"القاتل الصامت".. مرض يهاجم العظام تدريجياً ولا يسبب ألم، فغالباً لا تكون هناك أعراض يستدل بها على إصابة المريض، وتكون أول علامة لهشاشة العظام هو الكسر. هذا ما أكده الدكتور حسن بسيوني أستاذ الروماتيزم بجامعة الأزهر، في حديث خاص ل"محيط"، مشيراً إلى أن كل 3 ثوان يحدث كسر بالعظام نتيجة للإصابة بهشاشة العظام، وفي كثير من الأحيان، يحدث الكسر الناتج عن الهشاشة في العمود الفقري أو المعصم أو الورك، كما يمكن حدوث كسور في مناطق أخرى بالجسم. وأوضح بسيوني أن هشاشة العظام تصيب حوالي 25 إلى 30% من المصريين، حيث أن 54% من السيدات بعد انقطاع الطمث تعانين من وهن العظام، و 28.4% من السيدات تعانيين من هشاشة العظام، أما الرجال 26% منهم يعانون من وهن العظام، و21.9% يعانون من هشاشة العظام. وأضاف بسيوني أن عظامنا عبارة عن أنسجة حية تتغير باستمرار، ومن لحظة الولادة حتى مرحلة الشباب، تنمو العظام وتزداد قوتها، وتكون عظامنا في أقوى حالاتها في سن العشرينات، وكلما نتقدم في العمر، تبدأ بعض خلايا عظامنا في التحلل، وتتكون خلايا عظمية جديدة، وتعرف هذه العملية باسم "إعادة البناء". وبالنسبة لمرضى هشاشة العظام، فإن معدل خسارة العظام لديهم يفوق معدل نمو العظام الجديدة، وتصبح هشة، وأكثر عرضة للكسر، وتكون معظم كسور الأطراف ملحوظة (مثل المعصم أو الورك)، بينما من الممكن أن تزداد صعوبة تشخيص كسور العمود الفقري، وذلك لأن هناك احتمال بعدم تسبب تلك الكسور في الألم. روماتيزم الركبة أكد بسيوني أن روماتيزم الركبة مرض يصيب السيدات أكثر من الرجال، خاصةً ذوات الوزن الثقيل، إضافة إلى سوء استخدام الركبة، نتيجة الإصابات القديمة والسكر وهذه هى عوامل الخطورة في المرض، فمثلاً قد يكون الروماتيزم في حالة الكمون لمدد طويلة قد تصل إلى سنة، إلى أنه يحدث أحياناً نوبات والتهابات حادة في الركبة مما يؤدي إلى عدم قدرة الفرد على أداء عمله. كما أن التدهور المستمر للركبة أدى في المصريين إلى عدم القدرة على الصلاة الطبيعة في 46% من هذا المرض والاستعاضة بالصلاة على كرسي، ومن الأخطاء الشائعة تشخيص مثل هذا الأمراض على أنها نقرس أو روماتويد، حيث أن لهذين المرضين خصائص أخرى، ولا شك أن إنقاض الوزن حتى ولو خمسة كيلو جرامات يؤدي إلى تضاؤل نسبة الألم بنسبة 3 %.. عوامل تزيد الهشاشة هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، وهى كبر السن، إضافة إلى جنس المريض، وذلك لأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض، فضلاً عن العرق، حيث ان الاسيويين والغربيين هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. بالإضافة الى أن الاصابة بكسر سابق ناتج عن الهشاشة والتاريخ العائلي للمرض يعتبرا من أهم العوامل والأسباب التي تؤخذ في الاعتبار، كما أن صغر هيكل الإنسان يعد أحد العوامل السلبية، إضافة إلى نقص هرمون "الاستروجين" المرتبط بانقطاع الطمث، وانخفاض وزن الجسم، مع نقص الكالسيوم "فيتامين د"، وعدم كفاية النشاط البدني والإفراط في تناول الكحول، فضلاً عن تدخين السجائر والإصابة بهشاشة العظام الثانوية. وأوضح بسيوني أن بعض العوامل مثل، السن أو النوع لا يمكن تغييرها، ولكن أسلوب الحياة بما في ذلك التدخين والمشروبات الكحولية والأنظمة الغذائية الخاطئة، فمن الممكن أن تتغير. ونصح بممارسة التمارين الرياضية، تناول غذاء صحي للعظام غني بالكالسيوم والبروتينات والحرص على تناول الخضار والفاكهة والحصول على كميات كافية من فيتامين "د"، التخلص من العادات السيئة كالتدخين واتباع الخطوات اللازمة للحفاظ على الوزن الصحي، وتجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام والحد من فقدان الكثافة العظمية. وشدد على أهمية التشخيص المبكر لهشاشة العظام خصوصاً عند انقطاع الطمث قبل بلوغ سن ال 45 عن طريق الكشف الدوري عن صحة العظام من خلال قياس هشاشة العظام للكشف عن كثافتها.