تظهر تقارير حقوقية وإعلامية تزايد وتيرة الاعتداءات العنصرية الواقعة على المسلمين في العالم، منذ حادثة "شارلي إيبدو" الفرنسية. ويوم أمس الأربعاء قتل ثلاثة طلاب مسلمين بعد هجوم نفذه "كريج ستيفن هيكس" البالغ من العمر 46 عاماً، وكما تبين فيما بعد أنه عضو نشط في حركة "الملحدين من أجل المساواة». وكشفت الشرطة عن أسماء الضحايا الثلاثة، وهم ضياء شادي بركات (23 عاما) وزوجته يسر محمد أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان (19 عاما). وأوضحت وسائل إعلام محلية أن بركات يدرس في كلية طب الأسنان، وتزوج منذ فترة قصيرة، وأطلق حملة مساعدات لصالح اللاجئين السوريين في تركيا. وعثر على جثامين القتلى في شقتهم في أحد المجمعات السكنية الخاصة في "تشابل هيل" بولاية كارولاينا الشمالية وعليها طلقات في الرأس، ووجهت للمشتبه فيه كريك سيتفن هيكس (46 عاماَ) الذي سلم نفسه إلى الشرطة تهمة القتل العمد. وقالت الشرطة إن تحقيقها الأولي يشير إلى أن دافع الجريمة نزاع مستمر بين جيران بشأن موقف للسيارات، ولكن التكهنات قد أشارت إلى أن الجريمة قد يكون لها علاقة بديانة القتلى، لاسيما وأن "هيكس" كان قد نشر رسائل مناهضة للدين على مواقع التواصل الاجتماعي ووضع صورة لمسدس من عيار 38 ميليمتراً على صفحته على موقع فيسبوك قائلاً، إن المسدس محشو وخاص به، حسبما أوردت ذلك وكالة رويترز. رجل أمن يحاول قتل طفل مسلم وفي السويد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر نطق طفل مسلم بالشهادتين أثناء محاولة خنقه من قبل رجل أمن في مدينة مالمو السويدية بحجة أنه لم يدفع ثمن تذكرة القطار. وبدا الغضب واضحاً على الناشطين العرب في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الفيديو، حيث اعتبروه إهانة لكل قيم الإنسانية، فيما ربطه آخرون بالاعتداءات العنصرية التي يقوم بها متعصبون في الدول الغربية ضد المسلمين. وبحسب موقع "the local" السويدي فإن الطفل العربي البالغ من العمر عشر سنوات هرب فور نزوله من القطار دون أن يدفع ثمن التذكرة، مما دفع برجل أمن في إحدى الشركات الخاصة إلى اللحاق به وإمساكه، إلا أن الموقع الإخباري لم يبرر طريقة الاعتداء الوحشي من قبل عنصر الأمن السويدي. وأوضح الكاتب الفلسطيني المقيم في السويد حسن إسماعيل، أن الطفل الظاهر في الفيديو مغربي الأصل، مشيراً إلى أن عنصرا أمنيا آخر اعتدى عليه أيضاً بالضرب المبرح إلا أن الفيديو لم يظهر سوى شخص واحد. وبحسب إسماعيل فإن الشركة الأمنية أقالت على الفور موظفها المتورط بالاعتداء على الطفل المغربي، مبيناً أن الموظف حاول ابتداء الدفاع عن نفسه بالقول إنه أنقذ الطفل من السقوط في مجرى القطار، إلا أن الفيديو أظهر كذب ادعائه، حسبما أورده عربي24. وأوضح حسن إسماعيل أن حالات الاعتداء على المسلمين، خصوصا النساء المحجبات ازدادت في الآونة الأخيرة بالسويد، مضيفاً: "هناك خشية من تحول الأمر إلى ظاهرة عادية بسبب التحريض المستمر ضد اللاجئين بعد زيادة اللاجئين السوريين". زيادة عبارات الكراهية وفي بريطانيا أيضا زادت عبارات الكراهية بحق المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تشكو المواطنة البريطانية "عقيلة أحمد"؛ من تعرضها المستمر للإساءات عبر تويتر؛ بسبب ارتدائها الحجاب. وقالت "أحمد" في حديثها نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية، نها تتلقى عدة رسائل بشكل شبه يومي، عبر تويتر مفادها: "يجب قتل جميع المسلمين"، مضيفة أن عبارات الكراهية بحق المسلمين، على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ازدادت بعد الهجوم الذي تعرضت له صحيفة شارلي إيبدو في باريس، يناير الماضي. وأفادت "أحمد" أنها تلقت رداً بعبارة: "إن تنظيم هجمات ضد المسلمين لهو أمر جيد"، في تعليقٍ على إحدى تغريداتها، حيث تطرقت فيها إلى الهجمات التي استهدفت المساجد عقب هجوم باريس، مبينةً أن بعض الرسائل تطالب ب "ضرورة قتل أطفال المسلمين"، وأخرى تدعو إلى "مهاجمة المسلمين بعد صلاة الجمعة". ارتفاع الهجمات أعلنت جمعية محاربة الإسلاموفوبيا الفرنسية (سي سي أي إف)، في تقريرها اليوم الأربعاء أن 153 اعتداءً ضد المسلمين وقع خلال الفترة مابين السابع من كانون الثاني /يناير الماضي لغاية 7 شباط/فبراير الجاري، وذلك عقب هجوم على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، ما يعني ارتفاعاً في الاعتداءات بنسبة 70 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي. وأشارت إدارة الجمعية خلال مؤتمر صحفي عقدته في مقرها بباريس، إلى أن الهجمات ضد المسلمين في عام 2014 شهدت ارتفاعاً بنسبة 10 بالمئة مقارنة بعام 2013، حيث أنها سجلت 764 هجوماً العام الماضي، موضحة أن 22 منها اعتداءات جسدية، و586 حالة تمييز و25 هجوما على المساجد والمؤسسات الدينية. وأوضحت الجمعية أن 81 بالمئة من الذين تعرضوا إلى اعتداءات في العام الماضي، هم من النساء، و أن 18.5 بالمئة منهم ذكور، مشيرة إلى أن وتيرة الاعتداءات شهدت تزايداً خطيراً عقب الهجمات التي تعرضت لها مجلة شارلي إيبدو والمتجر اليهودي. وذكر التقرير أن التلاميذ المسلمين يتعرضون إلى ضغوطات في المدارس عقب هجوم شارلي إيبدو، وأن الشرطة الفرنسية حققت مع طفلين بعمر 12 عاماً بتهمة مدح الهجمات الإرهابية، وأن تلميذا مسلما بعمر 6 أعوام تعرض إلى ضغوط من قبل معلمه لتجسيد دور أحد الأخوة كواشي في إحدى الألعاب.