بعد أن نجحت مستشفى "إيموري" الجامعي في أتلانتا في علاج أربعة مرضى مصابين بالإيبولا العام الماضي، شرع الآن في إدارة مشروع تموله الحكومة الأمريكية للاستعانة بدم ناجين من فيروس "الإيبولا" الفتاك لإيجاد طريقة مبتكرة في علاج هذا المرض المعدي. وتقوي اللقاحات العادية رد جهاز المناعة على أي عدوى، فيما يتضمن المشروع الجديد حقن الأشخاص بالمادة الوراثية - سواء كانت الحمض النووي الريبوزي (دي إن إيه) أو الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (آر إن إيه) - على أمل حث خلايا الشخص على تخليق أجسام مضادة متخصصة قادرة على القضاء على الإيبولا أو أي كائنات ممرضة أخرى. وقال الدكتور جيمس كراو الباحث بجامعة فاندربيلت وأحد المشاركين في المشروع: "جسم الشخص هو المصنع، إنها فكرة صائبة"، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء "رويترز". وأوضح الخبراء أن هذا الأسلوب - إذا ثبت أنه آمن وفعال - سيكون أسرع وأرخص من إنتاج العقاقير التقليدية، وقد يستعان به في علاج أمراض مثل الأنفلونزا الموسمية أو الملاريا. ويجري تخليق الأجسام المضادة عادة في أحواض تحتوي على خلايا الثدييات أو في نبات التبغ في بعض الحالات. ومنحت وكالة مشروعات البحوث الدفاعية المتقدمة - وهي هيئة البحوث التابعة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) - جامعة "إيموري" ما يصل إلى 10.8 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات لإدارة هذا المشروع. ويضم المشروع فرقاً بحثية من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومعهد البحوث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي وعدة معامل بحثية أكاديمية منها جامعة "ويسكونسن ماديسون" وجامعة "روكفلر" ومعهد بحوث "فاندربيلت وسكريبس". ويمثل الحصول على عينات دم من ناجين من الإصابات الحالية للإيبولا في غرب أفريقيا تحدياً، لكن جامعة "إيموري" تحتفظ بميزة نسبية بعد أن عالجت عدداً محدوداً من المرضى على أراضي الولاياتالمتحدة. وقال رافي أحمد مدير مركز "إيموري" للتطعيم والمكلف بإدارة المشروع، إن جميع المرضى الأربعة السابقين وافقوا على المشاركة في البرنامج. ويعتزم أحمد وزملاؤه عزل الأجسام المضادة التي يصنعها هؤلاء المرضى لمكافحة فيروس "الإيبولا" واجراء سلسلة من التجارب على الحيوانات وتحديد أكثرها فاعلية لمكافحة عدوى الإيبولا. ولا يرتبط هذا المشروع بعلاج تجريبي يعطى لعدد من مرضى الإيبولا في الولاياتالمتحدة يتضمن نقل بلازما الدم من الناجين من الإيبولا.