أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور أحمد طعمة؛ أن عملية بدء تدريب مقاتلي المعارضة المسلحة؛ ستكون الشهر المقبل، مع وصول 400 مدرب من أمريكا مؤخرا، ولقاء قيادة الائتلاف الوطني المعارض، والحكومة المؤقتة، مع الجنرال الأمريكي المكلف بهذا الملف. وفي حوار خاص أجراه طعمة مع مراسل الأناضول، في مدينة غازي عنتاب التركية؛ أفاد بأن "جنرالا أمريكيا كبيرا يقصد قائد قوة المهام المشتركة لعمليات سوريا، مايكل ناغاتا - قدِم الأسبوع الماضي إلى إسطنبول، والتقى مع قيادة الائتلاف والحكومة، وتم التوصل إلى تفاهمات كبيرة بصدد عمليات التدريب". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة أرسلت 400 مدرب من أجل المباشرة لاتمام هذه الأعمال"، مبديا اعتقاده، أن "المشروع سيبدأ الشهر القادم ويكتمل في الأشهر التالية، وهو مشروع طموح يهدف إلى إنشاء قوة لتغير الواقع العسكري على الأرض، بما يخدم الشعب السوري"، موضحا أنها "ستكون في عدد من دول الجوار، الدول التي تحرص حرصا شديدا على نجاح الثورة، وهي من ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري"، على حد وصفه. وحول الجهة التي ستقاتلها هذه القوة؛ قال إنه "بالنسبة لهم الأمر واضح، وهذه القوة ستقاتل كل الجهات التي تتعارض أهدافها مع مصلحة الشعب السوري، وعلى رأسها النظام المجرم الذي نكّل بالمواطنين، ولا يريد أن يعطيهم حريتهم وكرامتهم، وبالتالي بالنسبة لهم أحد أهداف هذه القوة؛ سيكون مواجهة النظام". وشدد على أن من مهامها أيضا "مواجهة الفكر المتطرف المتشدد الذي أذاق الناس كثيرا، وأذل البشر، ودمر الحجر والبشر، وأصبحت حالة الانسان في ظله أسوأ بكثير مما كانت عليه، فالهدف الأساسي هو الشعب السوري، وتغليب مصلحته فوق كل مصلحة، وصولا إلى التوجهات الأساسية، في قيام نظام بديل عن النظام الدكتاتوري السابق، وإقرار مشروع الدولة المدنية الديمقراطية التعددية". وبين أنه في النهاية يأتي هذا البرنامج "ضمن المشاريع المطروحة، وفيه كثير من الإيجابيات التي تعول المعارضة عليها، كما أنها لا تعول على مشروع واحد وحسب؛ بل على عدة مشاريع تمكن الشعب من التخلص من ذلك المأزق الذي أوقعه فيه إجرام النظام"، على حد تعبيره. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الأربعاء الماضي؛ عن اجتماع قائد قوة المهام المشتركة لعمليات سوريا، "مايكل ناغاتا"، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "دانييل روبنستين"؛ بالمعارضة السورية، يومي 12 و13 من الشهر الجاري، في مدينة اسطنبول بتركيا، حيث شكّلت فرصة مهمة؛ لتقديم وبحث برنامج التسليح والتدريب الأمريكي. خطة المبعوث الأممي جهود فكرية فقط وحول خطة المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان ديمستورا"؛ أوضح بأنه "التقى به مرتين من قبل، وأن حديثا مطولا وصريحا وشفافا جرى بينهما"، مبينا أنه "كرجل لديه نية طيبة في تحسين أوضاع الشعب السوري، والوصول إلى حل سياسي لصالحه، يضمن حريته وكرامته، لكن السياسة لا تعترف بالنوايا، وموظفو الأممالمتحدة لا يملكون سلطة تنفيذية لتجسيد أفكارهم؛ إن لم تتبناها دول كبرى وتسعى لتحقيقها، وهذا جزء من المشكلة". ووجه طعمة مجموعة من "المخاوف والتوجسات من أن تكون خطة ديمستورا جزئية، وليست شاملة، بمعنى أن يتم الدخول في جزئيات إقامة هدنة هنا، أو سحب قوات جزئية هناك؛ بدلاً من الوصول إلى مرحلة الحكومة الانتقالية كاملة الصلاحيات، وهذا يتعارض مع النص الأساسي الذي تريده المعارضة". وتساءل طعمة "هل هذه الخطة بديلة عن المنطقة الآمنة التي طرحها الإخوة الأتراك؟ وماذا عن الفجوة بين المبعوث وبين أصدقاء الشعب السوري وأمريكا؟ هل انحسرت؟ وبالتالي بات موقفا يمكن تطبيقه على الواقع، فهذ أمر يجب أن تتم دراسته". وتابع انتقاده متسائلا: "هل سيتاح لأهالي المناطق - التي احتلها النظام وأخرج أهلها، ودخلت ضمن خطة ديمستورا - العودة إليها، وحكم أنفسهم بأنفسهم، حيث إن إحدى المفاجآت السلبية؛ بأنه في الوقت الذي تطرح فيه الخطة مع المعارضة؛ كان جزء من وفد ديمستورا يتناقش مع المقاتلين على الأرض في حمص، على أن تشمل المناطق المجمدة حي الوعر فقط، ولا تشمل مدينة حمص كلها، وهذا يعني أن أهل حمص المشردين لن يعودوا إليها". وشدد على أن "هذه مجموعة من النقاط الخطرة التي يجب مراعاتها وفهمها، قبل العودة لطاولة المفاوضات"، مؤكدا أنه "حتى الآن لا خطة مكتوبة للمبعوث، وإنما جهود فكرية لعصر الذهن، والوصول إلى قاسم مشترك". وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تقدم المبعوث الخاص لأمين عام الأممالمتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، بمبادرة جديدة لتجميد القتال في مناطق عدة، بدءًا بمدينة حلب، وتطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و 2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة. اجتماعات المعارضة في القاهرة أما فيما يتعلق بالاجتماع التشاوري المرتقب للمعارضة في القاهرة؛ أشار طعمة إلى أنه "حتى الآن لا تزال الصورة غير واضحة حولها، ولكن بالنسبة للحكومة المؤقتة؛ فهي تنفذ سياسة الائتلاف، التي تتجه حاليا نحو فهم أعمق لما يجري، وما هي مخاطر ما يطرح في الساحة الدولية، وأثر ذلك في تشكيل وفد تفاوضي جديد يذهب إلى مفاوضات جنيف - 3". وذهب إلى أنه "إن كان هذا الوفد التفاوضي بقيادة - ليس الائتلاف فيه القائد - فإنه يشكل خطورة، وترفضه الحكومة، حيث إن هناك احتمالات أن تؤدي هكذا محاولات؛ إلى تخفيض سقف مطالب الثورة التي نادى وينادي فيها أبناء سوريا، كما أن لهم تخوفات من مبادرات أخرى مشابهة". وأبرز طعمة نقطتين في هذا الصدد، أولهما "هل من نتيجة المباحثات تخفيض سقف الثورة، كأن تطرح فكرة تأجيل رحيل بشار الأسد حاليا قبل التفاوض، أو بنهايته، أو أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية، فإن هذا يعتبر اعتداء صارخا لأهم ثوابت الثورة، ولن يقبل ذلك في الائتلاف". أما النقطة الثانية، بحسب طعمة، فهي تتعلق "بالاعتراف بالائتلاف قبل عامين، بأنه ممثل شرعي للشعب من قبل 114 دولة، ولذلك كيف يمكن طرح فكرة جسم تفاوضي جديد أو بديل، وبالتالي تكون العودة إلى نقطة الصفر، وإذا كان هناك استئناف للمفاوضات؛ فإنه ينبغي استئنافها من مكان توقفها، كما يجب أن يترأس الائتلاف الوفد أيضا". كما شدد على أن "وثيقة الهيئة السياسية للائتلاف التي طرحت قبل أيام؛ عليها شبه إجماع في الائتلاف، وتشكل خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه، وأنهم واثقون بقدرة وإخلاص قيادة الائتلاف، بأنهم لن يتنازلوا عن ثوابت الثورة"، على حد وصفه. ومن المزمع انعقاد مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة، الذي يستضيفه المجلس المصري للشؤون الخارجية اليوم الخميس ولمدة ثلاثة أيام، وعلى الرغم من أن المؤتمر تم الاتفاق عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال لقاء وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، ورئيس الائتلاف السابق "هادي البحرة"؛ إلا أن الوزارة لم تتصدر المشهد في تنظيم المؤتمر. اختطاف اليابانيين وحول اختطاف مواطنين يابانيين؛ أوضح طعمة بأنه "لم تتواصل أي جهة مع الحكومة المؤقتة في سبيل إطلاق سراحهما"، مبينا أن "موقفهم ثابت، حيث إنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال؛ الدخول في تفاوض أو لقاءات مع مجموعات متشددة". وندد طعمة بعملية اختطاف المواطنين من قبل تنظيم داعش، مؤكدا أن "هذا موقف غير مقبول، فما علاقة المدنيين بهذه الأفعال، وهناك خلل فكري لدى التظيم"، موضحا بأنه "لم تعرض الحكومة اليابانية المساعدة، وإذا ما عرضت عندها يكون لكل حادث حديث". كذلك بين طعمة أن "وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة؛ ستعمل على توحيد الجهود، وهي تبذل قصارى جهدها، ولديها الفكر الذي ينتج مثل تلك الخطوات، وهي تقدم أشياء مرتبة تدرس، واتخاذ قرارات بعيدة عن الارتجالية"، مبينا بأنه "متفاءل بتحقيق نتائج إيجابية خلال الفترة القصيرة المقبلة". وطلب تنظيم "داعش" الثلاثاء الماضي من الحكومة اليابانية؛ دفع فدية مقدارها 200 مليون دولار أمريكي؛ للإفراج عن رهينتين يابانيين محتجزين لديه، مهدداً بإعدامهما خلال 72 ساعة إذا لم تتم تلبية طلبه، وذلك في تسجيل مصور نشره التنظيم. عمل الحكومة المؤقتة وحول أعمال الحكومة المؤقتة؛ كشف أن "الحكومة الثانية نشأت بعد نيل الثقة في بداية كانون الثاني/يناير الجاري، وهي حكومة ستستأنف مشاريع وأعمال الحكومة السابقة، وتوسع اعمالها لتشمل شريحة أكبر من الشعب". وأضاف أن "هناك مهام كبيرة، ومصاعب جمة تسعى الحكومة لتجاوزها؛ من أجل الخروج بصورة حسنة، وأن هناك تحديات كبيرة بترتيب المجالس المحلية، وبقدر ما يتم العمل على بناء المؤسسات؛ فإن ذلك ينعكس على نتائج أفضل، وكذلك بالنسبة لمديريات الصحة، والتربية، وترتيب شؤون وزارة الدفاع، والداخلية، والوزارات المستحدثة، والتي يتوقع أن يكون لها أدوار إيجابية في المستقبل، حيث تخدم المواطنين من خلال قوى الشرطة، وهناك أمور أخرى بحاجة إلى جهود ودعم من المواطنين، وتقديم الدعم والعون من الدول المانحة"، على حد تعبيره. وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.