وجه رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان كلمة في مؤتمر الأمن الإقليمي وتحديات المنطقة . أكد فيها على ضرورة تكاتف جميع دول المنطقة في هذا الوقت تحديدا من أجل مواجهة خطر الإرهاب وبدأ كلمته بتوجيه الشكر والثناء لللدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العرب على دعوة البرلمان و السفير الدكتور محمد ابراهيم شاكر ، رئيس مجلس ادارة المجلس المصري للشؤون الخارجية وقال إن هذا المؤتمر بالغ الأهمية حول الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية .. ويأتي في توقيت نحن في أمس الحاجة فيه الى دراسة التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية سواءعلى الصعيدالأمني والعسكري أو السياسي والاقتصادي من أجل التوصل إلى رؤية مستقبلية واقتراحات لحلول مناسبة لمواجهة هذه التحديات . وأضاف إننا في البرلمان العربي نقدر عاليا المجهود الذي تبذله الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من أجل الدفع باتجاه إعادة صياغة أولويات الأمن القومي العربي وما يتطلب صيانته خاصة في ضوء المستجدات التي طرأت على الساحة العربية والتهديدات التي أصبحت تعصف بأكثر من قطر عربي وأهمها ظاهرة الإرهاب. واستكمل : لقد كان البرلمان العربي سباقاً إلى الدعوة لضرورة تحديث مفهوم الأمن القومي العربي وإعادة صياغته بما يصون أمن الأمة العربية ويعزز حصانتها تجاه المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة ، وتجميع عوامل زعزعة استقرار الدول، والدفع بها للوهن واللجوء للحماية الخارجية . لافتا إلى أن البرلمان العربي كان قد عقد ندوةً حول الأمن القومي العربي في أكتوبر 2014م توجت بتوصيات هامة رفعت إلى جامعة الدول العربية بعنوان "نحو نظام جديد للأمن القومي العربي، توصيات وآليات تحقيق الأمن القومى العربي ". وأكدنا في هذه الوثيقة أن الأمن القومي العربي يشكل "قضية جوهرية للأمة العربية " وأنه "بالرغم من أن النظام العربي ممثلا فى جامعة الدول العربية، وبصفةٍ عامة مؤتمرات القمة، لم يقصر في التوصل إلى القرارات وبناء الآليات المتعلقة بحماية الأمن القومى العربي، إلا أنها واجهت مجموعة كبيرة من التحولات المتلاحقة التى ضاعفت من التهديدات للأمن القومى العربي من ناحية، وسببت مزيداً من التآكل فى بنية العلاقات العربية- العربية مما أضعف القدرة على مواجهة هذه التهديدات من ناحية أخرى. ومن ثم فإن الأمر بات يحتاج إلى منهاجية جديدة تتضمن بناء استراتيجية فاعلة لمواجهة الأوضاع الراهنة التي تقوض الأمن القومي العربي على نحو خطير، والتصدي لمصادر التهديد لأمن الأمة وتماسكها". وقال إن التصدي لمصادر التهديد لأمن الأمة وتماسكها يكمن في تحديد تلك المخاطر والتهديدات والعمل على مجابهتها بشتى الطرق والوسائل كلٌ حسبَ مجاله ومسؤوليته. وانني لعلى يقين من أن القادة العرب لن يدخروا جهدا في التحرك السريع لوضع استراتيجية عربية موحدة وفعالة من أجل مواجهة المخاطر والتحديات الراهنة التي تعصف بالأمن القومي العربي، وإنني أدعو كافة مكونات الأمة العربية وبلا استثناء للعمل يداً بيد و في اتجاه واحد نحو مجابهة تلك المخاطر والتحديات، فلقد اصبح العرب منشغلون بتنامي ظاهرة الإرهاب وما تشكله من تحديات خطيرةللأمن القومي العربي ، وأن الأمر بات يتطلب تحركاً سريعاً وشاملاً تعمل فيه كافة مكونات المجتمع العربي، من مؤسسات المجتمع المدني و الإعلام وصولاً إلى المواطن العربي للعمل على محاربة ظاهرة الإرهاب وتفعيل آليات الدفاع عن الأمن القومي العربي، كما لا بد من تفعيل الإتفاقيات العربية في المجال القانوني والقضائي وأعني على وجه الخصوص الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والإتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب . وتابع أود بهذه المناسبة أن أجدد التأكيد على تأييد البرلمان العربي التام لما جاء في قرار مجلس الجامعة العربية في دورته العادية ال 142 بخصوص صيانة الأمن القومي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة ، خاصة ما تعلق ب"تأكيد العزم على مواصلة الجهود لتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية سياسياً وأمنياً وقضائياً وفكرياً لمواجهة مخاطر الإرهاب وما يفرضه من تحديات، واعتبار "أي اعتداء مسلّح على أية دولة عربية أو أكثر أو على قواتها اعتداء عليها جميعاً "، وأن تلتزم الدول العربية باتخاذ جميع التدابير لردالاعتداء ولإعادة الأمن والسلام إلى نصابهما استناداً إلى معاهدة الدفاع المشترك التي نعتقد أن تفعيلها أصبح ضرورة تفرض نفسها، لإن ماشهده العقد الأخير من تعدي على الأمن القومي العربي عن طريق اضعاف وتفكيك بلدان عربية لطالما كانت مهداً للحضارة والنمو وركائزاً أساسية في منظومة الأمن القومي العربي يدعونا للتفكر والتحرك الفوري سوياًوتسخير كل الإمكانيات من أجل إيقاف هذه المخططات التي تعبث بامن واستقرار ومستقبل الامة العربية. واخننك كلامه بقوله إنه يتمنى أن تكون مخرجات هذا المؤتمر فعالة في صياغة مفهوم جديد للأمن القومي العربي بتحديد أولوياته وكيفية صيانتها عبر خطة عربية واضحة ترتقي إلى مستوى التحديات الكبرى التي تتهدد أمتنا العربية.