أصبحت القوى السياسية اليمنية الآن على مقربة من توقيع اتفاق لتجاوز الأزمة الدستورية الناتجة عن غياب السلطة التنفيذية باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بعد اجتماع طويل عقدته القوى مساء أمس تحت رعاية جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن والذي تم فيه الاتفاق بين معظم القوى على تشكيل مجلس رئاسي ولكن حزب التجمع اليمنى للإصلاح وشريكه في تكتل اللقاء المشترك الحزب الاشتراكي طلبا منحهما فرصة إلى اليوم للرجوع إلى قيادات الحزبين للتوصل إلى قرار . ولم يشارك التنظيم الوحدوي الناصري في جلسة الأمس بعد انسحابه من المفاوضات الجارية يوم الأحد الماضي متمسكا بعد المشاركة ما لم توجد تنازلات توفر مناخا مناسبا لحوار مسئول يخرج البلد من أزمته ..ولكن التنظيم المشارك في تكتل اللقاء المشترك أصبح موقفه قريبا من موقف حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يؤكد على عدم تجاوز الدستور بأن يبت البرلمان في استقالة الرئيس أو أن يصدق على أي اتفاق تتوصل إليه الأطراف ..وقال عبد الله المقطري عضو الدائرة السياسية للتنظيم أنه في حالة قيام اللقاء المشترك بالموافقة على تشكيل مجلس رئاسي فانه سيوافقهم في الرأي حتى لا تنقسم البلاد . أما حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق على عبد الله صالح فلا يزال متمسكا برؤيته في أن حل الأزمة يأتي عبر المؤسسات الدستورية وهو البرلمان الذي تقدم إليه الرئيس باستقالته .. إلا أن عبده الجندي المتحدث باسم المؤتمر أوضح أن أى حل خارج إطار الدستور فان الحزب سيتعامل معه بشرط أن يكون محل توافق القوى السياسية ولو وافق الإصلاح والاشتراكي مع بقية القوى السياسية على تشكيل مجلس رئاسي فالمؤتمر سيوافق عليه ولكن يجب مرور الاتفاق على مجلس النواب . وفى محاولة من جانب أنصار الله الحوثيين للضغط على القوى السياسية للتوصل الى اتفاق ومع موعد انتهاء المهلة التي منحها المؤتمر الوطن الموسع الذي عقدته الجماعة في صنعاء أصدرت اللجان الثورية التابعة للجماعة بيانا أكدت فيه أنها بصدد الإعلان في الأيام القليلة القادمة عن البدء في إجراءات ترتيب أوضاع انتقال السلطة التي يتم الإعداد لها وستكون إجراءات وطنية مسئولة بما يضمن الخروج بالبلد من الوضع الراهن . ويبدو أن هذا البيان قد جاء بمثابة منح فرصة للقوى السياسية اليمنية للتوصل إلى حل بدون الإعلان عن تمديد المهلة لانها لا تستطيع أن تقوم بإجراءات أحادية لن ترضى الداخل والخارج كما أنها تشارك فى المفاوضات الجارية والتى شهدت تقدما فى اتجاه الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي فلا ضرر من الانتظار لفترة قصيرة . وقد استبقت صحيفة "الهوية" الأسبوعية القريبة من أنصار الله انتهاء اجتماع الامس وقالت اليوم أنه تم الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسى مكون من 7 أعضاء لادارة المرحلة القادمة حتى اجراء الانتخابات ..فيما أكدت صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر أن المفاوضات التى دخلت أسبوعها الثانى حققت أمس نجاحا كبيرا قبل أن يفاجأ الجميع بطلب ممثلي حزبي الإصلاح والاشتراكي منحهم فرصة قبل التوقيع على الاتفاق للرجوع الى قيادتهما للمزيد من المشاورات . وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق يتضمن شرطا أن يتولى رئاسة المجلس الرئاسي قيادي من لأبناء المحافظات الجنوبية . وقالت صحيفة " المصدر" القريبة من الإصلاحيين أم معظم القوى المشاركة فى المفاوضات توافقت على خيار المجلس الرئاسى فيما عدا الإصلاح والاشتراكي كما أن المؤتمر ايد هذا الاقتراح ولكنه يواصل عبر الصحافة اعلان تمسكه بخيار العودة للمؤسسات الدستورية ومجلس النواب لمغالطة دول الخليج ..وتوقعت الصحيفة ألا تنتهى المفاوضات وأن تستمر فى الاسبوع القادم ما لم تحدث مستجدات مؤثرة اليوم . وقالت صحيفة "الاولى" المستقلة أن القوى السياسية اقتربت من الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي بعد ليلة ماراثونية من المفاوضات وأن المتحفظين على الفكرة من حزبي الإصلاح والاشتراكي قالا أنهما لن يحولا دون حل الأزمة وطلبا تأجيل إعلان موقفهما إلى اليوم للرجوع الى مكوناتهما الحزبية . ومن المقرر أن تعقد القوى السياسية اليمنية اجتماعا عصر اليوم في محاولة للاتفاق على حل يؤدى الى سد الفراغ الدستوري الحالي وإنهاء الأزمة بدلا من الدخول فى أزمة أشد فيما لو أقدم الحوثيون على إجراءات أحادية .