في 7 يناير الماضي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن نفسه رسمياً في ليبيا، ونشر التنظيم صورا لعمليات ضد الجيش الليبي في منطقة الليثي، التي تعد آخر معاقلها في مدينة بنغازي. وقالت "داعش" الليبية في بيان نشر على موقع تابع للجماعات المتشددة بحسب موقع "سكاي نيوز"، إن ما أسمته "سرية القنص" التابعة لها، قتلت 12 عنصراً من الموالين للجيش الليبي بحي الليثي، مشيرة إلى أنها تمتلك صواريخ وأسلحة متطورة في ليبيا. وأضافت أنه قتل أيضاً 29 عنصراً من مؤيدي الجيش الليبي في وقت آخر من هذا الأسبوع ضمن تقرير أسبوعي تحدث عن عملياته خلال هذا الأسبوع، وتبنى التنظيم في وقت سابق مسؤوليته عن تصفية 15 جندياً في الجنوب. وتسيطر الجماعات المسلحة على مدينة درنة، وهي معقل هذه التنظيمات، وأبرزها أنصار الشريعة وتنظيم داعش، كما تسيطر على سرت ومصراتة وطرابلس وصبراتة. وتسيطر القوات الحكومية على مدينة طبرق، المقر الرئيس لمجلس النواب المنتخب، والبيضاء حيث مقر الحكومة المعترف بها دوليا ولجنة صياغة الدستور، وبنغازي، ثاني أكبر مدن البلاد، باستثناء حيَي الليثي والصابري، وإجدابيا، ومدن البريقة ورأس لانوف والسدرة. بداية الأزمة في 30 ديسمبر العام الماضي حيث خطف 7 من مصريين مسيحيين، من مركز سمالوط بمحافظة المنيا في طريق عودتهم لمصر في مدينة (سرت) شرقي ليبيا. وفي 3 يناير الماضي خطف 14 مصريا آخرين من سكنهم من (سرت) أيضا. إنشاء خلية أزمة في 5 يناير الماضي قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنشاء خلية أزمة بمقر وزارة الخارجية، تضم ممثلين عن كافة الوزارات والأجهزة الأمنية المعنية، لمتابعة الاتصالات الجارية مع الأطراف الليبية المعنية، بهدف تأمين أرواح المختطفين وإطلاق سراحهم. وأفادت وزارة الخارجية في بيان لها، أن الخلية ستجتمع بصفة دورية، وستكون في حالة انعقاد دائم لتقييم الموقف على الأرض، والتعامل مع تطورات حادثي الاختطاف، وتناول البدائل والسبل المتاحة في هذا الشأن، بجانب متابعة تطورات الأزمة لحظة بلحظة، وتقييم نتائج الاتصالات الجارية. وجددت اللجنة تحذيرها للمواطنين المصريين، بعدم السفر في الوقت الراهن لخطورة الأوضاع الأمنية في ليبيا. وقرر أهالي المختطفين، تأجيل وقفة احتجاجية كانوا يعتزمون تنظيمها أمام مقر وزارة الخارجية بعد إعلان "خلية أزمة" التي امر السيسي بتشكيلها. وبدأت "خلية الأزمة" في إجراء محادثات مع شيوخ القبائل الليبية، والسلطات الليبية الرسمية، ووزراء خارجية أوروبيين، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. داعش تنشر صور المختطفين في 12 يناير الماضي نشر موقع الكتروني ينسب نفسه للدولة الإسلامية "داعش، صورا للمختطفين المسيحيين، وأطلق عليهم "الأسرى الصليبيين لدى الدولة الإسلامية". وسرعان ما تم تداول صور المختطفين على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، وتأكد للكثيرين أن المختطفين قد يواجهون النهاية المحتومة. وبعدها بنحو شهر نشرت بعض المواقع الإلكترونية الخاصة بداعش صوراً للمختطفين في مشاهد جديدة بملابس يستخدمها تنظيم "داعش" في عمليات الإعدام. وأكد عدد من أهالي المختطفين من أبناء مركز سمالوط بمحافظة المنيا، أنهم تعرفوا على أبنائهم من خلال الصور التي نشرتها "داعش". وتركزت مطالب "داعش" بالإفراج عن سيدتين تدعيا وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، قال "داعش" إن السيدتين قد دخلتا الإسلام ولكن الكنيسة المصرية أجبرتهما على الرجوع مرة أخرى للمسيحية. وقفة احتجاجية في 13 فبراير الجاري نظم عدد من أسر الأقباط المختطفين بليبيا، وقفة احتجاجية، على سلالم نقابة الصحفيين، وذلك بعد نشر أخبار عن قتل تنظيم داعش لأبنائهم. ورفع المحتجون لافتات مكتوبا عليها: "متى يتحمل المجتمع الدولي مسئولية حماية الإنسان.. و"من أجل لقمة عيش ضحايا صراع سياسي وديني ولم نسمع ولم نر أى تحرك لجامعة الدول العربية من أجل إنقاذ المسيحيين من يد تنظيمات التطرف". النهاية المشئومة في الأحد 15 فبراير الجاري نشر تنظيم داعش فيديو، تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلي أمة الصليب، يوضح فيها ذبح 21 مصرياً، علي شاطئ البحر المتوسط. ويوضح الفيديو، اقتياد الأسرى المصريين، من قبل 21 ملثماً، وقام قائد المجموعة المشرفة علي تنفيذ عملية الإعدام، بالتحدث باللغة الإنجليزية، ‘'أيها الناس لقد رأيتمونا علي تلال الشام وسهل دابق، نحز رؤوسا لطالما حملت وهم الصليب، واليوم نحن في جنوبروما، في أرض الإسلام ليبيا، نرسل رسالة أخري'' - علي حد وصفه. وتابع قائد المجموعة حديثة،'' وأن البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله، أقسمنا بالله لنشوبنه بدمائكم'‘- علي حد وصفه. وقام بعدها القائمون علي تنفيذ حكم الإعدام بذبح الرهائن، بعد إلقائهم علي وجوههم. الضربة المصرية في فجر الاثنين 16 فبراير جاء رد الجيش المصرية سريعا على الجريمة الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "داعش" بحق المصريين في ليبيا. وأعلنت القوات المسلحة صباح أمس، شن ضربات على أهداف لتنظيم داعش داخل ليبيا ردا على إعدام التنظيم 21 مصريا في ليبيا. وجاء في بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة أورده التليفزيون المصري: "تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية، قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الاثنين بتوجيه ضربات جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز ومخازن أسلحة وذخائر"تابعة للتنظيم فى ليبيا". وتابع البيان: وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد عاشت مصر وحمى الله شعبها العظيم اللهم ألهم أهلي الشهداء الصبر والسلوان.