طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي من حكومة المهندس إبراهيم محلب وضع "خطة عاجلة" لإجلاء الرعايا المصريين الراغبين في العودة من ليبيا. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن مصدر رسمي مسؤول (لم تسمه) قوله، إن السيسي "أمر بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين منهم في العودة إلى أرض الوطن". وأشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية جددت تحذيراتها بعدم سفر المصريين إلى ليبيا، وطالبت المصريين المقيمين بها بتوخي الحذر والبعد عن مناطق التوتر. وأعلن تنظيم "داعش"، أمس الخميس، أنّ من أسماهم ب"جنود الخليفة" في ولاية طرابلس، أسروا 21 قبطيّاً مصريًا، ونشر صورًا لهم بملابس الإعدام البرتقالية في منطقة ساحلية مجهولة، دون أن يوضح مصيرهم، ولكنهم كانوا يتخذون وضعية الذبح ومن ورائهم عناصر التنظيم بالملابس السوداء يحملون السكاكين. من جانبه، قال مقار عيسى، راعي كنيسة السيدة العذراء بمحافظة المنيا، المنتمي إليها المختطفين، إن "المعلومات الواردة إليهم من الخارجية المصرية أو من جراء اتصالاتهم بالقبائل والعشائر الليبية، لم تؤكد صحة قتل المختطفين من قبل داعش". وفي تصريحات لوكالة "الأناضول" قال: "الاتصالات لا تزال جارية مع كافة الأطراف المعنية لمعرفة حقيقة ما حدث، فإن قتلوا نريد جثثهم، وإن كانوا على قيد الحياة، فعلى السلطات المصرية التدخل لإنقاذهم". في الوقت نفسه، نظم ذوي الأهالي المختطفين وقفة احتجاجية، على سلالم نقابة الصحفيين، وسط القاهرة، مطالبين بمعرفة مصير ذويهم. ورفع المحتجون لافتات: "متى يتحمل المجتمع الدولي مسئولية حماية الإنسان"، و"من أجل لقمة عيش.. ضحايا صراع سياسي وديني ولم نسمع ولم نر أي تحرك لجامعة الدول العربية من أجل إنقاذ المسيحيين من يد تنظيمات التطرف". وعقب الوقفة، توجه أهالي المختطفين إلى الكادرائية المرقسية بالعباسية، لأداء الصلاة هناك، مناجاة للرب من أجل معرفة مصير ذويهم، بحسب سمير مجلي، والد أحد المختطفين. وأعلنت رئاسة الجمهورية، مساء أمس الخميس، في بيان لها، أنها تتابع عن "كثب وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول وضع أبناء مصر المختطفين فى ليبيا"، دون الإشارة إلي صحة الأنباء المتداولة أو نفيها. وقالت الرئاسة، في البيان ذاته، إن خلية الأزمة التي سبق أن وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية تتولي متابعة الموقف أولاً بأول، وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف علي حقيقته، وأضاف البيان أن "مصر لا تألوا جهدًا فى متابعة وضع أبنائها المختطفين فى ليبيا". ودعت الرئاسة "المجتمع الدولي للوقوف فى مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، والذى بات يهدد دول المنطقة والعالم". وكانت وكالة الأنباء المصرية الرسمية نقلت، في 3 يناير الماضي عن الإعلامي الليبي، مالك الشريف، قوله إن مسلحي تنظيم "داعش" اختطفوا 13 عاملا مسيحيا مصريا في مدينة سرت، في أعقاب اختطاف 7 آخرين في المدينة نفسها نهاية العام الماضي. وفي 12 من الشهر نفسه، أعلنت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم "ولاية طرابلس" (تشتهر باسم داعش ليبيا)، مسؤوليتها عن اختطاف 21 مسيحيًا، قائلة، بحسب بيان نشرته مواقع على الإنترنت: "قام جنود الدولة الإسلامية بأسر21 نصرانيا في مناطق متفرقة من ولاية طرابلس". وقتل مسلحون مجهولون، يوم 23 ديسمبر الماضي، طبيبا مسيحيا مصري الجنسية وزوجته واختطفوا ابنتهما ثم قتلوها لاحقا، في مدينة سرت، فيما رجّح مسؤول محلي ليبي أن الجريمة "تحمل أبعادًا دينية كون القتيل مسيحي الديانة".