أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن علاقة مصر والمغرب علاقة مصير وليست فقط مصالح مشتركة. جاء ذلك خلال جلسة مباحثات مغلقة بين شكري ونظيره المغربي جرت، اليوم الجمعة، في مدينة فاس، وسط المغرب، وجاءت بعد أيام من نشوب أزمة في العلاقات بين البلدين العربيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، في بيان، نشرته وكالة «الأناضول»، إن مزوار استهل جلسة المباحثات بالتأكيد علي سعادته الغامرة باستقبال الوزير شكري في بلده المغرب وشدد علي أهمية بناء شراكة إستراتيجية قوية ومتجددة بين البلدين والشعبين الشقيقين استنادا إلى الرصيد التاريخي الهائل للعلاقات والانطلاق إلي آفاق أرحب. ومن جابنه، شدد شكري خلال جلسة المباحثات، وفق البيان ذاته، على «سعادته بأن يكون في بلد شقيق وما يكنه الشعب المصري من مشاعر المودة والمحبة تجاه الشعب المغربي الشقيق علي مدار التاريخ»، لافتا إلى «تطابق المواقف والرؤى بين البلدين الشقيقين خاصة فيما يتعلق ببناء علاقة إستراتيجية متجددة ورسم المستقبل وتحديد الأهداف المشتركة». وأوضح أن «العلاقات بين مصر وأشقائها العرب ومن بينها المغرب هي علاقات مصير وليس فقط مصالح مشتركة». وأشار إلى ضرورة مراجعة الأطر التعاهدية القائمة لتفعيلها، مضيفا أن العلاقات بين البلدين هي بالفعل علاقة تكاملية. وأضاف: «بفضل حكمة قيادة البلدين سيتم تفعيل العلاقة الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين ووضع آليات جديدة للتحرك في هذا الإطار». ولفت عبد العاطي إلى أن الوزيرين تشاورا خلال جلسة المباحثات حول عدد من القضايا الإقليمية الهامة وفي مقدمتها الأوضاع السياسية في ليبيا، وتطورات القضية الفلسطينية، والتعاون المشترك بين البلدين في مجالات مكافحة ظاهرة الإرهاب، وتطورات قضية الصحراء، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو وموقف مصر الثابت تجاهها، ومسار الأزمة السورية وأهمية الحل السياسي هناك، فضلا عن تطورات الأوضاع في العراق واليمن وأهمية الحفاظ علي وحدة أراضي هذه الدول. جدير بالذكر أن العلاقات المصرية المغربية، شهدت، أجواء توتر مفاجئ على خلفية بث التلفزيون المغربي الرسمي، قبل نحو أسبوعين، تقريرين وصف فيهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب«قائد الانقلاب» في مصر، والرئيس الأسبق محمد مرسي ب«الرئيس المنتخب»، في خطوة مفاجئة لم تفسر رسميا من أي جانب حتى الآن. غير أن تقارير إعلامية مغربية أرجعت هذه الأزمة الطارئة، إلى ما وصفته ب«الإساءات» المتكررة من إعلاميين مصريين للمغرب، وبعض الأنشطة التي مست قضية الوحدة الترابية للمغرب، ويتعلق الأمر بتقديم كتاب بالجزائر ساهم فيه مصريون، ومس قضية الصحراء.