اسفر عام 2014 على مجموعة كبيرة من معارض الفن التشكيلي في مصر سواء التي نظمها قطاع الفنون التشكيلية، أو الجاليريهات الخاصة، كما افتتح خلاله عددا من المتاحف الفنية، وشهد سرقة أعمال فنية عالمية، وبيع فيه أيضا عددا كبيرا من الأعمال بملايين الجنيهات في صالات المزادات العالمية. وتوفي خلاله عدد من الفنانين القديرين. وفاة تُوفي في 16 من شهر أغسطس 2014 فنان الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين عن عمر ناهز ال 79 عاماً، وذلك بعدما خضع لجراحة دقيقة لإزالة ورم خبيث في الولاياتالمتحدة. وفي يوم 23 من سبتمبر، توفي الفنان القدير خلف طايع، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون الأسبق عن 71 عاماً بعد صراع طويل المرض. كما توفي الفنان وفيق المنذر رائد فن الجرانيوليت في 22 أكتوبر عن عمر 78 عاما. وتوفي أيضا فنان الكاريكاتير الكبير ورئيس جمعية الكاريكاتير المصري الفنان أحمد طوغان في 12 نوفمبر الماضي عن عمر 88 عاماً. جوائز وحصل على جوائز الدولة في 2014، كل من الفنان والناقد المؤرخ عز الدين نجيب بجائزة الدولة التقديرية في الفنون، والتي تبلغ قيمتها 200 ألف جنيه وميدالية ذهبية. كما فاز بجائزة النيل للفنون الفنان الراحل أحمد طوغان والتي تبلغ قيمتها 400 ألف جنية وميدالية ذهبية. وفاز بجائزة الدولة التشجيعية وقيمتها 50 ألف جنيه في مجال الفنون د. سيف الإسلام عامر في تخصص الجرافيك، وعبدالله داوستاشي في التصوير الفوتوغرافي. معارض مصرية أما عن المعارض فقد أقيم في عام 2014 عدد كبير من المعارض شارك فيها عدد كبير من فناني مصر، من بينهم الدورة 25 من صالون الشباب التي حملت شعار "اليوم.. الواقع البديل.. خارج الصندوق.. عالم بلا حدود"، وشارك بها 310 من شباب الفنانين (أقل من 35 سنة) قدموا أكثر من 400 عمل فني في مختلف مجالات الفنون التشكيلية، ضمتهم سبعة مواقع عرض لأول مرة في تاريخ الصالون هي: "قصر الفنون، قاعة الباب، ساحة متحف الفن المصري الحديث، مركز سينما الجزيرة (المواقع الأربعة بساحة دار الأوبرا)، بالإضافة إلى قاعة نهضة مصر وقاعة إيزيس والحديقة الثقافية بمركز محمود مختار الثقافي. كما أقيم قبل هذا المعرض معرضا كبيرا للفنانين اللذين شاركوا في صالون الشباب منذ بدايته، وكرم خلاله الفنانين اللذين توفوا ومنهم الفنان الفوتوغرافي هاني الجويلي. والذي قام بتنظيمه قطاع الفنون التشكيلية. كما شارك في 2014 نحو 319 فنانا (أكبر من 35 عاما) في الدورة السادسة والثلاثين من المعرض العام، وقدم الفنانين 361 عملا في مجالات مختلفة، وكان د. شوقي معروف قوميسيرا المعرض. وتم افتتاح معرض "الشهيد" للفنان د. أحمد نوار في قاعة "أفق واحد" في شهر نوفمبر الماضي. كما تبرع الفنان بثلاث لوحات لمتحف الفن الحديث، وقام الرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال برقية تهنئة للفنان بالمعرض. وأقيم في نفس القاعة معرض للفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق. ونظم جاليري "بيكاسو" معارض متنوعة لمجموعة من الفنانين في عام 2014 من بينهم: د. سيد قنديل، بريت بطرس غالي، أمينة سالم، سمير فؤاد، أحمد طوغان، مصطفى الرزاز، حلمي التوني، فريد فاضل، أحمد عبدالكريم، فاتن النواوي. وأقام جاليري "الزمالك" للفن معارض للفنانين زينب السجيني، خالد سرور، طارق الكومي، محمد الفيومي، عماد إبراهيم، ناظلي مدكور، أميرة الدمرداش، جاذبية سري، فرغلي عبدالحفيظ، جورج فكري، جمال عبدالناصر، وسامح إسماعيل. كما أقام الفنان جورج البهجوري معرض خاص في جاليري "المسار"، ومثله الفنان الكبير محمد صبري. ونظم جاليري "مصر" عدد من المعارض من بينهم معرض للفنان عصام معروف، ود. رضا عبدالرحمن، وأقيم في قاعتي "إيزيس" و"نهضة مصر" بمتحف "محمود مختار" المعرض السنوي لنتاج مراسم سيوة. كما انطلق في شهر فبراير الماضي ملتقى الفخار الدولي الرابع عشر في مدينة "دهب" بمحافظة جنوبسيناء بمشاركة 10 فنانين أجانب وآخرين من مصر، ومن تنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة. وفي شهر أكتوبر الماضي نظمت مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون والتنمية، ملتقى البرلس الأول لفن الرسم على الحوائط، والذي شارك فيه نحو 30 فنانا قاموا بالرسم على حوائط المنازل في "البرلس"، وكانت الفنانة إيمان عزت قوميسيرا للملتقى. واختتم عام 2014 بإقامة الدورة السابعة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، والذي يقام كل عام في الأقصر، بمشاركة فنانين مصريين وعرب وأجانب. واستمر أتوبيس الفن الجميل في ممارسة نشاطه في عام 2014، وتنظيم ورش فنية بالمتاحف والأماكن الأثرية مع مجموعة من تلاميذ المدارس. كما أقامت جماعة "فنية مصرية" المعرض الأول في مصر عن قناه السويس الجديدة، في احتفاليه فنية ثقافية ضمت العديد من الشخصيات والمسئولين والشعراء والفنانين المصريين. شهد أيضا عام 2014 إهداء ورثة الفنانة الراحلة إنجي أفلاطون 60 لوحة من أعمال الفنانة لوزارة الثقافة. كما أهدى الكاتب محمد سلماوي متحف محمود مختار نسخة من تمثال "الفلاحة" للفنان مختار. وأهدى كل من الفنانين آدم حنين، و عادل السيوي، وعصام درويش أعمالا لمتحف الفن الحديث. ومن الأحداث الهامة في عام 2014 انتهاء ندب الفنان د. صلاح المليجي كرئيسا لقطاع الفنون التشكيلية، وندب الفنان د. أحمد عبدالغني خلفا له. مشكلات الفنون التشكيلية كما زخرت الساحة التشكيلية في عام 2014 بالعديد من المعارض والفاعليات الفنية الهامة، واجهت أيضا بعض المشكلات، من بينها مشكلة تمثال "كيداهم" التي أثيرت مؤخرا من قبل بعض الموظفين في وزارة الآثار، اللذين انتقدوا التمثال الموجود في المطار في واجهة استقبال الزوار؛ حيث اعتقدوا أنه تمثال يوحي بكسل الشعب المصري!! الأمر الي أفزع الوسط التشكيلي وقام رئيس قطاع الفنون وبعض النقاد ونقيب التشكيليين بالرد على ما أثير من ضجة تجاه هذا التمثال القيم الذي يعبر عن المرأة المصرية، ويحمل قيما فنية وجمالية عدة. أيضا مشكلة تواجد أعمال متحف الفن الحديث في بعض المستشفيات منها مستشفى الشيخ زايد التخصصي، ومستشفى العجوزة وغيرهما مما أثار استياء عدد من الفنانين، اللذين وافقوا على اقتناء أعمالهم في المتحف بأسعار أقل مما تستحق بكثير بهدف وضعها في المتحف، إلا أن المتحف استجاب وأعاد الأعمال إلى بيتها الأساسي "المتحف" من جديد. شهد أيضا عام 2014 حدثا فنيا هاما وهو إقامة صالون "الأهرام"، والذي يتميز باقتناء عدد كبير من أعمال الفنانين، إلا أن الصالون اتلف هذا العام أعمال الفنان شادي أديب التي كانت معروضه بداخله، بسبب تدبيسها من داخل العمل نفسه في الحائط. متاحف فنية افتتح في عام 2014 عدد من المتاحف الفنية التي خضعت للتطوير خلال السنوات الماضية، من بينها افتتاحا جزئيا لمتحف "الفن المصري الحديث"، ومركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، ومتحف الفنان "آدم حنين". كما تم استحداث قاعة "أجيال" للعروض الفنية المتغيرة. عربي دخلت دبي موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية من خلال إنجاز أطول لوحة جرافيتي في العالم بطول 2180 مترا، قام بتنفيذها نحو 150 فناناً. كما انطلق في 2014 مهرجان الفنون الإسلامية ال17 تحت عنوان "فنون وعلوم"، والذي أقيم خلاله 54 معرضا، بين فردية وجماعية، بمشاركة 26 دولة، واستضافة 51 شخصية، فضلا عن استقبال 199 فنانا، ومعرض منمنمات وزخرفة جزائرية لعدد من الفنانين الجزائريين. وفي سوريا دفعت المأساة الإنسانية المستمرة منذ 2011، عددًا من الفنانين السوريين إلى رسم أكبر لوحة فنية في العالم باسم "ملائكة سوريا"، وثقت فيها أسماء 12 ألفًا، و490 طفلًا سوريًا من الذكور والإناث، سقطوا ضحية الصراع المتواصل بين النظام، والمعارضة؛ حيث سعى القائمون على العمل، إلى نقل فكرة مقتل الأطفال الأبرياء دون ذنب. وصاحب فكرة اللوحة هو فنان الكاريكاتير حسام السعدي، وتبلغ أبعادها 21 × 21.5 بمساحة إجمالية بلغت 441 مترًا مربعًا. بيع لوحات عالمية احتلت باريس المركز الأول في مبيعات المزادات الفنية في القارة الأوروبية عام 2014. كما احتفظت صالة مزادات "سوثيبي" بالمركز الأول بعد أن بلغت قيمة مبيعاتها 213 مليون يورو في 2014. وجاءت صالة "آرت – كوريال" الفرنسية في المركز الثاني؛ حيث بلغت قيمة مبيعاتها 192 مليون يورو. أما صالة "كريستي" التي احتلت المركز الثالث فقد بلغت قيمة مبيعاتها 180.7 مليون يورو. كما وصلت قيمة مبيعات صالة "دروو" الفرنسية إلى 374 مليون يورو. وبيعت فى صالة المزادات اللندنية "سوثبي"، لوحة "حوض الأسماك الحمراء" التى قدرها الخبراء المثمنون بحوالى 700 ألف يورو لرئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، ولكنها بيعت بمبلغ قدره 2,2 مليون يورو، وذلك بمناسبة مرور 140 عاما على مولده. وحققت لوحة "الجالسون في فناء المنزل" التاريخية، للرسام التركي "إبراهيم تشالَّي"؛ أعلى سعر في مزاد علني للوحات والتحف الفنية، بمدينة إسطنبول، ببلوغ قيمتها مليون و100 ألف دولار أميركي (2 مليون و 460 ألف ليرة تركية). كما بيعت لوحة "الشقائق" للفنان سامي ياتيك؛ ب 360 ألف دولار (757 ألف ليرة تركية)، ولوحة "الربيع في النيل" للرسام خليل باشا؛ ب 300 ألف دولار (630 ألف ليرة تركية). اشترى نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو - 40 عاما - لوحة قيمة بمبلغ مليون دولار من صالة مزادات "ديكسيت" في ميامي، والذي يعرف عنه حبه لشراء وإقتناء اللوحات والمقتنيات النادرة مهما كان ثمنها، واللوحة للفنان الأمريكي الكبير "فرانك ستيلا"، والتي يرجع تاريخها لعام 1973. بيعت أيضا لوحة مائية للدكتاتور الألماني أدولف هتلر ب130 ألف يورو (161 ألف دولار) لمشتر لم يفصح عن هويته في مزاد في مدينة نورمبرج الألمانية. واللوحة بعنوان "مكتب السجل المدني بميونخ"، أنتجت عام 1916. كما بيعت لوحة نادرة لفنان عصر النهضة ساندرو بوتيتشيلي ب 3ر1 مليون جنيه استرليني (2ر2 مليون دولار) في مزاد بلندن، وتعود اللوحة لعام 1400 وهي الوحيدة غير المملوكة لجهة عامة. وبيعت لوحة الرسام الفرنسي كلود مونيه "زنبق الماء" في مزاد بلندن بنحو 32 مليون جنيه استرليني (55 مليون دولار)، وهو ثاني أعلى سعر يدفع في عمل للفنان الشهير الذي يعد من مؤسسي المدرسة الانطباعية. وضربت لوحة الفنان الإيطالي الراحل "اميديو –موديجليانى" والتي تمثل بورتريه لراعي الفنان "بول – الكسندر" رقما قياسيا عند بيعها في مزاد أقيم بصالة "سوثبي" بباريس بعد أن بلغت 13,5مليون يورو. وكان الخبراء الفنيون يقدرون هذا البورتريه بما يتراوح مابين 5 ملايين و8 ملايين يورو. وعلى صعيد آخر أثارت لوحة "الموناليزا دسلوورث" التي تم عرضها في بيت الفن بسنغافورة، العديد من الشكوك وراء هذه اللوحة غير الأصلية والموجودة حاليا فى متحف اللوفر الفرنسي. كما أجريت تحاليل بالكربون 14 لتحديد التاريخ الذي رسمت فيه اللوحة ما بين 1410 و1450، وقد اكتشف خبير هندي أن نفس نسب هذه اللوحة هي مطابقة تماما لنفس اللوحة الموجودة في "اللوفر". معارض عالمية استضاف متحف الفن المعاصر خلال 2014 بمدينة نيويوركالأمريكية، معرضًا لمجمل أعمال الرسام الفرنسي أوجست رينوار، الذي برع في توظيف خصائص العديد من التيارات الإبداعية والفنية في أعماله خلال القرن التاسع عشر. سرقات سرقت لوحة على شكل طبق فضي للرسام الأسباني الشهير بابلو بيكاسو من معرض "ميامي"، اللوحة بعنوان "وجه بيدين" وهي واحدة من 20 عملا صنعها بيكاسو في منتصف القرن العشرين، وتصور وجها بسيطا مبتسما في قلب الطبق ويدين على شكل عصي في جانبي الوجه، ويبلغ قيمته 85 ألف دولار. كما سرقت من كنيسة "سان – فنسنزو دى مودين" الإيطالية لوحه الفنان الإيطالي الراحل "جيوفانى – فرانسيسكو" المعروف باسم "لوجورشن"، بعنوان "السيد العذراء مع سانت جان – الايفاجيليت" والتي يرجع تاريخها إلى 1639، ورسمها الفنان في المرحلة الأولى من حياته الفنية. وتقدر بثمن 5ر6 مليون يورو. على صعيد آخر تم ضبط نحو 60 لوحة فنية ثمينة في منزل "جورليت" بمنطقة زالتسبورج بالنمسا في عام 2014، والذي تم فيه سابقا العثور على أكثر من ألف لوحة فنية عام 2013، أشتبه في 600 قطعة منها أنها كانت حصيلة عمليات السطو التي كانت تقوم بها السلطات النازية على جامعي القطع الفنية من اليهود. ومن بين القطع الفنية المضبوطة في المنزل النمساوي لوحات "لمونيه ورينوار وبيكاسو"، ويخضع جورليت منذ نهاية عام 2013 لوصاية محاميه كريستوف أيدل، الذي سمح بضبط الأعمال في منزل جورليت بمدينة زالتسبورج لحمايتها من السرقة. وتعاني لوحة فنية إيطالية تعود لعصر النهضة رسمها بييرو ديلا فرانشيسكا، وهي عن قيامة المسيح، ورسمت في القرن الخامس عشر، والتي وصفها الروائي الإنجليزي ألدوس هاكسلي يوما بأنها "أعظم صورة في العالم"- من التلف؛ حيث تركت قرون من القاذورات والرطوبة آثارها على اللوحة التي بدأت تتساقط وتتكسر ويبهت لونها.