أثار مقطع فيديو "مذبحة الرهائن المصريين في ليبيا" الذي نشره تنظيم "داعش" الإرهابي عاصفة من الجدل بين العديد من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين والمثقفين، حيث أشاروا إلي أن الفيديو قد صور بإتقان واحتراف لا يتناسب مع العشوائية التي تفرضها عملية الإعدام التي يقوم بها تنظيم إرهابي. ويتضح من خلال المقطع أن الفيديو مصور ب"طريقة سينمائية" بكاميرات عالية التقنية تحاكي كاميرات تصوير الإفلام السينمائية التجارية، بالأضافة إلي "عملية المونتاج" التي تتنقل بين لقطات ومشاهد بحركات وزوايا وأحجام مختلفة، مما خلق إيقاعات مختلفة. ولم تكن النواحي الأخراجية والتقنية هي الوحيدة المثيرة للجدل في مقطع الفيديو بالنسبة لمشاهديه ومتداوليه، فقد كانت أزياء وأجسام وسير وترتيب وحركات عناصر "داعش" بالكادر وحديث أحداهم باللغة الأنجليزية بطلاقة، كانت تأكيدا واضحا على أن هذا العمل هو نتاج عمل سينمائي محترف ومنظم. ويعد هذا المقطع هو الفيديو الثاني المثير للجدل الذي تصدره تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث قامت بنشر فيديو لعملية أعدام "الطيار الأردني ملازم أول معاذ الكساسبة"، والذي لا يقل مستواه الإخراجي عن فيديو "إعدام الرهائن المصريين". والجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد أعلن عن أعدام 21 مصري قبطي مقيم بليبيا، حيث قاموا بنشر مقطع فيديو تم تصويره على سواحل العاصمة الليبية طرابلس. وسخر مساعد مخرج يدعي مراد مصطفي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من "الطريقة السينمائية" التي تم تصوير الفيديو بها، حيث قال: "ابو بكر البغدادي كان نفسة يطلع مخرج سينما وفشل وجاي يحقق حلمه دلوقتي" . وأعرب محمد نشأت وهو يعمل مصور فوتوغرافي وفيديو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن تخوفه مما راه من الفيديو واصفا الفيديو ب"المريب" ومثل فيديو "معاذ الكساسبة"، مشبها إياها بخدع "جرافيكس" قام بها طاقم عمل إحد المسلسلات التلفزيونية التي ستعرض قريبا والتي يعمل بها. كما قال صاحب حساب على "الفيس بوك" يدعي محمد جمال : "أخدتوا بالكم من التصوير الإحترافى لفيديو إعدام المصريين فى ليبيا ؟؟.. أخدتوا بالكم من إتقان المتحدث الداعشى للإنجليزية ؟؟..أخدتوا بالكم من الإخراج السينمائى للفيديو .. ولفيديو حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة ؟؟.. ما الرسالة التى يودون بثها للعالم ؟؟.. من يقف وراء هؤلاء الإرهابيون ؟؟..من يمولهم ؟؟..من يدعمهم ؟؟..من صنعهم ؟؟". كما تداول بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي "صورا" تؤكد وجود أخطاء وعلامات "غير منطقية" بالمشاهد، حيث علقوا على ضخامة جسم عناصر "داعش" التي اعتبرها البعض أنها أجسام غير عربية ، والخناجر "أمريكية الصنع" التي استخدموها في "الذبح"، والمكياج الذي ظهرت عند أعين الملثمين التي ظهرت بالفيديو، بالأضاقة إلي الساعة "الفخمة" التي يرتديها القيادي "الداعشي". وقال الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة إمارة دبي الإماراتية،من خلال تغريدات له على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" : "بصمة جسد القتلة الذي مارسوا الوحشية في قتل المصريين في ليبيا مؤكد أنها بصمة جسد غير عربي". كما أكد النشطاء والرواد أن مقطع الفيديو به أحد الأشخاص من عناصر "داعش" وهو يقول كلمة باللغة الأنجليزية وهي "Come"، مما جعل البعض يشكك في جنسيات عناصر "داعش" التي ظهرت بالفيديو، واتهام بعض الجهات الغربية بتمويلهم ودعمهم.