في جلسة شهيرة لمجلس الشعب، أعلن الرئيس الراحل أنور السادات استعداده للذهاب للقدس، بل والكنيست الإسرائيلي، قائلًا: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم". وبالفعل زار السادات القدس، في 19 نوفمبر 1977، ووقف في اليوم التالي في 20 نوفمبر أمام الكنيست، وقال خطابه الشهير: "السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله، السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان.. ". وجاء في خطاب السادات بالكنيست: "وقد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نُقِيم السلام، وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحدا. وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام". ومن الجمل الشهيرة التي قالها الرئيس الراحل السادات، أمام الكنيست: "املئوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام.. املئوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر.. اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال.. ". تبادل السفراء في مثل هذا اليوم من عام 1980، وصل السفير سعد مرتضى أول سفير يمثل مصر داخل "إسرائيل"، وبالمقابل وصل إلياهو بن اليسار إلى القاهرة ليمثل إسرائيل داخل مصر. وبموجب اتفاقية السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979 تم الاتفاق على إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بينهما تمهيداً لتسوية، كما انسحبت إسرائيل من سيناء التي احتلتها عام 1967. معاهدة كامب ديفيد تم التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد" في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحم بيغن بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي بكامب ديفيد في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولاياتالمتحدةواشنطن. وجاءت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية برعاية الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. ونتج عن الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على هذه الاتفاقية. وحصل السادات وبيجن مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعد الاتفاقية حسب ما جاء في مبرر المنح للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. معاهدة السلام 1979 بعد كامب ديفيد، جاء دور اتفاقية السلام التى تم توقيعها بين الجانبين المصري والإسرائيلي في العاصمة الأمريكية، واشنطن، في 26 مارس 1979. ومن أبرز بنودها اعتراف كل دولة بالأخرى، والوقف التام لحالة الحرب الممتدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في 1948، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ومعداتها والمستوطنين الإسرائيليين من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة في 1967. كما تضمنت المعاهدة السماح بمرور السفن الإسرائيلية من قناة السويس، والاعتراف بمعابر تيران وخليج العقبة كممرات مائية دولية وتشكيل قوة مراقبة دولية. وفي 18 مايو 1981، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي "أن الأممالمتحدة لن تكون قادرة على توفير قوة مراقبة دولية"، وذلك اثر تهديد باستخدام حق النقض "الفيتو" من قبل الاتحاد السوفييتي، ونتيجة لوصول مجلس الأمن الدولي إلى طريق مسدود، بدأت مفاوضات بين كل من مصر وإسرائيل والولاياتالمتحدة بتشكيل قوات حفظ سلام خارج إطار مجلس الأمن الدولي. في 3 أغسطس 1981 تم توقيع البروتوكول المرتبط بمعاهدة السلام ليؤسس قوات المراقبة المتعددة الجنسيات لتراقب مدى التزام أطراف المعاهدة ببنودها. رفض شعبي وعربي كان هناك رفض شعبي وعربي للاتفاقية في مصر ومعظم الدول العربية، فبسبب الاتفاقية استقال وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل لمعارضته الاتفاقية وسماها مذبحة التنازلات. وانتقد في كتابه "السلام الضائع في اتفاقات كامب ديفيد" المنشور في بداية الثمانينيات الاتفاقية وقال، إن "ما قبل به السادات بعيد جداً عن السلام العادل"، لكونها لم تشر بصراحة إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وعلى الصعيد العربي كان هناك جو من الإحباط والغضب لأن الشارع العربي كان آنذاك لا يزال تحت تأثير أفكار الوحدة العربية وأفكار جمال عبد الناصر وخاصة في مصر والعراقوسوريا وليبيا والجزائر واليمن. نوازع الزعامة الإقليمية ويرى البعض أن الاتفاقية أدت إلى نشوء نوازع الزعامة الإقليمية والشخصية في العالم العربي لسد الفراغ الذي خلفته مصر، وكانت هذه البوادر واضحة لدى القيادات في العراقوسوريا فحاولت الدولتان تشكيل مشروع للوحدة في عام 1979، ولكنها انهارت بعد أسابيع قليلة. وقام العراق على وجه السرعة بعقد قمة لجامعة الدول العربية في بغداد في 2 نوفمبر 1978. رفضت القمة اتفاقية كامب ديفيد، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من مصر وتعليق عضويتها فيها، ومقاطعتها. شاركت بهذه القمة 10 دول عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية وعرفت هذه القمة باسم "جبهة الرفض". وفي 20 نوفمبر 1979، عقدت قمة تونس العادية التى أكدت على تطبيق المقاطعة على مصر، وازداد التشتت في الموقف بعد حرب الخليج الأولى إذ انضمت سوريا وليبيا إلى صف إيران. وحدث أثناء هذا التشتت غزو إسرائيل للبنان في عام 1982 بحجة إزالة منظمة التحرير الفلسطينية من جنوبلبنان وتمت محاصرة العاصمة اللبنانية لعدة شهور، ونشأة فكرة "الإتحاد المغاربي" الذي كان مستنداً على أساس الانتماء لأفريقيا وليس الانتماء للقومية العربية. سفراء مصر لدى إسرائيل Ø السفير سعد مرتضى في الفترة من 1980 إلى 1982. Ø السفير محمد بسيوني في الفترة من 1986 إلى 2000. Ø السفير محمد عاصم إبراهيم في الفترة من مارس 2005 إلى سبتمبر 2008. Ø السفير ياسر رضا سعيد في الفترة من سبتمبر 2008 إلى سبتمبر 2012. Ø السفير عاطف محمد سالم في الفترة من سبتمبر 2012 إلى الآن