قال السفير عبد المنعم الهونى ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى مصر والجامعة العربية أن محادثات المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني خلال زيارته لمصر بعد غد "الثلاثاء " ستتضمن وضع أسس جديدة لمستقبل العلاقات المصرية الليبية ومشاركة مصر في عملية إعادة اعمار وتنمية ليبيا بعد الخراب والتدمير الذي لحق بها من جراء ممارسات نظام العقيد الراحل معمر القذافى ضد المدنيين العزل في مختلف المدن الليبية على مدى الشهور الثمانية الماضية. وأوضح الهونى في تصريح له اليوم أن عبد الجليل الذي سيرافقه وفد رفيع المستوى يضم أعضاء في المجلس الانتقالي سيجرى محادثات مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء والدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. واعتبر أن حرص عبد الجليل على أن تكون مصر في صدارة الدول التي يزورها بعد إعلان تحرير ليبيا وإسقاط نظام القذافى يوضح مدى اهتمام المجلس الانتقالي بتطوير ومستقبل العلاقات مع مصر بالنظر إلى دورها الاقليمى وثقلها السياسي والعسكري والأمني. وقال الهونى أن الرسالة التي تحملها زيارة عبد الجليل إلى القاهرة هي أن المستقبل مفتوح لتعزيز العلاقات المصرية الليبية ونقلها إلى آفاق أرحب وتحقيق المزيد من التعاون المشترك لصالح الشعبين الشقيقين وكافة شعوب العالم العربي والاسلامى. وأضاف الهونى أن اختيار القاهرة كأول محطة خارجية بعد إعلان تحرير ليبيا من قبضة نظام القذافى وإسقاطه يعنى أن الشعب الليبي يتطلع إلى مشاركة أشقائه المصريين في عملية إعادة البناء والتعمير في المستقبل. وتابع "هناك إمكانيات اقتصادية وتجارية كبيرة للتعاون الذي يخدم البلدين الشقيقين، بالنسبة لنا مصر دولة محورية لا يمكن الاستغناء عنها". ولفت إلى استقبال مصر لمئات الجرحى الليبيين في مختلف المستشفيات، مشيدا بالرعاية التي وفرتها السلطات المصرية والاهتمام الكبير الذي أولته لهذه الحالات الإنسانية. وشدد الهونى على أن مصر رفضت الوقوف ضد ثورة الشعب الليبي وأنها امتنعت عن تقديم أي دعم مادي أو معنوي لنظام القذافى ضد شعبه كما رفضت طلبه باغلاق الحدود البرية المشتركة. وأضاف أن التاريخ لن ينسى هذه المواقف القومية التي ساهمت في إنجاح ثورة الشعب الليبي ضد هذا الطاغية، ونقدر تماما الدور المصري المساند لنا خلال تلك الأحداث الماضية". ولفت الهونى إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة رفض الاستجابة لمحاولات القذافى سابقا إغراءه بالمال وبصفقات تجارية هائلة لتزويده بالسلاح والعتاد العسكري لإجهاض ثورة السابع عشر من فبراير. وقال "إن المجلس الانتقالي الليبي يقدر للمجلس العسكري المصري رفضه إغراءات القذافى وتمسكه بعدم تمكين هذا الطاغية من مواصلة قتل شعبه بشتى الطرق والوسائل ".