روح خيرى شلبى تحلق فى سماء المعرض الضبع : الإعلام يروج لأدباء لا قيمة لهم .. و يخسف بحق الأدباء الحقيقيين ريم : والدى كتب لمجلة " ميكى " .. و شقى عمره هو " مكتبته " خيري شلبي حكاء عظيم، يمتلك أسلوبا سرديا وروائيا نادرا، وتأثر كثيرا بفكر القرية، وتناولها كثيرا في أعماله، مثل رواية "الأوباش"، والوتد، وتأثر كثيرا بمدينة دمنهور، خاصة في فترة شبابه، وظهر ذلك في رواية "وكالة عطية" ، و هو يعد امتداد لجيل عظيم مثل نجيب محفوظ، وطه حسين. كانت تلك كلمات الدكتور محمد التداوي الباحث المتخصص في الأدب ، فى أولى فعاليات المقهى الثقافى لتكريم الراحل " خيرى شلبى " ، شارك فى الندوة الدكتور محمود الضبع ، والكاتبة ريم خيري شلبي، وأدار الجلسة الكاتب محمد رفيع. و روى الناقد الكبير الدكتور محمود الضبع عن موقف جمع بين الكبير خيري شلبي ، و طالب صيني لا يتحدث العربية جيدا ، طلب منه مساعدته في تسجيل الماجيستير ، وهو دراسة مقارنة بين الطرشجي الحلوجي وبين أحد الكتاب الصينيين . الطالب كان مفتون بكتابات خيرى شلبى ، لدرجة اتفاقه مع عدة دور نشر في الصين لترجمة كتب خيري شلبي إلى الصينية وجاري العمل على هذا الأمر. و تابع الضبع أن شلبى كان ينظر لكل ما حوله من شخصيات وأشياء أنها تصلح للدخول في عالم روائي ، ونقلها من السياق الواقعي إلى المتخيل ، قائلا أن أعماله تضرب بجذورها فى الواقعية السحرية . أما فيما يخص الإعلام ، قال الضبع أن الإعلام كان يتعرض لنجيب محفوظ بالسب و القذف ، و موقفهم تغير تماما بعد حصوله على جائزة نوبل ، مشبه الصحافة ب " لوبيهات " الصهاينة التى تقوم على المصالح الخاصة ، فالإعلام هو الذي يصنع أدباء لا قيمة لهم ، ويضغط على أدباء حقيقيين لأنهم لا يعرفون لغة الإعلام . من جانبها تحدثت ابنة الراحل ريم خيري شلبي ، أن والدها طالما حاول أن يوثق علاقتهم بالكتب ، و كانت له العديد من الكتابات للأطفال ، و كانت له مشاركات فى مجلة " ميكى " ، و كان يشعر شلبى بالخوف و القلق الشديدين على " شقى عمره " و هى " مكتبته ، فتقول ريم أن بيتهم عبارة عن مكتبة كبيرة . و تابعت ابنة الراحل : أن العديد من أعمال وادها تحولت إلى مسلسلات كالوتد والكومي ووكالة عطية، ومنها ما ذهب للسينما مثل الشطار وسارق الفرح، و كان الراحل ينتصر للمراة بكتاباته ، فهو يراها وتد المجتمع ، وكان يرى أن من لم ينجب فتيات لم ينجب مطلقا ولم يستمتع بالحياة. عمل شلبي في الإذاعة في بداياته وكان يعد لها برامج منذ نشأتها، وأول أعماله الأيام لطه حسين ، وفكر في تحويلها لمسلسل قبل التليفزيون، وله أكثر من 600 مسلسل إذاعي بالإضافة إلى البرامج ، وكان أول من أسس باب سمي نقد إذاعي نشر في الإذاعة والتليفزيون ، وكان ينقد كل الأعمال بمنتهى الحيادية. و أشارت ريم أن شلبي اعتاد الذهاب للكتابة بمكان محدد بالمقابر ، فهناك كان يهبط عليه " وحى الكتابة " على حد قوله ، وبعين الروائي ، كتشف أن عالم المقابر يمكن أن يتعامل معه، وقد ألف كتاب " بطن البقرة " والذي تدور أحداثه حول هذه المنطقة ، ومنها تعرف على شخصيات كثيرة مثل أحمد السماك الذي ألف عنه كتاب منامات عم أحمد السماك.