بعد ليالً من السهر والضيق والقلق..والتفكير العميق الذى أرهق ذهنى.. أكتب هذه الكلمات , وفى الحقيقة أننى تراجعتُ كثيراً قبل كتابته,فكنتُ أخشى دوماً أن يتهموننى بالتعقيد!! ولكنى أكمن الكثير فى أعماق قلبى..وقد كثر حتى أفاض فى جميع أنحاء جسدى,فشعرنى بالإختناق والعجز عن التنفس!! دعنى أقول لك أولاً إنك إذا أردت من الشئ بريقه وليس الغير فمن العبث أن تجعله من الفضة أو الذهب,فالقشرة اللامعة وحدها تكفى!! وقولى هذا ينطبق على الزواج..فكل فتاة تأمل أن تجد" فارس الأحلام" الذى يمنحها الحب والأمان ثم تصير زوجة. ولكن دعنى أوجه لك سؤال:لماذا يرغب الرجل والمرأة فى الزواج؟؟ الرجل: يرغب فى الزواج من أجل الجنس فقط ولو أطلعتٌ على سبب آخر يجعله راغباً فى الزواج ,سوف أخبرك به.. وأرجو أن تغفر لى غرورى عندما أقول أننى لن أجد سبباً غيره,وكلامى هذا ليس من فراغ.. بل أنه من الحياة الواقعية. أما المرأة فترغب فى الزواج لكى تبقى دائماً بجانب من تحب . فهى ترى أنه الشخص الوحيد الذى يجلب لها السعادة,وأيضاً رغبتها الشديدة فى أن تصبح "أم" ولكن بكل أسف من أكثر الأسباب شيوعاً فى عصرنا هذا.. أن الفتاة ترغب فى الزواج"عشان تغيظ أصحابها وجيرانها البنات لأنها أتجوزت قبلهم! وهما ياعينى محدش عبرهم" وهذا ما اسميه أنا "التخلف فى التفكير" فالحياة الزوجية فى نظر المرأة كما اعتادت أن تراها فى الأفلام...عندما تفتح جفونها ترى الفطور معداً لها من قبل الزوج بل إنه يطعمها فى فمها أيضاً!! وهناك الفسح والخروجات والرومانسيات 24 ساعة متواصلة وفى الحقيقة أن 90% من هذ الكلام يحدث!! ولكنه فى الغالب لم يدم أكثر من أسبوعين.. " عشان حضرته زهق منها..أصل الرجالة بتحب التنوع أوى" فكم أنتى مسكينة أيتها الفتاة!! ,لم تحصرين تفكيرك وتقيديه هكذا!!, لماذا لم تفكرى بعمق ودقة؟ فالزواج والحياة الزوجية أصعب مما تتصورين,فإذا نظرتى جيداً حولك,وتأملت كيف تسير حياة كل زوجين,حتماً ستفكرين جيداً قبل أتخاذ قرار الزواج.. وربما قد تقلعى عن فكرة الزواج نهائياً. ولكن.... لابد أن تعلمى أن هناك علاقات زوجية ناجحة ومستمرة,ولن أكذب عليكى أننى أسمع عنها ولم أراها قط!! ولكنى أشعر بوجودها وأؤمن بها جيداً.. وقبل أن تنظرى إلى تلك العلاقات الناجحة لابد أن تتأملى العلاقات الأخرى الفاشلة. فأحياناً.. تكون فاشلة ولكنها مستمرة من أجل الأولاد,وأحياناً أخرى تكون فاشلة ثم تنقطع لأن الزوجة لم تعد تحتمل الوضع.. أقول لكى كلامى هذا لأننى أعلم أن خيالك الواسع سيجعلك تفكرين فى "العلاقات الناجحة" وتنكرين أى علاقة فاشلة! "لإنك هتشوفى الحياة كلها بمبى خالص!! " تبدأ المأساة عندما تنجب الزوجة.. وأقول أنها مأساة لأن الزوج يرى فيها أن أهتمام الزوجه به يتحرك تدريجياً تجاه الأولاد, حتى يصير بأكمله ملكاً لهم. يظل الزوج يعمل لساعاتً طويلة معتقداً أن هذا واجبه الوحيد. وإذا اجتهد يشعرك أنه قد "عبر المانش" ويبدأ فى لصق الأتهامات لزوجته أو كما أدعوها أنا "حجج فارغة" وأولها أنها لم تعد تهتم به.. أنها أصبحت سمينة ولم تعد رومانسية..وغيرها من المبررات التى لا حصر لها!! ثم يقول لنفسه:أنا عايز واحدة تدلعنى وتهتم بيا..ومراتى تربى العيال وخلاص. ثم يوجه سهمه نحو الفتاة التى كما يدعى"أن قلبه قد خفق لها". وغالباً.. ما تكون صغيرة فى السن أو من سن أولاده, فياه له من شيئً محرج أن من يفعل هذا رجلاً ناضجاً!!وتبدأ الغراميات بينهما... ومن هنا يشعر أن بيت الزوجية أصبح" سجناً" لانه لا يستطيع التحدث إلى عشيقته اثناء وجود زوجته. وياحبذا لو ذهبت الزوجة والأولاد إلى بيت أسرتها ومكثت بضع أيام " بيكون عيد بالنسبة ليه عشان يتكلم براحته" وغالباً ما تكتشف الزوج الخيانة, وتشعر أنها فى كابوس مريع. فمن فرط ثقتها بزوجها لم تستوعب خيانته لها!! والنتيجة أنها تطلب الطلاق,وقد يتم أو لا... وفى الحالة التى لا يتم فيها الطلاق, تعود المياه إلى مجاريها ولكنها لم تعد صالحة للشرب. ومهما فعل الزوج فلن يستطيع أن يُنسى الزوجه خيانته لها. ويصبح الشك هنا مرضاً أصاب الزوجة. وتتحول الحياة الزوجية إلى جحيم دائم... وهذا من أكثر الأوضاع انتشاراً فى مجتمعنا. فلا تبتئسن أيها النساء,فالرجال مقطورون على الخداع..إنهما قدماً فى البحر..وقدماً عل الشاطئ,ولا يعرفون الأستقرار!! فأرجوكى.. فكرى جيداً وبعمق دقيق قبل أن تختارى....إنها حياتك ولن يقررها أحداً غيرك!! فالرجال دائماً طامحون إلى المتعة.. ولكن ماذا بعد؟ تهدم الحياة الزوجية وتهدم الأسرة,وياعنى الأولاد لانهم نشؤا فى ظل تفكك أسرى. فقد فقدت الزوجة الثقة بزوجها وبكل الرجال, فهل المتعة تستحق التضحية بأسرة كاملة؟ بالطبع مستحيل!! لأن المتعة الحقيقية تكمن فى سعادة الأسرة,والحب المتبادل بين الزوجين والأولاد... فحقاً...يالهم من رجال أغبياء!!