النوم على البطن قد يعزز خطر الموت المفاجئ، وذلك في حال معاناتك من مرض الصرع، وفقاً لأحدث الأبحاث الطبية الجديدة التي أجريت في هذا الصدد. وقال الدكتور دانييل فريدمان أستاذ مساعد في علم الأعصاب بمركز "أنجون" الطبي التابع لجامعة "نيويورك"، إن الأبحاث التشريحية لم تشير إلى أي أسباب هيكلية أو سمية لأسباب الوفاة المفاجئة بين مرضى الصرع أو الأصحاء، وهو ما يعد شيئاً نادر الوجود، حيث لا تضع الدراسة وجود علاقة السبب والنتيجة المباشرة بين موقف النوم والموت المفاجئ. وأوضح الدكتور جيمس تاو المشرف على تطوير الأبحاث وأستاذ علم الأعصاب في جامعة "شيكاجو" الأمريكية، استناداً إلى النتائج، أن مرضى الصرع يجب أن لا يناموا على بطونهم لتقليل فرص الموت المفاجئ، مضيفاً أن وضعية النوم تساعد في فرص الوفاة المفاجئة، خاصة بين المرضى الذين تقل أعمارهم عن الأربعين عاماً، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأكدت مؤسسة الصرع الأمريكية، أن مرضى الصرع يعانون من اضطرابات وجيزة من النشاط الكهربائي في المخ يؤدي إلى حدوث نوبات متكررة، إلا أنه ليس من الواضح لماذا ارتباط وضعية النوم مع الارتفاع في خطر الموت المفاجئ، حيث يستمد هذا الاكتشاف تشابهاً مع متلازمة الموت المفاجئ للرضع "SIDS". يأتي ذلك في الوقت الذي اعتقدت فيه عدد من الدراسات السابقة إلى أن حالات الموت المفاجئ التي تطرأ بين الأطفال الرضع نجمت عن النوم على البطن وعدم قدرتهم على التنفس بصورة سليمة مما ساهم في وفاتهم، إلا أنها فيما يتعلق بمرضى الصرع فإن هذه الوضعية تعمل على انسداد مجرى الهواء ليصبحوا غير قادرين على رفع رؤوسهم بأنفسهم لترتفع مخاطر الوفاة المفاجئة بينهم، وفقاً لأحدث الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد ونشرت في العدد الأخير من مجلة "مجلة علم الأعصاب" على الإنترنت. كان الباحثون قد عكفوا على تحليل بيانات أكثر من 253 حالة وفاة مفاجئة غير مبررة بين مرضى الصرع، خاصة الذين تتوافر معلومات عن وضعية النوم بينهم وقت الوفاة. ووجدت الدراسة أن 73% من المرضى لقوا حتفهم أثناء النوم على بطونهم، وفي مجموعة فرعية من 88 حالة، لوحظ أن المرضى من الشباب دون الأربعين كانوا الأكثر عرضة بمعدل أربع مرات للوفاة المفاجئة بسبب وضعية النوم على البطن مقارنة بالمرضى من كبار السن. كما لوحظ أن 86% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للوفاة المفاجئة بسبب وضعية النوم على بطونهم. وحذرت الأبحاث أن الموت المفاجئ كان أكثر شيوعاً بين الشباب من المرضى، في الوقت الذي يعاني فيه نحو 50 مليون شخص من المرض حول العالم.