بدأت الحكومة وضع خطة وقائية متكاملة لمحاصرة والقضاء على فيروس "أنفلونز الطيور"، وعمل قاعدة بيانات لمزارع الدواجن المرخصة وغير المرخصة والعشوائية، والحد من حركة الطيور بين المحافظات، وتشديد الرقابة على المزارع، والتربية المنزلية. وقال مصدر مسئول بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى، في تصريح له اليوم الخميس، إن الخطة تتضمن اتخاذ إجراءات تنفيذية عاجلة للوقاية من مرض أنفلونزا الطيور والحد من انتشاره فى المحافظات، وذلك بعد صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة متابعة "أنفلونزا الطيور" برئاسة دكتورعادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الاراضى. واضاف أن الخطة الوقائية تتضمن فحص المزارع قبل البيع والشراء، ومراقبة تطبيق إجراءات مكافحة العدوى أثناء التخلص من الطيور فى المناطق المصابة، بالإضافة إلى زيادة أعداد المجازر بأعداد مناسبة لأعداد الدواجن، فضلًا عن وضع خطة زمنية لهيكلة ومتابعة الأسواق والمحلات، وسرعة التعامل مع بؤرة الإصابة الإيجابية بالمرض، وما سيتم تنفيذه فى هذه البؤر والمنطقة المحيطة. واوضح المصدر ان هناك تنسيقا متكاملا بين وزارات الزراعة والصحة والتنمية المحلية والبيئة والمحافظات وكافة الجهات المعنية الاخرى، من اجل مراجعة قواعد الأمان الحيوى لمزارع الدواجن بالدلتا والصعيد، ووقف تشغيل المزارع المخالفة، والتحصين الشامل للتربية المنزلية وحضانات الطيور. كما تم الاتفاق على آليات عمل جديدة بالتعاون مع القيادات المحلية فى عزل المنطقة المصابة، ومنع خروج أى دواجن أو منتجاتها من المنطقة التى ظهر بها الفيروس، ومراقبة الأسواق ودراسة سياسة تطعيم الدواجن ومدى ملامتها فى الوضع الحالى، ومتابعة فحص العينات وتفعيل دور الوحدات البيطرية، وعمل خط ساخن يعمل على مدار اليوم على مستوى وزارة الزراعة، للإبلاغ عن أى حالات نفوق لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والرد على استفسارات المواطنين، وتفعيل دور الإرشاد الزراعى لتوعية المواطنين وأصحاب المزارع والعاملين فى مجال الدواجن. وقال المصدر انه تم تشكيل لجنة من الطب الوقائى لتوعية المواطنين بخطورة الفيروس، وشن حملات لدفن النافق من الدواجن وعزل المشتبه فى أصابتها وتطهير أماكن الإصابة وتوزيع أكياس بلاستيكية ومطهرات على المربين فى المنازل، للتخلص من الدواجن النافقة بشكل صحيح، بدلًا من إلقائها فى الشوارع، وتنفيذ برنامج التحصين الدورى باللقاحات السيادية والدفع ب420 فريقًا طبيًا بالقرى والنجوع، وهو ما يطلق عليها فرق "الكاهو" للسيطرة على أى بؤرة مصابة جديدة، وخاصة فى التربية المنزلية. كان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أصدر امس الاول قرارًا بتشكيل اللجنة القومية العليا لمتابعة موقف مرض "إنفلونزا الطيور"، برئاسة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لدورتها السنوية الأولى، وتضم اللجنة، عضوية وزراء التنمية المحلية والصحة والسكان والبيئة، ومحافظي الجيزة، القاهرة، كفر الشيخ، الدقهلية، القليوبية، المنيا، البحيرة، الفيوم، المنوفية، ورؤساء الهيئة العامة للاستعلامات، وغرفة إدارة الأزمات بمجلس الوزراء، الخدمات البيطرية بوزارة الدفاع، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وممثلي عن الخدمات الطبية بوزارة الدفاع، وزارة الداخلية (شرطة المسطحات المائية)، ووزارة الخارجية، فضلًا عن ممثلين عن قطاع الشؤون الوقائية والمتوطنة. وتختص اللجنة، بمتابعة مرض "إنفلونزا الطيور"، وتقديم تقرير دوري بنتائج أعمالها وتوصياتها إلى رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ ما يلزم بشأنها، ويتولى رئاسة اللجنة بالتناوب الوزراء أعضاء اللجنة سنويًا، كما أن لها أن تستعين بمن ترى الاستعانة بهم من الخبراء والمتخصصين في مجال عملها. يذكر أن آخر تقرير رسمى صادر بشأن مرض أنفلونزا الطيور يشير الى اكتشاف 56 بؤرة في 10 محافظات، منها 52 بؤرة تربية منزلية، و4 تجارية عشوائية خلال شهر يناير الجارى، وتمت السيطرة على جميع الحالات. وكانت الحكومة قررت تعيين 2156 بوظيفة طبيب بيطرى بمختلف محافظات الجمهورية، من اجل الحد من انتشار الأوبئة، مؤكدة أنه عند اكتشاف أى حالة مصابة بأنفلونزا الطيور يتم تتبعها ومعرفة مكان تربيتها، وعلى الفور يتم التحصين على مساحة تمتد لعشرة كيلو مترات حول البؤرة المرضية، مع استمرار لجان التقصى بمختلف المحافظات للكشف عن حدوث إصابات بالمرض، وتشديد الرقابة على مزارع الدواجن المرخصة وإغلاق المزارع العشوائية. ويرى الخبراء أن الأزمة تكمن فى السلوك البشرى الذى اعتاد أن يُخالط الطيور رغم مخاطر الأمراض الوبائية، فى ظل وجود 500 مليون طائر فى التربية المنزلية بالريف والمدن، تشكل تهديدًا لكل الأجهزة البيطرية والصحية فى مصر.