تشهد مدينة الأقصر للعام الثالث على التوالي مهرجان الأقصر لسينما المصرية والأوروبية، بمعبد الأقصر، والذي يستمر حتى يوم 31 يناير ويشارك في المهرجان أكثر من 66 فيلم من 18 دولة أوروبية. وتقوم بتنظيم ذلك المهرجان السنوي مؤسسة نون للثقافة والفنون وهو مخصص للسينما المصرية والأوروبية ويقام في محافظة الأقصر ويتم دعمه من قبل مؤسسات عامة، وخاصة في مصر و أوروبا. يهدف مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية إلى تعزيز الوعي السينمائي والتعريف بالأعمال السينمائية، والسمعية البصرية المتميزة بمصر وأوروبا ، وإلي تشجيع السينمائيين المصريين والأوروبيين من خلال الجوائز المالية والتقديرية التي يمنحها لهم كما يسعي أيضا إلي استقطاب جمهور جديد للسينما في صعيد مصر. ويتخذ المهرجان شعار عمود الجد، الذي يعني في معناه العام " الاستقرار " وهو رمز من رموز الآله أوز يريس، وهو يمثل جزء من العمود الفقري للإنسان، ويشير هذا الرمز إلي بعث اوزيريس الأمر الذي يتأكد من خلال الطقس . زوجة فرعون للافتتاح اختارت إدارة المهرجان فيلم "زوجة فرعون" للعرض في الافتتاح، وهو فيلم ألماني، للمخرج أرنست لوبيتشن، تم إنتاجه عام 1922، وتم ترميمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وهو العرض الأول للفيلم بعد ترميمه. يدور الفيلم حول زوجة الفرعون التي قتلته بعشقها، ومن خلال القصة نجد أن ملك إثيوبيا يعرض على ملك مصر مشروعا سيحقق له قوة كبيرة عالميا، وعندما يأتي لزيارة مصر مصطحبا ابنته ليهديها زوجة لملك مصر، ومعها جاريتها، فيرفض ملك مصر الزواج منها ويعشق الجارية ويتزوجها، لتصير زوجة الفرعون التي تتسبب في موته في نهاية الفيلم. كما يعقد خلال المهرجان ورش عمل منها "مشروع التحرير لأونج جوته"، والذي يهدف لتصميم برامج لتمكين الشباب من توظيف طاقاتهم الإيجابية، ويطرح المشروع قضايا مختلفة للنقاش، ويبسط المعلومات لتصل لمختلف قطاعات المجتمع، وذلك لإيجاد حالة من الوعي الاجتماعي، و"ورشة صناعة السينما"، والتي تخصص بالأساس للموهوبين في محافظة الأقصر والوجه القبلي. جوائز المهرجان يمنح المهرجان جوائز الأفلام المصرية والأوروبية الطويلة، جائزة عمود الجد الذهبي "عمود الحياة الذهبي" لأفضل فيلم روائي طويل مصري أو أوروبي ويقدم التمثال للمخرج مع جائزة مالية قدرها خمسة عشر ألف دولار أمريكي، تمنح مناصفة للمخرج والمنتج وجائزة عمود الجد الفضي "عمود الحياة الفضي" وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة ويقدم التمثال للمخرج مع جائزة مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي ، تمنح مناصفة للمخرج والمنتج وجائزة عمود الجد البرونزي "عمود الحياة البرونزي" جائزة العمل الأول مع جائزة مالية قدرها 5 آلاف دولار أمريكي ، تمنح مناصفة للمخرج والمنتج. وجوائز الأفلام المصرية والأوروبية القصيرة، جائزة عمود الجد الذهبي "عمود الحياة الذهبي"،لأفضل فيلم روائي قصير مصري أو أوروبي وتقدم للمخرج مع جائزة مالية قدرها خمسة آلاف دولار أمريكي، تمنح مناصفة للمخرج والمنتج. جائزة عمود الجد الفضي "عمود الحياة الفضي" وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتقدم للمخرج مع جائزة مالية قدرها ثلاثة آلاف دولار أمريكي ، تمنح مناصفة للمخرج والمنتج. ضيوف شرف المهرجان واختارت إدارة المهرجان الفنان التشكيلي الكبير آدم حنين رئيسا شرفيا للدورة الحالية تقديرا لدوره الرائد في الفن التشكيلي، حيث إنه من أشهر الفنانين التشكيليين في العالم، وأحد رواد الفن التشكيلي في الشرق الأوسط، واستكمالا للخط الذي بدأه المهرجان باختيار قامة فنية كبيرة للرئاسة الشرفية للمهرجان تعود جذورها لصعيد مصر، تلك المنطقة التي أخرجت أسماء عملاقة في شتى المجالات الفكرية والأدبية التي تولى رئاسة المهرجان الشرفية من أبنائها اثنان من كبار الأدباء في الدورتين السابقتين هما الأديب الكبير بهاء طاهر، والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي. كما اختار المهرجان فرنسا أن تكون ضيف شرف، حيث سيتم تكريم السينما النسائية الفرنسية الجديدة ضمن مسابقة التكريمات، وسيعرض المهرجان 7 أفلام، تمثل ذلك التيار الجديد الذي بدأت ملامحه تظهر في السينما الفرنسية منذ فترة، وهى أفلام، "محطة قطار الشمال"، إخراج كلير سيمون، و"الحياة المنزلية"، إخراج إيزابيل كزاشكا، و"قلعة في إيطاليا"، للمخرجة فاليريا برونى تديسكى، و"سوزان"، للمخرجة كيتيل كيلافيرا، و"مادة بيضاء"، للمخرجة كلير تونى، و"الأيام الجميلة"، للمخرجة ماريون فرنو.. و"رسوب كامى في المدرسة"، من إخراج تريمى لوفسكى.. كما قررت إدارة المهرجان تنظيم مائدة مستديرة بعنوان "الثقافة في مواجهة الإرهاب"، خلال الفعاليات تضامنا مع ضحايا حادث "شارلى إيبدو". واختارت إدارة المهرجان المخرج الفرنسي الكبير «إيف بواسيه» رئيس لجنة تحكيم الدورة الحالية، والذي غاب عن حضور حفل الافتتاح بعد تأخر طائرته ، وعضوية الصربي "دراجان مارينكوفيتش" رئيس مهرجان بلجراد السينمائي الدولي، والناقد الألماني "إبيرهارد سبرينج"، والممثلة النرويجية "جان هيلبرج"، والمنتجة اليونانية «الينى كوسيفيدو»، والفنانة لبلبة، والمخرجة هالة لطفي. الأفلام المشاركة تم اختيار 66 فيلما من مصر ودول أوروبية مختلفة، للمشاركة في فعاليات الدورة الحالية للمهرجان، حيث تنقسم الأفلام المشاركة في مسابقتي المهرجان إلى 12 فيلما روائيا طويلا، و16 فيلما روائيا قصيرا من دول أوروبية مختلفة، بالإضافة إلى 4 أفلام مصرية. تضم المسابقة الرسمية للمهرجان 12 فيلما هي "بتوقيت القاهرة" من مصر، إخراج أمير رمسيس، و«ليفياثان» من روسيا، إخراج آندرى زفياجنتسيف، "ولسبب لا يمكن تفسيره"، إخراج جابور رايز.. و"المتسلل" من هولندا، إخراج شريف كورفر، و«الدرس»، إخراج كريستينا جروزيفا وبيتار فالتشانوف، و"السادسة عشر" من بريطانيا، إخراج روب براون، و"العام المقبل" من بلجيكا، إخراج فانيا ليتورك.. و«بفضل الله» من إيطاليا، إخراج إدواردو وينسبير، و"تنفس" من فرنسا، إخراج ميلانى لوران.. و«جزيرة الذرة»، إخراج جورج أوفاشفيلى، و"درب الصليب" من ألمانيا، إخراج ديتريتش بروجمان، و«ماكوندو» من إخراج سودابة مورتيزاى. مسابقة الأفلام القصيرة تضم مسابقة الأفلام القصيرة 16 فيلما هي"فرخة.. ولكن" من مصر، إخراج محمود حميدة، أحمد ثابت، إسلام مظهر، و"كوالسكى" من رومانيا، إخراج آندرى كريتوليسكو، و"كساندرا" من فرنسا، إخراج جى روجيه دوفير، و"قطار الأشباح" من أيرلندا، إخراج لي كرونين، "ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375" من مصر، إخراج عمر زهيرى، و"ما تبقى" من مصر، إخراج سعد سمير. و"ماساى" من اليونان، إخراج هارى لاجوسيس.. وفيلم "المزيد من التسرع، سرعة أقل" من إسبانيا، إخراج كيكى أرويو، و"الدليل الحقيقي ، حاسب شخصى" من روسيا، إخراج إيجور جافرلينى.. و"الدجاجة" من ألمانيا، إخراج أونا جونجاك.. و"الرقص" من سويسرا، إخراج إيديث ديباو، و"بعوضة" من سويسرا، إخراج تيموفون جونتينتيليكو، و"تيليكوماندو" من ألمانيا، إخراج إريك شميت.. و"حلم المشهد" من مصر، إخراج ياسر شفيع، و"ديلر" من بريطانيا، إخراج بين دوكينز، و"ضوئي في الظلام"، إخراج هنريك مارتن السباكين. ليالى السينما المصرية وفى قسم "ليالي السينما المصرية"، تعرض 4 أفلام هي "قط وفأر"، تأليف وحيد حامد، إخراج تامر محسن، بطولة محمود حميدة، وسوسن بدر، وسوزان نجم الدين، ومحمد فراج، و"الفيل الأزرق"، تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، بطولة كريم عبدالعزيز، ونيللي كريم، وخالد الصاوي.. و"الجزيرة 2"، بطولة أحمد السقا، وهند صبرى، وخالد صالح، وخالد الصاوي، وإخراج شريف عرفة.. و"ديكور"، بطولة ماجد الكدوانى، وخالد أبوالنجا، وحورية فرغلى، وتأليف محمد دياب، وإخراج أحمد عبدالله. قسم بانوراما عربية كما يعرض فى قسم بانوراما عربية خلال فعاليات المهرجان 5 أفلام هى: «الوهرانى» ، إخراج إلياس سالم.. و«قصة ثوانى»، إخراج لارا سابا.. و«النهاية»، إخراج هشام العسرى.. و«الجمعة الأخيرة»، إخراج يحيى العبدالله.. و«ظل البحر»، إخراج نواف الجناحى. كما تضم المسابقة الرسمية لأول مرة فيلمين مشاركين فى الأوسكار خلال الدورة الحالية هما: «جورجيا»، و«طريق درب الصليب»، بالإضافة إلى الفيلم الحائز على جائزة برلين العام الماضى. التكريمات اختار المهرجان الفنانة الكبيرة لبلبة للتكريم عن مجمل أعمالها، حيث يعرض لها 3 أفلام منتقاة من مشوارها السينمائى الحافل، والذى قدمت خلاله أكثر من 90 فيلما وهى: «ضد الحكومة»، للمخرج عاطف الطيب، إنتاج 1992.. و«ليلة ساخنة» لعاطف الطيب أيضا، من إنتاج 1995.. وفيلم «عائلة ميكى»، للمخرج أكرم فريد، إنتاج 2010.. وستعرض جميعها للجمهور بحضور الفنانة الكبيرة.. كما سيتم تكريم اسم فايز غالى السيناريست الذى فقدناه العام الماضى.. ويحتفل المهرجان هذا العام بمئوية صلاح أبوسيف، حيث سيعرض 6 أفلام تعبر عن مسيرته ورحلته السينمائية هى: «شباب امرأة»، و«الوسادة الخالية»، و«أنا حرة»، و«القاهرة 30»، و«بين السما والأرض»، و«الزوجة الثانية».. كما يحتفل المهرجان بمئوية كامل التلمسانى بعرض فيلم "السوق السوداء". من أجل نشر الثقافة وأوضح وزير الثقافة جابر عصفور، في كلمة الافتتاحية، أن هذا المهرجان هو أحد انجازات المجتمع المدني التي تدعمه الوزارة، بهدف نشر الثقافة في كافة أنحاء مصر،وبالأخص صعيد مصر الذي يعاني من نقص الخدمات في مجال الثقافة. وأشار عصفور إلى أن هذا المهرجان يضم أفضل الإبداعات السينمائية في مصر وأوروبا، وفي حضور صانعيها بحثاً عن إمكانيات الإنتاج المشترك والتعاون وتبادل توزيع الأفلام، لافتا إلى أن اختيار هذا التوقيت لمواجهة الإرهاب الذي نعاني منها دول العالم، فالثقافة والفن ضد الإرهاب والجهل والتعصب. وقال وزير السياحة هشام زعزوع، هذا المهرجان هو خطوة لعودة السياحة إلى سابق عهدها، فهناك حرص من الوزارة على تضافر الجهود لاستعادة الحركة السياحية الوافدة و تنشيط السياحة جهودها نحو رعاية ودعم المهرجانات والأحداث السياحية المختلفة التي من شأنها الترويج للمنتج السياحي المصري وتعظيم الاستفادة من تلك الإحداث في تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري. فيما أكدت رئيسة المهرجان الدكتورة ماجدة واصف، أن مازال هناك ظروف صعبة تواجه مهرجان الأقصر، ولا يوجد استقرار ولا قنوات معروفة للتمويل، فكنا نتمنى أن تكون هناك مساندة أكبر وليس مجرد تقديم استضافة أو إقامة الضيوف المصريين والأجانب، لافتا إلى أن الدولة مازالت تعانى ومواردها محدودة، غير أنه من المفترض أن تكون هناك سياسة واضحة لدعم النشاط الثقافي في مصر. وأضافت واصف أن سبب استحداث قسم للأفلام العربية في هذه الدورة، يرجع إلى الاتهامات التي وجهت إلينا بأننا نتجاهل السينما العربية، ولكن الأساس سوف يكون لسينما المصرية والأوربية.