كلما تمر الايام..كلما يزداد خوفى وألمى.. يا ألهى ان هذا اليوم يقترب.. فمازال الواقع يطاردنى..ومازالت احلامى ترهبنى..ولكنه بكل اسف ضرورة حتمية.. "انه الموت!!" الموت الذى اخشاه ان يسلب أحبائي منى.اكثر مما أخشاه أن يسلب روحى.. فإن تأخر أبى لحظه عن موعده،تمر على وكأنها سنة. إنها مأساه اعيشها كل يوم..ترثى لها عينى..ويخفت لها قلبى. إننى لا أتخيل حياتى بدون أبى،إنه مصدر سعادتى،إننى طفلته الصغيرة التى يداعبها مهما كبرت،إنه هوائي الذى اتنفسه.. إنه منبع حنان أخشى أن يجف يوما..ويختفى من حياتى للأبد. وفى ظل هذه المخاوف التى تحاصرنى.تلقيت خبر وفاه. وكان والد اعز أصدقائي..انه من اعز الناس على قلبى ومقربا من نفسى.. كثيرا ما كنت احدثه عن خوفى من فراق أبى. وكثيرا ما كان يحدثنى هو عن والده.وتعلقه الشديد به. وشده المه حين يراه مريضا صدمت كثيرا حين تلقيت هذا الخبر. فقد حدث ما كان صديقى يخشاه!! "لقد فارقه والده إلى الأبد" وفى تلك اللحظه التى تلقيت فيها هذا الخبر،تمنيت أن يأتينى الموت ويأخذنى قبل ان أعيش مثل هذا اليوم. وفى إحدى الليالى خلدت إلى نومى حزينة وقلبى يحترق..رأيت فيها أبى مستلقيا.ودموعى كالبحر وصراخى ينطلق. ثم جاء الموت قائلا: هذا أنا فقلت: أنا وأبى مستحيل أن نفترق. وصراخى يعلو..إنهض يا أبى حتى ترانى أحقق احلامى والصعاب أخترق. وحينها استيقظت من نومى فأبصرت أبى أمامى. حمد لله. "إنه حلما وأنتهى" فاتركينى يا احزانى. ومن أكثر اللحظات التى اود قتل نفسى فيها..حينما اكون حزينة ويرانى أبى. فقد قال لى يوما: لا تحزنى هكذا يا إبنتى..ارجوك.إننى ارى الدنيا حالكة السواد امامى عندما تحزنين. ومن وقتها وانا حريصة على إخفاء همومى. فكم من المتاعب التى سببتها له فى حياتى.. ولكنى منذ تلك اللحظة قررت ان اهب حياتى بأكملها لأبى. وابذل قصارى جهدى لاسعاده