أشار الخبير في شئون المياه والري الدكتور ضياء القوصي، إلى إن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقي بالأمس رئيس بوروندي لبحث التعاون بين دول حوض النيل. وقال القوصي في مداخلة هاتفية مع فضائية «أون تي في» اليوم الثلاثاء، ان مصر تتحلي بأكبر قدر من الصبر في مفاوضات سد النهضة، الذي بدأ العمل فيه رسمياً أول أبريل 2011، أي أنه اتم الآن 4 سنوات من عمره. وأضاف «في مثل هذا الوقت تم إنشاء السد العالي في وقت لم تكن موجوده به هذه التسهيلات والإمكانيات والآلات مثل الآن». وأوضح أن مصر بذلك مدت حبال الصبر إلى ما لا نهاية في مفاوضات سد النهضة، مطالبا بضرورة اتخاذ خطوة قوية وإنهاء المفاوضات قبل اكتمال إنشاء السد لأنه من المفترض أن يبدأ تخزين السد في 2017. وأكد على أنه إذا تم إنشاء السد بالمواصفات التي وضعتها أثيوبيا بإرتفاع 150 متر وببحيرة تزيد سعتها عن 74 مليون متر مكعب، فأن ذلكحتماً سيضر بمصالح مصر المائية، وبالتالي لابد من أن يتم تحجيم ارتفاع وسعة بحيرة السد قبل الانتهاء من إنشاءه. ويبدأ وزراء الخارجية والموارد المائية لدول حوض النيل الشرقي الثلاث - مصر والسودان وإثيوبيا - اجتماعاتهم اليوم الثلاثاء، بالعاصمة السودانية الخرطوم لمناقشة المسائل العالقة في مشروع سد النهضة الإثيوبي. وتصاعدت الأزمة بين مصر وإثيوبيا بشكل حاد منذ عام 2011، عندما شرعت إثيوبيا في تشييد سد عملاق على نهر النيل بكلفة 4.7 مليار دولار على مسافة تتراوح ما بين 20 و40 كيلومترا جنوب الحدود السودانية مع إثيوبيا، ويتوقع اكتمال تشييده خلال عام 2017 ليكون أكبر سد أفريقي وعاشر سد لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم. وقالت مصر إن السد يهدد حصتها من المياه - التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب بما يصل لأكثر من 10 في المائة - كما سيؤدي أيضا إلى خفض كمية الكهرباء المولدة من السد العالي، وهو الأمر الذي يجرى التفاوض بشأنه حاليا والاستعانة بالخبراء الدوليين لتقييم الأضرار المائية والبيئية للسد على دولتي المصب مصر والسودان. ونفت إثيوبيا - في وقت سابق - وجود أي آثار سلبية جراء بناء السد، وقالت إن «مشروع سد النهضة يخدم أغراض تنموية لها كما يخدم مصلحة كل من مصر والسودان أكثر من إثيوبيا».