«انعدام الجاذبية» و«خصام الشمس».. أكاذيب بثت مشاعر الفرح والرعب بين البشر مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقل الأخبار دون التأكد من صحتها، أصبح انتشار الإشاعات أمراً سهلاً للغاية، إلا أن بعض هذه الأكاذيب تبث قلقاً في نفوس البشر، مثل نشر المعلومات المغلوطة حول اقتراب نهاية الأرض وموت البشر وغيرها. ولكن سرعان ما يتوجه علماء الفلك ووكالات الفضاء لطمأنه البشر، بعد الدراسة والتحقق من أن هذه الظواهر ليس لها وجود من الأساس، أو أن تأثيرها ضعيف للغاية بالنسبة للأرض وسكانه، ومن أشهر هذه الأكاذيب في عام 2014: الشمس تخاصمنا 3 أيام استعدوا! فالشمس ستخاصمنا وتختفي ثلاثة أيام نتيجة عاصفة شمسية هي الأقوى منذ 50 عاماً، هذا ما أعلنه تشارلز بولدن رئيس وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في شهر نوفمبر الماضي من خلال مقطع فيديو، مطالباً الجميع بالتزام الهدوء. إلا أن فريق من علماء الوكالة نفوا صحة هذه الإشاعة، مشيرين إلى تعرض الأرض لعاصفة شمسية قوية في ديسمبر 2014 سيؤثر على التيار الكهربي في تلك الأيام دون إغراق كوكبنا في ظلام دامس، أو تهديد البشرية. وفي نهاية الأمر، مر شهر ديسمبر الماضي بسلام دون أن تفارقنا الشمس ليوم واحد حتى. المريخ.. قمراً في سماء الأرض قمرين في سماء كوكب الأرض.. إشاعة تروج لها المواقع الإلكترونية كل عام خاصة "فيس بوك"، والتي تخدع سكان الأرض بأن المريخ سيقترب من كوكبنا بدرجة كبيرة لنراه في حجم البدر، وبذلك يسبح في سماء الأرض قمرين يوم 27 أغسطس الماضي. وفي هذا الصدد، نفى الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، صحة هذه الإشاعة تماماً حينها، لأن القمر كان في ذلك الوقت من الشهر هلالاً صغيراً في أول الشهر العربي. كما أن المريخ لم يكن الكوكب الأقرب إلى الأرض في ذلك الوقت. الشمس تقتل التكنولوجيا أن تستيقظ يوماً على شروق الشمس من الغرب على غير العادة، لم يعد أمراً بعيداً كما أكدت العديد من المواقع العالمية المهتمة بشؤؤون الفلك والفضاء في شهري يوليو وأغسطس 2014. فقد نقلت تلك المواقع تحذيراً خطيراً من وكالة الفضاء الأوروبية لسكان كوكب الأرض بأن الحقل المغناطيسي الأرضي – المسؤول عن حماية الأرض من العواصف الشمسية والأشعة الكونية الضارة- قد ضعف 10 مرات وسينقلب قريباً، مما يعني شروق الشمس من الغرب بدلاً من الشرق، ويؤثر على شبكتي النقل والمواصلات والاتصالات، واختفاء التكنولوجيا تماماً. لذا علق الدكتور حسن باصرة رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، على تلك الإشاعة بأن الانقلاب في الأقطاب المغناطيسية لا علاقة له بتغير اتجاه الأجرام السماوية حول الأرض، أو تغيير الأرض لحركتها الدورانية حول نفسها. كما أن الشمس ينقلب فيها المجال المغناطيسي كل 22 سنة تقريباً، ولم يتغير اتجاه دورانها حول محورها من قبل. وحول هذه الظاهرة، يذكر أن أولى علامات الساعة الكبرى المرجحة هى شروق الشمس من مغربها، وهي العلامة التي سيشاهدها الجميع، وستغير حركة الأفلاك، وحينها سيغلق باب التوبة، كما قال تعالى: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ". كذبة انعدام الجاذبية انتظر سكان كوكب الأرض يوم 4 يناير الماضي بفارغ الصبر ليحظون بفرحة التحليق في الهواء، نتيجة لانعدام الجاذبية لمدة ثلاثة ثوان كاملة، إلا أنها كانت أكذوبة صادمة لهم. فقد أشاع عالم الفلك البريطاني باتريك مور ذلك الخبر، موضحاً أن انعدام الجاذبية سيحدث نتيجة لاصطفاف كوكب المشترى وبلوتو في خط واحد، حيث تخفض كتلتهما الكبيرة تأثير الجاذبية على الأرض. إلا أنها كانت مجرد حلم جميل لم يتحقق، فقد نفى الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية صحة ذلك تماماً، مؤكداً أن هناك اصطفاف للكواكب عطارد والزهرة والمريخ، ولكنها لا تؤثر على الأرض بهذا الشكل الموصوف، حيث تبتعد ملايين الكيلو مترات عن سطح الأرض، ويكون تأثيرها ضعيف للغاية.