عاشت مدينة عدن جنوبي اليمن، الخميس، يوما داميا لم تشهده المحافظة، منذ حرب صيف 94 بين شمال البلد وجنوبه، كانت محصلته 13 قتيلا وعشرات الجرحى في معارك بين الجيش مدعوما باللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والقوات الخاصة المتمردة على قرارته. ويرى مراقبون، أن أحداث الخميس التي شهدتها مدينة عدن، ستشكل منعطفا خطيرا في مسار الأزمة اليمنية التي تضرب البلد منذ سبتمبر/أيلول الماضي. وأفاد سكان محليون في عدن لوكالة الأناضول، بأن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، مساء الخميس، لكن مخاوف تنتاب مواطنين من ردة فعل غير محتملة لتحالف صالح والحوثي الذين خسروا معركتهم أمس. وأسفر قتال شوارع اندلع منذ فجر الخميس بين القوات الخاصة التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف، الموالي لصالح، وقوات الجيش التي تقدمها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي مسنودا باللجان الشعبية، عن 13 قتيلا وعشرات الجرحى من الجانبين، حسب مصادر طبية للأناضول. وتضاربت الأنباء حول مصير قائد القوات الخاصة المقال، لكن مصدر أمني أكد للأناضول، أن السقاف وصل في وقت متأخر من مساء الخميس، إلى مدينة تعز الواقعة ضمن مدن الشمال، وأن زعماء قبليين من شبوة وأبين ولحج هم من قاموا بتأمين وصوله إليها. وترأس هادي اجتماعا استثنائيا هو الأول من نوعه للجنة الأمنية العليا، لمتابعة الأوضاع، ودعت اللجنة على إثره كافة وحدات القوات المسلحة في المحافظات، ل"رفض أي توجيهات من العاصمة صنعاء" التي يسيطر عليها الحوثيون. وعقب سيطرتهم على صنعاء، شكّل الحوثيون ما سموها "لجنةأمنية عليا"، يرأسها حاليا وزير الداخلية الموالي لهم، اللواء جلال الرويشان، وينخرط في صفوفها 7 من قياداتهم الميدانية، كانت تقوم بإصدار الأوامر العسكرية. لكن اللجنة الأمنية العليا، والتي يرأسها رئيس الجمهورية من عدن، دعت كافة وحدات الجيش في المحافظات لاستلام تعليماتها، وتوجيهاتها من القائد الأعلى للقوات المسلحة (هادي) ووزير الدفاع، اللواء محمود الصبيحي. وأكدت مصادر في القوات الجوية للأناضول، أن المقاتلات الجويات التي هاجمت القصر الرئاسي في عدن، انطلقت من قاعدة الديلمي العسكرية في العاصمة صنعاء وبأوامر من نائب رئيس هيئة الأركان الموالي للحوثيين اللواء زكريا الشامي. فيما دعت اللجنة الأمنية التي تتخذ من عدن مقرا لها، جميع القوات لرفض أي توجيهات من قبل رئيس الأركان ونائبه أو ما يسمى اللجنة الأمنية في العاصمة صنعاء . وشن الرئيس هادي، هجوما عنيفا على من أسماهم ب"عملاء إيران" و"الرجعيين" ، في إشارة لجماعة الحوثي ، والنظام السابق، لمحاولتهم "القيام بانقلاب عسكري" في محافظة عدن. وفيما التزمت جماعة الحوثي الصمت ولم تعلق بشكل رسمي على اتهامات هادي، بادر حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى عقد "اجتماع استثنائي" ، اتهم فيه قوات موالية لهادي ب"سلب ونهب" معسكرات القوات الخاصة بعدن، وقال في بيان حزبي، إن ما جرى في عدن، وما نتج عنه من ضحايا "مؤشر خطير يجب إيقافه" . وفي سياق متصل، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، استعمال القوة في الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين، معتبرا في بيان صادر عن مكتبه في الساعات الأولى ليوم الجمعة، "ارتفاع وتيرة العنف، بما فيه الضربات الجوية ضد القصر الرئاسي، وانتقاله إلى مستويات غير مسبوقة، يهدد أكثر من أي وقت مضى بجر البلاد إلى مواجهة شاملة سيدفع فاتورتها الباهظة المواطنون اليمنيون العزل". ودعا السلطات اليمنية وكافة الاطراف السياسية والجماعات المسلحة إلى "الوقف الفوري وغير المشروط للاقتتال ولكافة الأعمال العدائية، والانخراط في الحوار السلمي الجاري لإيجاد مخرج آمن من الأزمة الراهنة يجنب البلاد الويلات التي تعيشها دول قريبة، اختارت طريق الاقتتال والتناحر بدل الوسائل السلمية".