ابتكر مهندس نرويجي تصميماً لسفينة شحن ضخمة على شكل مكواه بارتفاع 46 متراً يمكنها أن تنساب عبر محيطات العالم دون الحاجة إلى المحركات التي تعمل بالديزل أو غيره من أنواع الوقود الثقيل. وسوف تعتمد سفينة الشحن المستقبلية، التي مازالت حتى الآن مجرد تصميم على أجهزة الكمبيوتر، على الرياح والمحركات التي تعمل بالكهرباء والغاز، وفقاً لما ورد بوكالة الأنباء "الألمانية". وابتكر المهندس والبحار النرويجي تيري لادي سفينة الشحن الهجينة التي أطلق عليها اسم "فيندسكيب" أي "سفينة الرياح" بغرض إيجاد "وسيلة النقل البحري التي تعتمد على مصادر الطاقة المستدامة. وقال لادي (63 عاماً) الذي أسس شركة "لادي إيه إس" في مدينة ألسوند النرويجية عام 2010 لتطوير التصميم الجديد الذي حصل على براءة اختراع: "سوف تحقق سفينتي وفراً في الوقود بنسبة 60% وخفضاً في حجم الانبعاثات بنسبة 80% مقارنة بالسفن التقليدية". وأوضح لاده فكرته قائلاً إن تصميم السفينة يقوم بتحويل الرياح إلى قوة دافعة تماماً مثلما تفعل الطائرات، ولكن الرياح تدفع السفينة للأمام وليس إلى أعلى مثلما يحدث في حالة الطائرات. ويقول لاده إنه على غرار القوارب الشراعية، فإن الرياح التي تهب على أجناب السفينة يمكنها أن تدفعها للأمام، مشيراً إلى أن السفينة سوف تعتمد على حركة الرياح في 45% من الوقت. ومن أجل ضمان الحصول على أفضل أداء من تصميم السفينة، اعتمد لاده على برنامج كمبيوتر من تطوير مركز "فراونهوفر" للإمداد والخدمات البحرية. ويستطيع هذا البرنامج رسم أفضل مسار للملاحة اعتماداً على الرياح وغيره من بيانات الأرصاد الجوية التي يتم تحديثها بشكل يومي بما في ذلك ارتفاع الأمواج. وذكر لاده أن البرنامج سوف يساعد السفينة على تجنب العواصف. وذكر مركز "فراونهوفر" للإمداد والخدمات البحرية أن السفينة يمكنها الابحار بسرعة 18 عقدة، وهي نفس سرعة السفن التي تعمل بالمحركات التقليدية، كما يمكنها أن تبحر لمدة 70 يوماً دون الحاجة للتزود بوقود بفضل معدلات استهلاكها المحدودة للوقود. وأضاف المركز أن السفينة يمكنها أن تواجه جميع التحديات الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بالاقتصاد في استهلاك الطاقة والحد من الانبعاثات. وقالت كلوديا بوزه المهندسة في مركز "فراونهوفر"، إنه من الصعب في الوقت الحالي التنبؤ بتكاليف تشغيل مثل هذه النوعية من السفن، غير أنها وزملائها وصفوا مشروع لاده بأنه "ثوري". وقال لاده: "إننا نعتزم إطلاق هذه السفينة في البحار في عام 2019".