عشرات يتراصون أمام مركز الإبداع الفنى فى محاولة للدخول لمهرجان أسبوع السينما اليابانية و لكن الأمن يمنعهم لأن القاعة ممتلئة عن آخرها ، كان مشهدا غير متوقع ، فقد حضرت من قبل بنفس المكان مهرجانا للأفلام الروائية القصيرة و لكن الحاضرين كانوا يعدوا على الأصابع ، و لكن يبدو أن محبى اليابان فى مصر كُثر ، فقدت وجدت بالكاد مكانا لأجلس فيه . " آمال متجددة " كان الشعار الذى رفعه مهرجان أسبوع الأفلام اليابانية ، و فى كلمته عن المهرجان قال " ماساكازو تاكاهاشى " مدير مؤسسة اليابان المنظمة للحدث ، أن الأفلام السبعة التى تم اختيارها من مكتبة المؤسسة ، و التى تعرض لأول مرة فى مصر ، تتنوع ما بين الحركة و الإثارة و الرومانسية و الرسوم المتحركة ،و تتخذ من " تجديد الأمل " عنوانا لها ، مرجحا أن المشاهدين سيتعاطفون مع هذه الشخصيات و سيتأثرون بقوة إيمانهم و ثقتهم بنفسهم ، كما أن هذه العروض ستساعدهم للوصول إلى فهم أعمق للثقافة اليابانية . وأكد مدير مؤسسة اليابان فى القاهرة إن المؤسسة تهدف لتعريف المصريين بالثقافة اليابانية عن طريق الأنشطة التى تقوم بها، وأيضًا من خلال أسبوع الأفلام اليابانية الذى يقام سنويًا. فيما عبر محمد أبو سعدة، رئيس صندوق التنمية الثقافية عن سعادته بالتعاون بين وزارة الثقافة والمتمثلة في صندوق التنمية الثقافية ومؤسسة اليابان للثقافة، وقال "إن الفن السابع هو أحد أهم بوابات الحوار مع الآخر " ، مؤكدًا أن السينما هي انعكاس لواقع الأمم"، كما عبر عن أمله في ازدهار هذه الصناعة من خلال الإنتاج المشترك لتعريف الشعب الياباني بالسينما المصرية والعكس، ووجه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، معبرًا عن أمله في أن يكون الفن السابع نواة للتبادل الثقافي والحضاري بين البلدين. نظرة على السينما اليابانية قال الناقد السينمائى محمد عاطف أن أسبوع السينما اليابانية جاء هذا العام مختلفا ، و لم يركز على قيم العمل و التفانى كالعادة ، بل حمل تشكيلة متنوعة من أفلام الأكشن و الإثارة و الرومانسية و الاجتماعية و الرسوم المتحركة التى تفتح أمامنا طاقة مفعمة بالأمل و الحياة ، و أن ثلاثة من تلك الأفلام تركز على " الرياضة " كتيمة أساسية تعكس طاقة العمل و الإبداع فى المجتمع اليابانى ، و ليست طاقة تدميرية كما يحدث فى مجتمعنا المصرى . و عن السينما اليابانية قال عاطف أنها تنتج سنويا 250 فيلم فى كل تنويعات الفيلم المختلفة ، حتى أن هناك نوعا من الأفلام خاص ب " المهاجرين " الكوريين الحاملين لجنسيات يابانية و مشاكلهم ، و تابع قائلا أن الموجة الثانية من السينما فى العالم تميل أكثر للذاتية عن أفلام النقد الاجتماعى التى اتسمت بها الموجة الأولى . و عن فيلم الافتتاحية و الختام " بطل الغد " قال الناقد السينمائى أنه فى البداية شعر أنه فيلم اعتيادى شبيه بأفلام أبطال الملاكمة مثل فيلم " روكى " الأمريكى ، و لكن الفيلم اختلف فى أنه يعلمنا المعنى الحقيقى للانتصار ، و برغم انتهاج الفيلم " البساطة " فى الإخراج و الناحية الإبداعية ، فهذا لا يرجع لنقص فى التقنية المشهورة بها اليابان إنما بالرغبة فى التركيز أكثر على الرسالة التى يقدمها الفيلم ، فهو أكثر من مجرد فيلم " ملاكمة " فقد تخطى ذلك ليعلمنا رسالة هامة عن الحياة فى حد ذاتها . و الفيلم يركز على شريحة الشباب من 18 إلى 25 عاما و هم محبى " المانجا " ، لذلك تم اختيار البطل مغنى روك و ليس ملاكم ذو عضلات كبيرة ليكون أكثر جذبا لشريحة الشباب ، فالبطل كلما كان أشبه بالأشخاص العاديين كلما أثر فى الناس بشكل أكبر ، و مثال على ذلك فيلم " النمر الأسود " لأحمد زكى ، بالمقارنة مع أفلام الشحات مبروك ، و لذلك جاءت الفكرة بسيطة و مباشرة ، و غير مقصود بها تحميس الأفكار بقدر تحميس الفعل ذاته . قوانين العرض و الطلب أما عن قوانين العرض و الطلب ، فقال عاطف أنها تتسم بالشراسة ، فنجد سينمات السوق المصرى مغلقة على سينما " هوليوود " فقط ، و الموزع الأجنبى لا يعرض لأى من أفلام دول أوروبا أو آسيا ، و حتى أفلام هوليوود يتم التركيز على أفلام النجوم الكبار و الإثارة و الأكشن و الرعب ، أما الأفلام ذات المضامين العميقة ، فلا يتم عرضها ، و لذلك عام 1968 تم تأسيس نوادى السينما ، و التى يقبل عليها شرائح معينة المهتمة بتلك النوعية من الأفلام العالمية من البلدان المختلفة ، و هذا دور أصبحت تقوم به المراكز الثقافية الأجنبية أيضا . و أرجع عاطف ذلك أن الهوى المصرى " هوليوودى " فى الغالب ، و السينمات ذات طابع تجارى فتبحث عن الأفلام التى ستحقق الإيرادات و توافق ذائقة الجمهور . أما عن وجود مبادرات لإدخال أفلام عالمية مختلفة و خاصة يابانية للسوق المصرى ، احتذاءا بالنجاح الذى حققه مسلسل " أوشين " على التلفزيون المصرى ، قال عاطف أن المسلسل لم يعرض بمبادرة من التلفزيون المصرى ، و لكنه كان اهدءا من المؤسسة اليابانية . و الموزع اليابانى نفسه يركز بشكل أكبر كما عبر مدير المؤسسة بسوق شرق آسيا و أوروبا عن الشرق الأوسط و أفريقيا ، لأن السينما اليابانية ذات طابع أكثر محلية . و تابع مدير مؤسسة اليابان أن أسبوع الأفلام اليابانية يعد فى حد ذاته مبادرة للتعرف على ذائقة المصريين بعرض أكثر الأفلام رواجا فى اليابان ، و قد تفاوضت المؤسسة بالفعل مع القنوات الفضائية لعرض أفلام يابانية و لكن حتى الفضائيات " تجارية " الهوى .