أقام مجمع اللغة العربية، أمس الاثنين، بمقره في حي الزمالك، حفل تأبين الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم الشهير ب "أبو همام" الذي وافته المنية في 16 ديسمبر، من العام الماضي. وقد تحدث في حفل التأبين كل من الدكتور حسن الشافعي، رئيس المجمع اللغوي، والشاعر الكبير فاروق شوشة، أمين عام المجمع، والدكتور الطاهر مكّي أستاذ الدراسات الأندلسية، وهمام عبد اللطيف نجل الشاعر الفقيد. وقال الشاعر فاروق شوشة، أن الشاعر "أبو همام" كان متميزاً جداً في شعره، وأن الموت قد اختطفه في أوج تميزه وعطائه الشعري والأدبي. أما الدكتور حسن الشافعي، رئيس المجمع اللغوي، فقد وصف الشاعر الراحل "أبو همام" بأنه كان منذ صغره موهوباً ومتفتحاً ومتقد الذكاء. وأضاف الشافعي، أن أبو همام قد صُقلت موهبته عندما سافر إلى إسبانيا للدراسة، وأن هذه الرحلة ساعدت في إظهار إبداعه في مجالي البحث والترجمة. وأكد رئيس المجمع اللغوي، أن أبو همام قد "تفتحت أزهاره وأعطى من الثمار ما أعطى، وسوف يعيش في وجدان المجمع اللغوي، وضمير كلية دار العلوم". وألقى الدكتور الطاهر مكي، كلمة المجمع اللغوي، حيث رثى في الكلمة "أبو همام" شاعراً وأديباً، معبراً عن بالغ حزنه وأسفه لغيابه عن الدنيا. ووصف مكي أبو همام بأنه كان مدافعاً عن اللغة وقواعدها وتقاليدها، وأن العقاد عندما سمع شعره وهو صغير توسم فيه خيراً ونصحه بدخول كلية دار العلوم، مضياً أن أبا همام كان رجلاً مفتوح القلب والعقل أمام تجارب الآخرين. واختتم الطاهر مكي الكلمة عن "أبو همام" معرّفاً للحضور أن الفقيد كان أول مصري يقوم بعمل مقارن بين الأدب العربي والإسباني، وأن شعره رغم التزامه فيه بالعروض والقوافي، إلا أنه كان كله تجديد وغاص به في أعماق النفس الأندلسية. وفي تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" قال همام عبد اللطيف، نجل الفقيد، إن أباه قد رباه على الحرية، وزرع فيه حب اللغة العربية ورفض أن يدخله أي مدارس لغات، مضيفاً أن الشاعر كان عاشقاً لشعر المعرّي والمتنبي وعلي الجارم. وأضاف همام، أن أباه كان محباً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان معجباً بذكائه وسياسيته المحنكة، وازدهار الحريات في عصره، على حد وصفه. وقالت زوجة الشاعر الراحل "أبو همام" في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" إن "أبو همام" كان يعشق الهدوء والسكينة، وكان يدخل غرفة مكتبه ولا يخرج قبل أن ينتهي من كتابة القصيدة، مضيفة أن "أبو همام" شخصية لن تُعوض على المستويين الثقافي والإنساني. وفي تصريحات خاصة ل "محيط"، قال الدكتور محمد سليم العوا، المحامي والسياسي الشهير، إن "أبو همام" كان الجبل الباقي من جبال الشعر العربي، وهو يوضع في مصاف كبار شعراء العصر الحديث، بل من كبار الشعراء على الإطلاق. وأضاف العوا، أن "أبو همام" كان يتميز بالصدق المطلق والشجاعة البالغة في فيما يتناول، وفيما يختاره من أساليب الشعر وبحوره، وأنه كان "واحة نستريح فيها من عناء الدنيا ونصب العيش، إلى جمال الفن ورقته".