خاطب رئيس الوزراء الأثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، اليوم الأحد، البرلمان الجيبوتي، بحضور رئيس البلاد إسماعيل عمر جيله، قائلا إن أثيوبيا سترد بقوة على أي اعتداء تتعرض له جيبوتي. وأقيم لرئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين في مقر البرلمان الجيبوتي حفل استقبال شاركت فيه الفرق الموسيقية والغنائية الشعبية الجيبوتية. وأكد ديسالين في خطاب الموجه إلى الشعب الجيبوتي؛ على أن "التكامل الإقليمي هو أحد الاستراتيجات بين أثيوبيا وجيبوتي". وقال إن "التعاون الأثيوبي الجيبوتي يعتبر من أهم دعامات التكامل الإقليمي". ودعا ديسالين شعب وحكومة جيبوتي إلى "أهمية التشاور والتواصل بين البلدين لتوحيد المواقف تجاه التحديات التي يمكن أن تواجه مسيرة نهضة وتنمية الشعبين، سنرد بقوة على أي اعتداء تتعرض له جيبوتي". وتشهد منطقة القرن الأفريقي التي تضم البلدين ودولا أفريقية أخرى صراعا حدوديا لهما مع إريتريا. وأضاف ديسالين: "يجب علينا أن نكون يقظين وحريصين في مواجهة بعض التوجهات التي تريد النيل منا بوضع الشبهات أمامنا"، لافتا إلى أن "البلدين بحاجة إلى الاستعداد للتضحية من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد". وتابع خطابه بالقول: "دعونا نتعامل بشفافية ونقولها واضحة للجميع؛ إن كل ما يلمس شعب جيبوتي يطال شعب إثيوبيا ونعلنها للجميع بأن شعبي البلدين قررا النهوض والازدهار معا". واستطرد ديسالين: "إنني أحمل معي في هذا الاتجاه رسالة الشعب الأثيوبي باستعداده الكامل للمضي قدما مع الشعب الجيبوتي الشقيق". ودعا البلدين للاستفادة من الموارد في كل منهما، وتبادل الخبرات وتسخيرها لتعزيز العلاقات ذات الخصوصية والانتقال بها إلى أعلى المستويات لتكون نموذجا للآخرين، مشيرا إلى أن "علاقات البلدين تعيش عصرها الذهبي". وذكر بأن البلدين يعيشان وحدة التكامل الاقتصادي "الربط الكهربائي، والطرق والسكك الحديدية، وتسخير الموانئ، وتنقل الأفراد؛ وبضائع الصادر والوارد." وقال: "من يدري أن يتحول هذا التكامل في الاقتصاد إلى وحدة سياسية، خاصة وأن هناك رغبة مشتركة من الشعبين وعوامل كثيرة تدعم هذا الاتجاه، ونحن نرى العالم يتجه نحو التكتلات الكبرى رغم التباينات والاختلافات بين الشعوب مع أن فرص التكتل الاقليمي في منطقتنا أمامها مستقبل واعد نتيجة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية". ووصل رئيس الوزراء الأثيوبي "هيلي ماريام ديسالين"، إلى جيبوتي، أمس السبت، في أول زيارة رسمية له إلى هناك، ليترأس وفدا وزاريا، في اجتماعات اللجنة الوزارية الجيبوتية الأثيوبية المشتركة، وتستغرق زيارته 3 أيام، حيث وقع والرئيس الجيبوتي، أمس، 5 اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والسياسة والصحة والكهرباء والطاقة. يشار إلى أن حركة التجارة الأثيوبية ترتبط بمنافذ جيبوتي البحرية بمعدل 90٪ من حجم الصادرات والواردات الأثيوبية، كما تبلغ واردات أثيوبيا 95٪ من صادرات جيبوتي، المتمثلة في الملح وإعادة التصدير، في حين تبلغ صادرات إثيوبيا إلى جيبوتي 76٪ من إجمالي الصادرات الجيبوتية. ويعمل البلدان على سلسلة من مشاريع البنية التحتية الكبرى المشتركة منها مشاريع خطوط السكك الحديدية الكهربائية لربط جيبوتي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا كمنفذ بحري وحيد لأثيوبيا وسيتم الانتهاء منه في أوائل عام 2016، ومشاريع أخرى للربط الكهربائي بين البلدين بقيمة نحو 2 مليار دولار.