أعرب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس تيار "المستقبل اللبناني" سعد الحريري عن حزنه وأسفه لوفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، واصفا انجازات ومبادرات الملك الراحل ب"العلامات الفارقة للتفاعل السياسي والتقدم الاقتصادي والنمو الاجتماعي للمملكة ومحيطها العربي". كما قدم الحريري في بيانا له نشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، خالص التعازي إلي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، سائلا الله الرحمة والمغفرة للملك الراحل. ودعا سعد الحريري الشعب اللبناني لإعلان الحداد تعبيرا للوفاء الشعبي، واعتبر أن الشعب اللبناني كان له مكانة بقلب الملك عبد الله ارتقت إلي مستوي العلاقة بين الأب والأبناء، مشيرا إلي دور المملكة في التصدي للعديد من الأزمات والتحديات بالمنطقة. يذكر أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قد توفي في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة عن عمر يناهز ال"90 عاما" بعد صراع مع المرض. ومن المقرر، أن يتم مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلفا للملك عبدالله مساء اليوم الجمعة، كما سيتم مبايعة الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد. وفيما يلي نص البيان: تخسر الأمة العربية والإسلامية بغياب الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله ، قائدا فذا وشخصية استثنائية، طبعت تاريخ المملكة العربية السعودية والمنطقة بعظيم الإنجازات والمبادرات، التي ستبقى من العلامات الفارقة للتفاعل السياسي والتقدم الاقتصادي والنمو الاجتماعي للمملكة ومحيطها العربي. انني اذ أتشارك مع الشعب السعودي الشقيق في نعي الراحل الكبير، الى الشعب اللبناني الذي كانت له في قلب عبد الله بن عبد العزيز منزلة خاصة، ارتقت الى مستوى العلاقة بين الأب والأبناء، ادعو جميع اللبنانيين لاعلان الحداد في كل المناطق، تعبيرا عن الوفاء الشعبي، لرجل لم يتأخر يوما عن نصرة لبنان ودعمه، وعن الوقوف الى جانبه في اصعب الظروف، وهو الذي بادر الى عطاءات لا محدودة كانت آخرها مكرمتان كبيرتان، لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لتمكينها من الدفاع عن سيادة لبنان ووحدته الوطنية ودرء مخاطر الاٍرهاب، باعتباره مسؤولية سعودية مباشرة بالقدر الذي نراه في لبنان مسؤولية وطنية لبنانية. وإذا كان العالم كله يشعر بجسامة هذه الخسارة، ويسجل للملك الراحل، الأدوار التي اضطلع بها على مدى سنوات طويلة، في قيادة السعودية نحو مواقع الصدارة في المجتمع الدولي، والتصدي لازمات المنطقة بإرادة القادة التاريخيين ، فان هذا العالم يشخص بأبصاره الى المملكة في هذه الساعات، مستطلعاً مكامن القوة والثبات والوحدة والتعاضد، التي ستتأكد باْذن الله من خلال القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، حفظه الله، الذي يمسك الان براية المملكة لتبقى خفاقة في سماء العرب والمسلمين، ومنارة للاعتدال في مواجهة التطرف وللتقدم في وجه التخلف وللإزهار والاستقرار والتضامن على خطى الملك المؤسس والسلف الصالحين. انني اتوجه باسمي وباسم تيار المستقبل في لبنان، باحر التعازي من صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين ومن صاحب السمو الامير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد، واصحاب السمو جميعا وفي مقدمهم ابناء الراحل الكبير ، سائلا الله العلي القدير ان يتغمد فقيد الامة بواسع رحمته ، وان يحمي المملكة وقيادتها وشعبها من كل مكروه.