اهتماماتنا وندعو مجلس الامن لتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية". بينما أشار أسعد بن طارق آل سعيد المبعوث الشخصي للسلطان قابوس بن سعيد إلى قمة شرم الشيخ، إلى "أهمية الحوار البناء بين الأشقاء للخروج بحلول لمعالجة المشكلات التي تواجه المنطقة". وأضاف: "المنطقة تمر بتحديات بالغة الخطورة، وموقفنا ثابت بضرورة مكافحة الإرهاب". بدوره طالب تمام سلام رئيس وزراء لبنان، ورئيس وفد بلاده للقمة، بتحييد بلاده عن كل الصراعات الإقليمية التي يمكن أن تؤثر عليه. وأوضح سلام في كلمته، أنه يتطلع لنجاح الحوار القائم بين الأطراف السياسية في لبنان ليتم انتخاب رئيس جمهورية لبنانية، يحضر القمة القادمة. وأعلن سلام تأييد بلاده لأي موقف عربي يحافظ على وحدة اليمن، مبديا موافقة بلاده على تفعيل قوة عربية مشتركة. واختتمت عقب كلمة سلام، أعمال الجلسة الثالثة للقمة العربية، واليوم الآول لها، وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الدورة الحالية أن الجلسة الرابعة ستبدأ أعمالها في الساعة الحادية عشر من صباح غد الأحد.