قال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد مساء الاثنين، إن سلطات بلاده اعتقلت حوالي 400 متطرف منذ توليه منصبه قبل شهر في إطار حملة تشنها الحكومة لملاحقة جماعات متشددة تسعى لضرب الانتقال الديمقراطي. ومع استكمال الانتقال الديمقراطي بنجاح تسعى تونس الآن إلى مواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة مع انتشار الفوضى في جارتها الشرقية ليبيا. وقال رئيس الوزراء الذي يقود حكومة اتئلاف تضم علمانيين وإسلاميين في كلمة وجهها للأمة عبر التلفزيون العمومي: "رسمنا خطة أمنية جديدة ترتكز على مزيد من التنسيق بين الأمن والجيش ودعمهما بالمعدات اللازمة وتدعيم الحضور الأمني على الحدود مع ليبيا". وأضاف: "هذه الخطة أفضت إلى اعتقال 387 إرهابياً والقضاء على بعض العناصر الأخرى إضافة إلى كشف مخازن أسلحة حربية". ولكنه شدد على أن الوضع الأمني ما زال هشاً ويتعين مواصلة العمل للقضاء على الإرهاب. وبخصوص الوضع الاقتصادي في البلاد، أوضح الصيد أن الاقتصاد تراجع خلال سنة 2014 بنسبة 21% بالمقارنة مع سنة 2013 وب30% بالمقارنة مع سنة 2010، وأشار إلى أن عجز الميزانية بلغ 7400 مليون دينار. كما تطرق رئيس الحكومة، إلى الصعوبات الاجتماعية، مشيراً إلى أنه وضع يتميز بالهشاشة مع ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين الخريجين من التعليم العالي التي بلغت النسبة 32%. وأرجع هذا الوضع الكارثي إلى غياب التنمية وأن الاكتفاء كان طوال السنوات الماضية على إجراءات حينية فقط. وأضاف الصيد أن الهدف الذي تم وضعه هو تحقيق نسبة نمو اقتصادي تبلغ 7%، من خلال التركيز على تنمية الاقتصاد الرقمي، وبداية إصلاحات كبرى في القطاعات الكبيرة على غرار الصحة ومنظومة الدعم والصناديق الاجتماعية، والقيام بالإجراءات العاجلة0 وفي تصريح ل"العربية.نت"، قال المحلل السياسي شكري بن عيسي إن رئيس الحكومة قدم تشخيصاً بلون قاتم للأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. "وضع امني هش".. يتمثل في استمرار مخاطر الإرهاب، إضافة إلى تراجع للاستثمار وعجز للمؤسسات العمومية وتضخم أسعار مرتفع مقابل نسبة نمو لم تتجاوز 2.3%. واعتبر بن عيسي أن كلمة رئيس الحكومة غير مطمئنة، مضيفاً: "لا ندري فعلاً ماذا قدم الصيد للتونسيين من تطمينات، خاصة وأنه رمى بالمسؤولية على عاتق الجميع من أحزاب ومنظمات وإعلام ومجتمع مدني". ويري بن عيسي أن رئيس الحكومة ظهر كما لو أنه "بات عاجزاً عن تقديم الحلول"، مشيراً إلى أن "عنوان كلمة الصيد الأساسية هي: استعدوا للدواء المر".