شهدت مدينة أسوان جنوبي مصر، مع شروق شمس اليوم الأحد، ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، بمعبد أبو سمبل، للمرة 5679، بحسب مسؤول حكومي. في الوقت الذي ألغت وزارة الآثار كافة الاحتفالات حدادا على أرواح 21 مسيحيا مصريا، أعلن تنظيم داعش قتلهم ذبحا، في ليبيا، الأحد الماضي. وتتكرر ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، مرتين سنويا، وتحديدا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول ويوم 22 فبراير/ شباط. وفي الساعة 6:24 بالتوقيت المحلي (4:24 تغ)، تعامدت الشمس لحظة شروقها على وجه رمسيس الثاني، ولمدة 20 دقيقة، في ظاهرة تكررت للمرة 5679 ، بحسب عالم المصريات أحمد صالح مدير عام آثار أسوان. صالح قال في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن الشمس وأشعتها طلت على وجه الملك رمسيس الثاني للمرة 5679. وأوضح أن معبد أبو سمبل الكبير، الذي شهد تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، بني عام 1275 قبل الميلاد، واستغرق بناؤه 19 عاما، وذلك من أجل إله الدولة الرسمي آمون رع، وإله الشمس رع حور أختي، وإله الظلام بتاح تاتنن. وأضاف: "بذلك يكون قد مر على بناء هذا المعبد 3290 عاما". يأتي ذلك في الوقت الذي ألغت وزارة الدولة للآثار، الاحتفالات المصاحبة للظاهرة الكونية، حدادا على أرواح 21 مسيحيا مصريا، أعلن تنظيم داعش قتلهم ذبحا، في ليبيا، الأحد الماضي. وقال بيان للوزارة، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، إنه "تم إلغاء كافة الاحتفاليات التي كان من المقرر إقامتها داخل حرم المنطقة الأثرية، وذلك حداداً على أرواح أبناء الوطن التي سفكت دماؤهم غدراً في لبيبا الأسبوع الماضي". وتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ظاهرة اكتشفتها في عام 1874 المستكشفة الانجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل). وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبو سمبل، يومي 21 أكتوبر/ تشرين الأول و21 فبراير/ شباط، وهما اليومين اللذين يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش. لكن التاريخين تغيرا إلى 22 أكتوبر/ تشرين الأول و22 فبراير/ شباط، بعد نقل المعبد في ستينات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي، ليتوافقا مع بداية فصل الزراعة عند المصري القديم، وبداية فصل الحصاد. ويفسر العلماء ذلك بتغيير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترا غربا وبارتفاع 60 مترا، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس وتقطع 60 مترا . والملك رمسيس الثاني حكم مصر بين عامي 1279 - 1213 قبل الميلاد، وقام بفتوحات عسكرية كبيرة في ليبيا والشام وتتحدث روايات تاريخية غير موثقة عن أنه فرعون النبي موسى. وفي يوم تعامد الشمس، تخترق الأشعة مدخل المعبد، وتسير بداخلها بطول 60 متراً إلى أن تصل إلى الغرفة المسماه ب "قدس الأقداس"، وتنير 3 تماثيل فقط، هم تمثال "رع حور اختي"، والذي يرمز إلى الاتحاد بين "رب الشمس" (رع)، و"رب السماء" (حورس)، حسب المعتقدات الفرعونية، وتمثال منحوت للملك رمسيس الثاني، و تمثال "آمون رع " (إله الشمس)، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو "للإله بتاح" وهو "رب الظلام" فلا يجب أن يضئ. واكتشف معبد أبو سمبل الذي يشهد الظاهرة، الرحالة الألماني "بورخاردت" فى عام 1813، وأزاح التراب عنه كاملا المغامر الإيطالى "جيوفانى بلزونى" فى عام 1817.