نجح أستاذ بجامعة فلوريدا في ابتكار جهاز جديد زهيد الثمن يساعد مزارعي أشجار الموالح (الحمضيات) على مقاومة مرض الإخضرار البكتيري المدمر، والحيلولة دون استشراء هذا المرض الذي يهلك محاصيل البرتقال في العالم. وقال مبتكر الجهاز ونسوك دانييل لي أستاذ الزراعة والهندسة الحيوية بجامعة فلوريدا، إن الجهاز به خلية استشعار مصممة بحيث ترصد بسرعة أي علامات على مرض الإخضرار البكتيري على أوراق أشجار الموالح حتى يتسنى للمزارع التخلص منها قبل استفحال العدوى. وقال لي إن الجهاز - الذي يتضمن كاميرا وعشرة مصابيح قوية تعمل بنظام الصمام الثنائي الباعث للضوء - يتكلف تجميعه أقل من ألف دولار وتراوحت نسبة دقته في المعامل وحقول الاختبار بين 95 و98%، وفقاً لما ورد بوكالة الأنباء "رويترز". وظهرت نتائج دراسة جامعة "فلوريدا" الخاصة بهذا الجهاز في أحدث أعداد الدورية الأكاديمية للإلكترونيات والحاسبات في مجال الزراعة، وقال لي إنه يبحث عن مستثمرين لإنتاج وتسويق الجهاز على النطاق التجاري. وينتشر مرض الإخضرار البكتيري بواسطة ذبابة تتغذى على أوراق الموالح. ويستغل الجهاز خاصية أن هذا المرض يؤدي إلى تراكم وتخزين مستويات عالية في الأوراق من النشا، وهي المادة التي تسهم في تغيير درجة انعكاس الضوء. وقال لي إن من أعراض المرض ظهور بقع خضراء باهتة على عروق الأوراق ويمكن تمييزها بسهولة عن الأوراق السليمة ذات اللون الأخضر الغامق. وقال إن التشخيص السليم للمرض يتطلب حالياً تحليلاً للحمض النووي "دي إن إيه"، وهي عملية تنطوي على إضاعة للوقت، علاوة على التكلفة العالية، مضيفاً أن التوقيت في غاية الأهمية. وأوضح معهد الأغذية والعلوم الزراعية بجامعة فلوريدا، إن هذا المرض كبد فلوريدا - التي تشتهر بجودة محصول البرتقال - خسائر قدرت بنحو 4.5 مليار دولار منذ عام 2006 وذلك في أعقاب اكتشافه في الولاية. وأفاد لي بأن الوقت تأخر كثيراً لإنقاذ صناعة الموالح بالولاية التي يبلغ حجمها تسعة مليارات دولار لأن معظم أشجار الموالح مصابة فيما يعمد المزارعون إلى التمادي في استخدام المواد المغذية للحفاظ على إنتاجية الأشجار.