تمر اليوم الذكرى الواحدة والعشرين لوفاة احد اعمدة الفن المصري الفنان القدير يحي شاهين الذى فارق الحياة فى مثل هذا اليوم من العام 1994، عن عمر ناهز 77 عام . شخصية السيد أحمد عبدالجواد في «ثلاثية» أديب نوبل نجيب محفوظ كانت بعيدة كل البُعد عن طبيعة الفنان يحيى شاهين الواقعية؛ فلم يكن عنيدًا أو متسلطًا أو يسعى لفرض سيطرته على المرأة التي يرتبط بها، ولذلك لم يتردد كثيرًا في الزواج من امرأة أجنبية تكبُره بسنوات كثيرة عقب علاقة عاطفية قوية ربطتهما. حكاية سي السيد «سي السيد» صار الاسم مضربا للأمثال وتعبيرا متداولا خاصة لدي المرأة التي تسخر من تبعية زوجته أمينة له كما أن هذه الشخصية واحدة من أجمل الشخصيات التي أبدعها أديب نوبل «نجيب محفوظ» في ثلاثيته الشهيرة وقدم هذا الدور الممتد على مدار ثلاثة أجزاء في أفلام «بين القصرين» ثم «قصر الشوق» ثم «السكرية» . مولده وتطور تاريخه الفنى منذ احتراف شاهين التمثيل في عام 1935 شارك في مجموعة كبيرة من الأعمال المهمة في تاريخ السينما المصرية ومنها «ابن النيل» و«جعلونى مجرما» و«فجر الإسلام» و«شىء من الخوف» و«لا أنام» و«الأرض» و«الغريب» و«سلامة» حتى آخر فيلم له وهو فيلم «كل هذا الحب» . ويحيى يحيى حسن شاهين- وهذا اسمه كاملا- مولود في ميت عقبة في 28 يوليو 1917 والتحق بمدرسة عابدين الابتدائية وبدت عليه أول ميوله الفنية ثم التحق بمدرسة العباسية الصناعية ونال دبلوم الفنون التطبيقية قسم (نسيج) في 1933 إلى أن اكتشفه بشارة واكيم ولكنه كان يعمل موظفا في المحلة ثم انضم للفرقة القومية للمسرح وعمل مع فرقة فاطمة رشدى ظل يعمل بين السينما والمسرح حتى تفرغ للسينما في 1946 كما خاض تجربة الإنتاج وحصل على العديد من الجوائز عن أكثر من دور ومنها دوره في «جعلونى مجرما» و«نساء في حياتى» و«ارحم دموعى».. حكاية زوجته المجرية شاهين تزوج عام 1959 من سيدة مجرية «مُطلقة» وكان لديها طفلان، وبعد أن أنجب منها ابنتين، قررا الانفصال بعد ست سنوات من الزواج لاختلاف طباعهما. واخذت طليقة الفنان المصري ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب بإحباط شديد وعاش في عزلة كبيرة لمدة عامين، ثم طلب من أقاربه أن يجدوا له عروسًا أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على السيدة مشيرة عبدالمنعم. وتزوج يحيى شاهين بعد فترة خطبة قصيرة من السيدة مشيرة وهى مصرية وتم عقد القران بشكل عائلي محدود، وأهدى العروس «خاتم سوليتير» كشبكة الزواج، وأنجبا ابنة وحيدة تُدعى داليا وكان في سن كبير، وعاشا سعداء للغاية حتى وفاته في 18 مارس عام 1993. ذكريات مع زوجته المصرية تتحدث عنه السيدة مشيرة أرملته فى حوار سابق مع جريدة " النهار " اللبنانية وتقول : في عام 1946ترك المسرح ليتفرغ للعمل السينمائي بعد ان نادته السينما وفتحت له صدرها ليحقق فيها أضعاف أمجاده المسرحية وكان أول ظهور له في فيلم لو كنت غني بدور هامشي وسرعان ما سطع نجمة ولفت الأنظار اليه ولعب دور البطولة أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم سلامة وبعدها انطلق في رحلة سينمائية تضمنت نحو مئة فيلم أبرزهم: دنانير، محطة الأنس، لو كنت غني، عايدة، المتهمة، بنت الشيخ، حبابة، المظاهر، سلامة، ضحايا المدينة، غرام الشيوخ، عواطف، راوية، عادت الى قواعدها، الطائشة، خاتم سليمان، ضربة القدر، أزهار وأشواك، سلطانة الصحراء، جوز الاثنين، كانت ملاكاً، ورد شاه، فتح مصر، فتنة، الريف الحزين، ليلى العامرية، قسمة ونصيب، الهام، ابن النيل، انتقام الحبيب، سلوا قلبي، سيدة القطار، زينب، تاجر الفضائح، مؤامرة، غرام بثينة، بلال مؤذن الرسول، مرت الأيام، انا الحب، الفارس الأسود، الحياة الحب، جعلوني مجرماً، ارحم دموعي - قرية العشاق، في سبيل الحب، أين عمري، نساء في حياتي، عشاق الليل، لا انام، الملاك الصغير، هذا هو الحب، الحب الصامت، المعلمة، كهرمان، سمراء سيناء، رجل بلا قلب، امرأة وشيطان، زيزيت، مخلب القط، هذا الرجل أحبه، بين القصرين، المرهقات، صبيان وبنات، باسم الحب، الاعتراف، تفاحة آدم، 3 لصوص، رجل وامرأتان، ابن كليوباترا (ايطالي)، قصر الشوق، حدث في مصر (المجر)، روعة الحب، شيء من الخوف، شيء من العذاب، الأرض، أشياء لا تشتري، البعض يعيش مرتين، الأضواء، الحاجز، السكرية، الاخوة الأعداء، عجائب يا زمن، الشك يا حبيبي، اسكندرية ليه، الأقدار الدامية، كل هذا الحب، بنت الباشا الوزير، مذبحة الشرفاء، دموع صاحبة الجلالة، بالاضافة الى عدد من الأعمال التلفزيونية أبرزها شارع الموردى والطاحونة. الاب الحنون تكمل السيدة مشيرة وتقول: على فكرة رغم انه أبدع في تجسيد شخصية سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ، لم يكن سي السيد في المنزل ولم يكن في أي يوم من الأيام بهذه الشخصية.. فكان عكس ذلك تماماً فهو شخص حنون وعطوف بل انه لم يكن يتناول طعامه قبل ان يتأكد من تناولنا الطعام، وكان شديد الاهتمام بنا الى أقصى درجة ويخاف علينا الى حد الجنون. أما أقرب الأدوار التي جسدها.. الى شخصيته فهو دوره آباء وأبناء وشاركته الفنانة كريمة مختار.. هذا الدور قريب من شخصيته الطبيعية في المنزل.. كما انه كان - رحمه الله - وفياً للأصدقاء. وأقربهم الفنان صلاح ذو الفقار وعائلته، وحسين المهندس وعائلته.. والفنان حمدي أحمد وكان يحبه جداً.. وكان لا يفارق الفنان محسن سرحان فكان صديق عمره.. وظل -رحمه الله- وفياً للجميع حتى مات فجأة.. فقد كانت صحته جيدة جداً لا يشتكي من أي شيء وقبل الوفاة بأيام كنا عائدين من العمرة.. وقضينا أيام العيد في الاسكندرية، وعند العودة تعب وتوفى فجأة. قالوا عنه كتب عنه الناقد عبدالله أحمد عبد الله الشهير بميكى ماوس في مجلة "أكتوبر" يقول " كان طيبا وديعا يختلف تماما عن شخصية سى السيد التي كان يؤديها في الثلاثية، وكان صديقا للجميع ، أحب الناس فأحبوه ونال رصيدا كبيرا من هذا الحب، وأحب الله فرضى عنه وتوفى بعد أيام قليلة من زيارته للأراضي المقدسة في آخر عمرة أداها".