عقدت نقابة علماء مصر حلقة نقاشية اليوم بدار ضيافة جامعة عين شمس حول دور الجامعات المصرية فى تحقيق الامن القومى المصرى، تحدث فيها اللواء الدكتور محمود خلف الخبير الاستراتيجى ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية، بحضور نخبة من كبار الاساتذة والخبراء فى شئون الجامعات. وشدد اللواء محمود خلف في بداية حديثه على غموض مفهوم الامن القومى في مصر، وارتباطه على مر العصور بالعديد من السلبيات، مشيرا إلى أن مفهوم الأمن القومي ينبغي أن تكون غايته في النهاية هي تحقيق أمن الإنسان، والقضاء على أية مخاوف تهدد هذا الأمن الإنساني. وأوضح أن الامن القومى لا يقوم فقط على أجهزة أمنية ومخابرات، بل ينبغي أن يستند إلى أربع ركائز أساسية، هي: القوة الاقتصادية والقوة الاجتماعية والقوة العسكرية والقوة السياسية، إذ لا يمكن تحقق الأمن القومى لأية دولة الا بالتوازن بين هذه القوى الاربعة، مشيرا إلى أنه بالعلم والتعليم نستطيع تحقيق القوى الاربعة، فالجامعة لابد ان تكون بها انشطة لأنها حجر الزاوية فى بناء الامن القومى. ولفت إلى أهمية إفساح مساحة كبيرة للجامعات لطرح آرائها في القضايا الوطنية عبر وسائل الاعلام، وأن تدشن الجامعة قناة إعلامية للتعبير عن رأيها، فضلا عن أهمية أن تكون هناك مبادرات من الجامعات نفسها لتطوير المجتمع، وان تسعى لتوصيل صوتها وفرض رأيها فى المجتمع، ثم بعد ذلك يأتي دور الدولة في دعم تلك المبادرات. واعتبر الخبير الاستراتيجى أن الاعلام والارهاب متحدين في الهدف، لأن الاثنين يريدان شيئا واحدا هو ارتفاع نسبة المشاهدة، فالارهاب يريد ان يذيع كل ما يفعله حتى يشاهده الناس، ومن ثم يتخذ من الاعلام وسيلة لبث ما يريده حتى يزداد قوة. من جانبها، قالت د. الفت الباجورى، عميد كلية زراعة عين شمس، إن الانشطة الاجتماعية الان ألغيت من الجامعات، وبالتالي فلم يعد ممكنا أن يستطيع الطلاب التعاون وطرح مبادرات، مطالبة بضروة التلاحم بين الشعب والجيش والشرطة وأن تكون هناك مشاركات اجتماعية للقضاء على الارهاب، وتنظيم زيارات طلابية للمواقع العسكرية للتعرف عليها ومشاركة الجنود. أما د. عبد لله سرور، وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر، فقد أرجع تراخى الأمن إلى قلة عدد المطلوبين للتجنيد رغم زيادة أعداد السكان، مشيرا إلى أن الجامعات المصرية أضحت متخمة بالمشاكل سواء من الجانب الاداري او الطلابي، وإلى ان التعليم العام فى مصر لم يعد خاضعا لسيطرة الدولة ولا مستظلا بها، مدللا على ذلك بأن هناك مدارس على ارض مصر تحرم السلام والتحية الوطنية والنشيد الوطنى. واكد على دور الازهر فى تصحيح المفاهيم المغلوطة فى الخارج والداخل، لأن الفكر الارهاربى يأتى مرجعه مبدأ السمع والطاعة، وليس لله بالطبع، فالارهابون ليس مرجعهم الكتاب والسنة ولكن مرجعهم سيد قطب. في السياق ذاته، قال د.سيد مليجى، المرشح لعضوية مجلس النواب القادم بدائرة النزهة، إن الامن القومى يتعرض للتخريب بسبب المدارس والجامعات الدولية وليس بسبب الارهاب فقط، مؤكدا ان الجامعات لا تحظى سوى بنسبة واحد فى المائة فقط من الدخل القومى، ولا تتاح لها الوسائل التى تساعدها على المشاركة الجانعية، وبالتالي فلا يتوقعن أحد منها أن تكون عصا موسى، ولا يندهش أحد من أن تكون معظم الجامعات مليئة بالبؤر الارهابية ولا توجد بها ديمقراطة. أما الدكتورة محبات أبو عميرة، عميدة كلية البنات بجامعة عين شمس سابقا، فأوضحت أن المدارس الدولية لا تدخل الهوية المصرية في اهتماماتها من قريب أو بعيد، فضلا عن أن بعضها ايضا اخوانية، وهو ما يؤدى إلى عدم تنمية الشعور بالانتماء للوطن لدى الطلاب، لافتة إلى أنه رغم ان الجامعات الخاصة تملك الكثير من الأموال إلا أنها لا تستطيع توظيفها أو استثمارها فيما يفيد.