اعتبر الائتلاف السوري المعارض عدم دعوته لحضور القمة العربية التي انطلقت أعمالها اليوم السبت في منتجع شرم الشيخ شمال شرقي مصر، مؤشراً على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، مطالباً بتسليمه مقعد بلاده الشاغر في الجامعة. وفي بيان أصدره، اليوم السبت، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، قال الائتلاف "نعبر عن الأسف الشديد لعدم دعوتنا لحضور القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ، وتلك الخطوة تعتبر مؤشراً على تراجع موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، وتعطيل قوانين الجامعة العربية الصادرة بهذا الخصوص تزامنا مع مشاريع تعويم النظام". ودعا الائتلاف جامعة الدول العربية إلى "تحمّل واجباتها الأخلاقية والإنسانية، وعدم التفريط بحقوق الشعب السوري، والعمل على دعم سياسة الاستقرار التي يقودها الائتلاف تجاه حالة الفوضى التي يسببها نظام الأسد، خاصة في ظل مخاطر مشروع النظام الإيراني الساعي للتوسع في المنطقة وخطر ذلك على سائر الدول فيها". وأشار الائتلاف إلى أن الدول العربية ممثلة بوزراء خارجيتها في مؤتمرهم المنعقد في 6 آذار/ مارس 2013 اعترفوا بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري والمحاور الأساسي مع الجامعة العربية، وكذلك أكدت قمتا الدوحةوالكويت(2013-2014) على ذلك، بعد أن حاز هذا الاعتراف في الأممالمتحدة بأكثرية 114 دولة. ورأى البيان أن "بقاء النظام وعدم تقديم الدعم الكافي للثورة السورية لن يكون في مصلحة العرب حكومات وشعوباً، وإن التركيز على محاربة الإرهاب وترك مصدره وهو النظام الذي يقتل ويتفنن في أساليب القتل لا يصب في مصلحة الشعب السوري، ولا يؤدي إلى التغيير السياسي الجذري، ولا إلى رفع الظلم عن الشعب السوري ونيل حريته وتحقيق كرامته". واعتبر الائتلاف أن أي حل سياسي لا يحقق طموحات الشعب السوري هو "خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، وإن إحالة رأس النظام ومن معه لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب ارتكب جرائم ضد الإنسانية هو أدنى حقوق الشعب السوري". وأوضح بأن أي حل سياسي "لن يكون ممكناً ولا مقبولاً إلا برحيل رأس النظام". وختم البيان بالقول إن دعم الجامعة العربية للثورة السورية "هو درء للخطر القادم الذي يستهدف المنطقة ككل، وإن إعادة تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف وسحب الشرعية من نظام الأسد هو الحد الأدنى من الدعم المطلوب". وأفاد مراسل وكالة "الأناضول" إلى القمة العربية ال 26، التي انطلقت أعمالها، اليوم السبت، في منتجع شرم الشيخ، بأن مقعد سوريا هو المقعد الوحيد الشاغر بين مقاعد الدول العربية. وقال المراسل إنه لم يجلس أحد على مقعد سوريا، مثلما كان عليه الأمر في قمة الكويت 2014، بينما تم رفع العلم السوري ذو النجمتين بجوار المقعد الخالي وبين أعلام الدول العربية المشاركة في القاعة الرئيسية التي انطلقت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة. ولم يعرف أسباب عدم دعوة الائتلاف السوري المعارض. وكان وزراء الخارجية العرب اتخذوا قرارًا في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2011 بتجميد عضوية سوريا، وذلك "بسبب ممارسات النظام السوري بحق شعبه". وفي قمة الدوحة في مارس/ آذار 2013 جلس معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على مقعد بلاده في القمة، وألقى كلمة أمام القادة ورؤساء وفود الدول العربية ورُفع علم "الثورة" ذو الثلاث نجمات داخل القاعة الرئيسية للمؤتمر. أما في قمة الكويت في مارس/ آذار 2014، فلم يسمح لأحمد الجربا رئيس الائتلاف وقتها بالجلوس على مقعد بلاده الشاغر، وتم السماح له بإلقاء كلمة فيها فقط، فيما رفع العلم السوري ذو النجمتين(المعتمد من قبل النظام) في القاعة. وكان هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري المعارض، قال في تصريح لوكالة "الأناضول" أمس الجمعة، إن الائتلاف لن يحضر قمة "شرم الشيخ" أو حتى يلقي كلمة فيها، وذلك بسبب عدم توجيه دعوة إليه للمشاركة فيها. ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها ب"الأزمة"؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم وخلفت أكثر من 220 ألف قتيل و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. وتستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية القمة العربية يومي السبت والأحد لبحث قضايا المنطقة، منها الأمن القومي العربي، ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تمددت في المنطقة. وإضافة إلى بند ما يستجد من أعمال، تبحث هذه القمة 11 بندا، أبرزها: مشروع قرار بتشكيل قوة مشتركة للتدخل السريع، والأوضاع في اليمن، وتقرير الأمين العام عن العمل العربى المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلى ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية، والتطورات فى كل من سوريا والعراق وليبيا، فضلا عن صيانة الأمن القومى العربى، ومكافحة الجماعات الإرهابية. ويشارك في القمة زعماء 14 دولة عربية وممثلون بمستويات دبلوماسية مختلفة لبقية الدول، من إجمالى زعماء وقادة 21 دولة عربية.