ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن نمط العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ظلت على حالها لمدة ست سنوات وتسرب بعد ذلك الخلاف بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين إلى العلن، حيث صرح المحللون بأن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تواجه أزمة ، ومن ثم حاول الجانبان إخماد الانفعالات ليؤكدا أن توتر العلاقات ليس مزريا كما يبدو. وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/ - إلى أن أحدث خلاف بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ينطبق بالتأكيد على النمط الأول من العلاقات وليس النمط الثاني ، ففي هذه المرة، لا يبذل المسؤولون البارزون سواء في الولاياتالمتحدة أو إسرائيل سوى جهدا ضئيلا لرأب الصدع ، أو ربما أقل مما يبدو، لإصلاح العلاقات . وأوضحت أن مسألة الخلاف الدبلوماسي الناجم عن قرار نتنياهو بالتفاوض بشأن إلقاء خطاب أمام الكونجرس بدون إبلاغ أوباما مسبقا أكبر بكثير من مجرد خطاب ، حيث أنه يعكس الخلاف الجوهري في وجهات النظر بين قادة حليفتين منذ زمن طويل ؛ رئيس أمريكي يتوق إلى تقارب تاريخي مع إيران ، ورئيس وزراء إسرائيلي لا يفكر سوى في مخاوف وجودية حول عدو يسعى للتزود بأسلحة نووية . ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذه القضية تعكس ست سنوات من الشك والريبة والتظلم وجراح الماضي الناجمة عن خلافات أعيد إثارتها بسهولة على خلفية ما يمكن أن يكون مجرد خلاف صغير ، كما أنها تعكس استياء الرئيس الأمريكي أوباما، الذي شاهد نتنياهو على ما يبدو وهو يشجع منافسيه الجمهوريين في انتخابات 2012، والآن يراه يتحايل على المكتب البيضاوي بالعمل مع الكونجرس الجمهوري، كما تعكس هذه القضية، قناعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن أوباما قد يتخلى عن إسرائيل مقابل صفقة سيئة بيد أنه من الممكن أن يحاول التدخل في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة . وأوضحت أنه بدلا من نزع فتيل الأزمة، ارتأى كل جانب تصعيد الأزمة، وأوضحت إدارة أوباما هذا الأسبوع إنها لم تعد ترى فائدة من وجود سفير نتنياهو في واشنطن ، مما دفع مسؤولون إسرائيليون إلى تحدى المعارضة الأمريكية بالإعلان عن 450 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية أمس الجمعة، وهمسوا إلى وسائل إعلامهم بأن أوباما منح إيران 80% مما تريده . ونقلت عن ايتان جلبوع خبير في العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية في جامعة بار قوله : " بالطبع هذه أزمة ، بل هي أكثر خطورة، أولا بسبب ماهي عليه، ثانيا لأنها جاءت على رأس العديد من الأزمات السابقة، وتعد هذه الأزمة نوعا مختلفا من القصص بل ونوعا مختلفا من الأزمات " .