عادة لا أهتم بالنشاط الثقافي للمعرض، ولكني أجيء من أجل أصدقائي المبدعين والقراء ، وخاصة أن لي عددا من الأعمال الروائية الصادرة حديثا بالمعرض ومنها "أهواك" و"انحراف حاد" والأخيرة مرشحة لجائزة البوكر للرواية العربية، ومن قبلها كانت هناك "منافي الرب" والتي لاقت صيتا كبيرا . هكذا قال الروائي المصري أشرف الخمايسي الذي التقاه "محيط" بساحة معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أعرب عن سعادته بحالة الرواج الحقيقية التي عمّرت جنبات عرس الثقافة القاهرية، وأثبتت وعي المصريين وتحديهم للمخاطر الأمنية ، وأكدت أيضا وحدة المصريين فالطابور يضم الإخواني والسلفي والليبرالي واليساري والذي لا أيدلوجيا من الأساس، كلهم مصريون يحبون أن يقرأوا . سألناه عن وحدة المصريين تلك بالتحديد، فأجاب الخمايسي بأن هناك من له مصلحة في فرقة المصريين الآن، ونشر الفزاعات ، لكن الواقع يثبت تسامح المصريين الكبير، وهذا هو أكبر سلاح ضد المتطرفين الذين نعاني منهم . واستطرد : الطغاة على مر العصور يخشون الكتاب، ويخشون وحدة شعوبهم لأنها سلاح قوي فتاك. أما عن كتب القرضاوي وقطب ، والتي أعلنت دار "الشروق" حجبها ل"منع الفتنة بين القراء" ، قال الخمايسي: السلطات المصرية سمحت لنفسها بمخالفة الدستور عبر قانون يسمح بالتفتيش عن الكتب التي ترى أنها "تكدر السلم العام" ، وقد تم منع كتب القرضاوي وقطب وغيرها، برغم أنها ليست قنابل وإنما أفكار، والكتب الممنوعة ليست جميعا محرضة على العنف، ثم إن الفكر يقابل بالفكر، فالشباب اليوم يستقون أفكارهم من شبكة الإنترنت والسماوات المفتوحة، فكيف ستمنع كل ذلك عنه ؟ سألناه حول انتشار روايات الشباب فأجاب : هي ظاهرة إيجابية، حتى لو كان معظم المعروض لا يرقى لمستوى الأدب، لكن حالة الزخم والتعبير إيجابية بحد ذاتها، ومن بين كل ألف رواية سنخرج بخمس روايات عظيمة. أما عن آخر أعماله التي يستعد لها ، فكشف الخمايسي عن روايته الرابعة بسلسلة أعماله التي تتطرق لفكرة الموت والحياة وقد أسماها "صوفيا هارون" ، وهو يستعد لنشر كتابات عاطفية أخرى على غرار "أهواك". وختم الخمايسي بقوله : معارض الكتب من أهم المعابد التي يتقرب فيها الفرد إلى الله، بالعقل، ويا ليت العام كله معرض كتاب!