نناشد وزارة الصحة بمراجعة ميزانية دعم مرضى "إم إس" غير القادرين أطلقت وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس مؤتمرها السنوي الأول لمناقشة مستقبل علاج مرضى "إم إس" في مصر، بحضور نخبة من الأطباء والأساتذة المتخصصين في المرض وأكثر من 300 مريض "إم أس". ويلقي المؤتمر الضوء على أهمية العلاج المبكر لمرض "إم إس" وجهود قسم المخ والأعصاب في الجامعة للسيطرة على هذا المرض الذي يصيب أكثر من 2.5 مليون شخص في العالم. كما شدد المشاركون على أهمية تضافر الجهود بين وزارة الصحة والشركات لتوفير علاج "إم إس" بسعر في متناول جميع المرضى. وفيما يتعلق بالدور المحوري لوحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس والتي تدعم مرضى إم أس الذين يتجاوز عددهم40,000 مريض في مصر، أكدت دكتورة سامية عاشور أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، على استمرار وحرص الوحدة على متابعة تنفيذ قرارات العلاج على نفقة الدولة للمرضى غير القادرين الذين يتابعون العلاج مع الوحدة، مشيرةً إلي أن هذه القرارات تتضمن تخصيص مبلغ يتراوح بين 2000 إلى 3000 جنيه لهؤلاء المرضي خلال فترة من 3- 6 شهور. وأوضحت أن هذا المبلغ ضئيل جداً وغير كافي نظرا لعدم قدرة المريض على دفع المبلغ المتبقي حيث يصل ثمن الدواء إلى حوالي 4000 جنيه مما يدفعهم للتوقف عن العلاج. ووجهت دكتورة سامية عاشور رسالة إلى وزارة الصحة، ممثلة في العلاج على نفقة الدولة وهيئة التأمين الصحي التي تتحمل أيضاً نصف ثمن العلاج للمرضي التابعين لها، وناشدتها بمراجعة ميزانية دعم المرضى غير القادرين، ورفع المبلغ المخصص حالياً لتمكينهم من الحصول على الدواء، إذ يعاني هؤلاء المرضي خلال رحلة علاجهم من آلام جسدية ونفسية كثيرة، فأقل ما نستطيع تقديمه هو رفع العبء المادي عنهم. وتجدر الإشارة أن المرض يصيب الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاماً، ولذلك فإذا تم دعم العلاج بشكل أكبر والاهتمام بهذه الفئة من المرضى، وهي الفئة الأكثر إنتاجاً في المجتمع، سنساعد في إنقاذ شبابنا من تدهور حالتهم. وقال دكتور مجد فؤاد زكريا، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس: "كلما بدأ العلاج مبكرًا، زادت فرصة المريض ليظل في المراحل الأولى من المرض دون الانتقال إلى المراحل الأكثر تقدما مع العلم أن معظم حالات التصلب المتعدد تصيب الشباب في المراحل العمرية المبكرة، مما يؤكد أهمية علاج هؤلاء الشباب لتظل لديهم القدرة على العمل والإنتاج، وبالتالي ترتفع الطاقة الإنتاجية وتحقق أرباحًا تتجاوز تكاليف العلاج". وأضاف "إن جميع علاجات إم أس متوفرة في مصر ويتم تشخيص كل مريض بصورة منفردة لمعرفة كيفية الاستفادة من كل نوع من أنواع العلاجات المختلفة". ومن جانبه، صرح دكتور هاني عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، "من أصعب التحديات التي تواجه المرضي في مصر؛ ضعف الوعي العام بالمرض وصعوبة التشخيص وقلة أعداد الأطباء المتخصصين في علاج المرض. كما يعد المرض ثاني أسباب إعاقة الشباب حركياً في العالم بعد حوادث السيارات، ولذلك نناشد وزارة الصحة لتقوم بتوفير العلاج مجاناً لغير القادرين". وأضاف: "يتوقف علاج هذا المرض على الاكتشاف المبكر، ولذلك فنحن في حاجة إلى حملات توعية شاملة ومكثفة لأن الكثير يخلطون بينه وبين أمراض مشابهة في الأعراض مثل الروماتويد والذئبة الحمراء". وشددت دكتورة عزة عبد الناصر، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، على أهمية التشخيص السليم للمرض. وقالت: "لدينا في الوحدة أكفأ الأساتذة والأطباء المتخصصين، والجدير بالذكر أن نجاح وحدة التصلب المتعدد بجامعة عين شمس في تقديم أفضل الرعاية لمرضى "إم إس"، يكمن في حرصها المستمر على تدريب كافة أطباء الوحدة سواء كانوا مقيمين أو متدربين أو مساعدين على أحدث طرق وأساليب العلاج والتشخيص للمرض طبقًا للمعايير الدولية، مما يساعدنا على تجنب أي خطأ في التشخيص." وقالت دكتورة دينا عبد الجواد، أستاذ مساعدأمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، " إن أهم ما يميز الوحدة هو عدم اقتصار دورها على تقديم الخدمات العلاجية، بل توفر كافة الفحوصات والتحاليل بأسعار رمزية، ويشمل ذلك فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. ومنذ افتتاح الوحدة، قمنا بمتابعة وحصر كافة الاحتياجات الصحية والنفسية للمرضي، وبناء عليه، قمنا بافتتاح عدة عيادات خاصة داخل الوحدة على ألا يتعدى سعر الكشف 10 جنيهات، وهو ما يعد إنجازاً حقيقياً. ومن ضمن تلك العيادات؛ عيادة للمسالك البولية، حيث يعاني مرضى "إم إس" من ضعف القدرة على التحكم في المثانة، وعيادة للطب النفسي لهؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب حيث ترتفع معدلات الإصابة بالاكتئاب الحاد بين مرضى "إم إس" مقارنة بالأمراض المزمنة الأخرى، وعلاوة على ما سبق، افتتحنا عيادة للتغذية لنوفر للمرضى خدمات صحية متكاملة. وقال أحد المرضى، "أشكر جامعة عين شمس على مبادرتها بالاهتمام بنا، حيث أن مرض "إم إس" ظل لفترة طويلة غير معروف وكان من الصعب تشخيصه وعانينا كثيرا من أجل الحصول على العلاج الصحيح، والآن، قد اتضح أن آلاف الشباب مصابين بالمرض، ونود أن نرى مزيد من الدعم، خاصة الدعم المادي الذي يمكننا من الحصول على العلاج باستمرار وهو من أهم عوامل منع تدهور المرض لنستطيع ممارسة حياتنا يشكل طبيعي قدر الإمكان".