يشهد الفنان على مدار تاريخه الفني العديد من الشائعات، تزايدت في السنوات الأخيرة لتعصف بأموره الشخصية جدا، بل ووصل الأمر لاختلاق شائعات حول موت ومرض الفنانين، مثل شائعة تسول الفنان القدير عبدالعزيز مكيوي في شوارع وسط البلد، الأمر الذي افزع الجميع، وأيضا شائعة وفاة الفنان الكبير نور الشريف، ومن قبله عادل إمام، وآخرين، وغيرها من شائعات إهمال الفنانين وعدم مساعدتهم خصوصا بعد بلوغهم سن الكبر واحتياجهم للرعاية سواء من قبل نقابتهم، أو من ناحية الدولة . ولذلك توجهت شبكة الإعلام العربية "محيط" لنقابة المهن التمثيلية لمعرفة حقيقة الأمر من بيته الأساسي المنوط بحماية الممثلين والحفاظ على حقوقهم ومساعدتهم في أزماتهم، وكان لنا هذا الحوار مع الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية والذي أكد رعاية النقابة لجميع فنانيها، وإليكم الحوار: تزايدت في الفترات الأخيرة حالات مرض الفنانين وفقرهم واحتياجهم للمساعدة، ومنذ شهور قليلة شاهدنا صورا للفنان عبدالعزيز مكيوي يتسول في الشارع، وقصة أن الفنان محمد أبو الحسن باع أثاث منزله، وأيضا الفنان حمادة سلطان الذي أراد أن يجري عملية جراحية بعينه ولم يمتلك المال!! وغيرهم الكثير؟ هذا الأمر غير حقيقي؛ فهذه الصور أخذت للفنان مكيوي منذ عام 2009 قبل أن يتولى مجلس الإدارة الحالي مسئولية النقابة، أي عمرها قديم جدا، والنقابة بالفعل اتخذت موقف لهذا الأمر من زمان، وحاولنا أن نوفر للفنان مسكن للمعيشة، وكان الفنان متعب نفسيا، وأقيم في النقابة لفترة، وعندما تولينا مسئولية النقابة عالجناه على نفقة القوات المسلحة لمدة عامين. ولكي نوضح للناس أن هذه الصور التي أحدث ضجة كاذبة فالفنان عبدالعزيز مكيوي يقيم حاليا في دار مسنين فخمة بمصر الجديدة تحت رعاية الرقابة. أما موضوع الفنان محمد أبو الحسن فهو كذب؛ لأن أبناءه تربوا أحسن تربية، فله ابنان ضباط وأحدهم يعمل في المخابرات، وابنته متزوجة ضابط شرطة. ويجب أن نعلم جميعا أن النقابة لم تكن دولة، وعلاقتها بأعضائها علاقة خاصة جدا ليس مجالها الإعلام. كما أن هناك الكثير من الأخبار الكاذبة؛ ولذلك نوجه دائما بأن المصدر الوحيد للأخبار هو النقابة، أو صاحب المشكلة نفسها، حتى لا تتداول الأكاذيب وتنتقل دون تحقق أو تدقق، فهذه مسئولية أمام الله ومن ينقل خبر لم يتأكد منه يساهم في بث الفتن ونشر الأكاذيب، فإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، فكل فترة وجيزة نجد صور عبد العزيز مكيوي تحديدا تنشر من جديد، ونرد على وسائل الإعلام، وللأسف صحفية تجزم بأنها قابلته، وأقول لها "كيف وهو معنا في دار المسنين؟" فهذا كله كذب لاختلاق مواضيع. وللأسف هذا حال ما يحدث من مضايقات من بعض وسائل الإعلام الورقي والمواقع الإلكترونية والذين يقولون أخبار ليس لها أساس من الصحة بهدف الإثارة فقط، فهذه المسألة تسيء للفنانين، وأبنائهم يحزنوا ويأتوا لنا، بالإضافة إلى تعمد هذه المواقع لوضع عناوين مثيرة، فلم نجد جنازة إلا وكتب عنها "غياب كثير من الفنانين ولم يحضر سوى.... "، هما مالهم؟ يعني أحنا ناس قليلة الأصل؟!! أحيانا يموت فنان في الفجر ويدفن في الظهر ولم يلحق الفنانين بالذهاب له، فيكتبوا أن الفنانين لم يذهبوا للجنازة لكنهم يحرصون على العزاء كي يتصورون!!. أو أن الفنانين غابوا عن العزاء!!، ما الذي يعلمونه عن العزاء، فهناك أكثر من طريقة للعزاء، فمن الممكن أن يكون في المنزل، أو بالتلغراف، أو في الليل، فكل شخص حسب ظروفه وعلاقته بالفنان!!. هل ترى أن الحياة الشخصية للفنانين تباح في وسائل الإعلام؟ ياريت مباحة فقط، لكنها بها مبالغات وافتراءات. هل يكون للنقابة دور لوقف هذا الهزل؟ النقابة تكذب من جانبها، لكن ماذا سنفعل؟ّ! فالنقابة ليست دولة كاملة، وعندما يسألني الصحفي أجيبه، لكن الصحفي يريد الإثارة ثم التكذيب كي يحقق زائرين للموقع على حساب سمعة ناس، فيقول أنا أكتب ثم يكذب وأنشرله تكذيبه، وهذا لم يحدث حالياً من قبل صحفي صغير لا يفهم قواعد المهنة، لكنه أصبح سياسة مواقع وجرائد، فرئيس التحرير يشجع على ذلك، والديسك يتعمد إبراز عناوين مثيرة ومسيئة ليضعها على السطح. يرى البعض أن الغرب هم من ابتدعوا ذلك في وسائلهم الإعلامية؟ ليس بهذه الصورة، فلو نشرت أشياء ليست صحيحة في الخارج يتم المعاقبة عنها بشدة، فطالما الخبر حقيقي فلينشر، لكن لو به إساءة فلابد أن يكون عندنا أخلاقيات مهنة ودرجة وعي بقوانا الناعمة، فزمان لم نسمع أي شيء عن أي فنان، لدرجة أن الجمهور كان يسأل "هما بيكلوا ويشربوا زينا؟!" لكن اليوم الإعلام يخترق الحياة الخاصة. وأعرف كم كبير من الفنانين يساعدون في الخير ويشاركون في مستشفى "5757" ولم يصرحوا بذلك لأن هذا لا يجوز حتى لا تذهب الحسنة هباءً، ومع ذلك يأتي الصحفي بالسيئات ويجسدها ويبرزها فيسيئوا لقواهم الناعمة. وهناك من يحصلون على أخبارهم من شبكات التواصل الاجتماعي!! وعندما يكتب فنان على صفحته "فلان مات" لم يتحققوا وينشروا الخبر ثم يعودوا للومه على الرغم من أنهم من استباحوا ذلك وقاموا بنشره، أين التحقق من الخبر والتدقيق والذمة وأخلاقيات المهنة؟!!، زمان كانت جريدة "الأهرام" دمها تقيل، لكن عندما يكتب فيها شيء يقال "دول كتبوها في الأهرام"، وكان هناك صحف أخرى قائمة على الإثارة. وكثيرا ما نجد كلام وحوارات على لسان فنانين وهم في الأساس لا يتحدثون إلى الصحفي، وهذا حدث معي كثيرا!! وأنا أؤكد أن علاقة النقابة بأعضائها علاقة خاصة جدا ليس مجالها الإعلام، وإنما الاهتمام الإعلامي لابد أن يكون بالمنتج الفني، ودرجة إجادة الفنان من عدمه، فلو أساءوا للفنان في عمله لم أنزعج لكن ليس في شخصه، فهم بذلك يقللوا من قيمة الفنان في الخارج وهو من يحقق عمله صعبه؛ ولذلك لابد من إلقاء الضوء على المنتج الفني بعيدا عن حياة الفنان الشخصية. نرى إمكانيات النقابة محدودة في ظل أرقام خيالية تتعدى الملايين يحصل عليهم النجوم في السنوات الأخيرة، ومن المفترض أنه يسددون الرسم النسبي عن تلك الأعمال فبالتالي تزيد من موارد النقابة؟ بعيدا عن كل الأرقام، تراعي النقابة أعضائها في حدود إمكانيتها، لكن عندما يكون عدد أعضاء النقابة 4 آلاف، ومنهم أربعة يحصلون على مبالغ ضخمة إلا أن الكثير أمامهم لا يعملون، وبرغم كل هذا فالنقابة توفر معاش للأعضاء، ورعاية صحية، وعلاج طبي تأميني. أما بخصوص الرسم النسبي فالنقابة لم تحصل عليه من الفنانين أنفسهم، ولكن من شركات الإنتاج، ونستطيع أن نحصل عليه من البعض، وهناك بعض الجهات الحكومية مديونة لنا لعدم وجود سيولة في مصر بشكل عام بسبب الظروف التي نعيشها، مثل التليفزيون وشركة "صوت القاهرة". والنقابة تصرف من خلال الرسم النسبي على أشياء كثيرة بقدر المستطاع. لماذا لا تطالب النقابة بتحصيل رسم ال 1% على مجمل الأعمال التي يتم عرضها كحق انتفاع خصوصا أن ذلك من صميم عمل إتحاد النقابات الفنية؟ بالفعل تقدمت بذلك باعتباري مسئولا في هذه الفترة عن الاتحاد، وقمنا بتعديل بعض القوانين، وسوف نجتمع مع لجنة الإصلاح التشريعي حتى يتم الموافقة على القانون ثم تطبيقه فور إصداره. بعض النقابات الفنية تواجه مشكلة وجود أعضاء دخيلة لم ينتمون للوسط الفني ولا يعملون ولا يسددون الرسم النسبي فيشكلون عائق أمام الأعضاء الحقيقيين في الحصول على حقوقهم، هل هذا نفس حال نقابة المهن التمثيلية؟ هناك شروط للانضمام إلى النقابة لا نخرج عنها، ويوجد لجنة قيد ملتزمة باللوائح والقوانين. شعبة السيرك والفنون الشعبية تحقق الملايين هل تتحصل النقابة منها على الرسم النسبي؟ هؤلاء بالفعل أعضاء النقابة، لكنهم ينتمون للمهن الحرة، ولا يجوز تحصيل الرسم النسبي من راتب الحكومة؛ فليس للنقابة علاقة بالوظيفة، حتى المسارح يأخذون مرتبات ثابتة وعندما يحققون إيرادات تدخل لخزانة الدولة لأنها قطاع عام. كان التليفزيون المصري منذ سنوات طويلة يقوم بترشيح الممثلين للأعمال الفنية ويحدد أجورهم ضمن لائحة فلا نجد فروق بالملايين، لماذا لم تحاول النقابة القيام بهذا الدور لمساعدة أعضاءها؟ هناك عرض وطلب، من يحصل على كذا مليون يحقق أضعافهم للمنتج، ومفيش منتج عايز يخسر لذلك يعطي الفنان الأجر، وهذه هي العدالة، فهناك فرق بين المساواة والعدالة، فالمساواة هي تساوي الأشخاص، لكن العدالة هي أن كل منتج بقدر ما يكسبه، فعندما يحدد أجر فهذا يعود للمنتج. أما عن مسألة الترشيح، فالنقابة أنشأت مكتب "كاستينج" يقوم بترشيح الفنانين أو إجراء اختبارات لهم في النقابة، وهذا ليس للشباب فقط بل لجميع الفنانين بحيث أننا نذكر بهم. ماذا عن مشاريع النقابة الجديدة؟ هناك مشروع للإسكان نقوم حاليا برمي حجر الأساس الخاص به، وسيكون مكتملا بعد ثلاث سنوات في مدينة سكنية خاصة بالفنانين تابعة لمدينة السادس من أكتوبر.