حزن عارم ساد الوسط الثقافي السعودي الإثنين الماضي بالرحيل المفاجئ للشاعر والكاتب غرم الله الصقاعي، إذ تعرض لأزمة قلبية فجر الإثنين الماضي خلال وجوده في تونس للمشاركة في مناسبة ثقافية في تونس. ويعتبر الصقاعي من الأصوات الشعرية المميزة في الساحة الشعرية الخليجية وهو من مواليد 1961 من قرية بجنوب المملكة كتب الشعر منذ 25 سنة وله مشاركات كثيرة في الأمسيات والمهرجانات في المملكة وخارجها ونشر قصائده في كل الجرائد والمجلات السعودية وفي بعض الدوريات العربية وصدرت له مجموعتين شعريتين الأولى سنة 2012 بعنوان «لا إكراه في الحب» و الثانية 2014عام وعنوانها «لغوايتهن أقصّد» كما يعد مجموعة للطباعة بعنوان «شهوة الكلام» وكتاب بعنوان «الذهنية البدوية والتصحر الثقافي» . و نقرأ من قصيدته " عزفٌ على ساقيةِ وطن " : أتعِرفُ أم أنت لا تعرفُ بأن الصباحاتِ لا تَخلفُ وأن البداياتِ سرُ الطريقِ وأن النهاياتِ لا تسعفُ وأن القصيدةَ لا تستكين وأن المشاعرَ تُستنزَفُ إذا ضاقَ بالشعرِ دفءُ السحابِ تموتُ بوحشتِها الأحرف أيا ساكنًا في شغافِ الفؤادِ حنانيكَ إن الهوى مكلفُ اقلنيْ وقد جِئتُ معتمرا شموخَ الجنوبِ فهل ترهِفُ؟ حملتُ إليك ابتهالَ الشمالِ لمكةَ والشرقُ بي يهتفُ لنا وطنٌ من جَلالِ الضياءِ ومن سورةِ الحقِ يَستَشرفُ تسامقَ فيه التقى والندى وعنه البشاراتُ لا تُصرفُ ففي كلِ فجرٍ لنا آيةٌ من النورِ تعلو ولا تَخسَفُ على أرضه يستفيقُ الصباحُ عطاءً ومن بحرِهِ يَغَرفُ وعن أهله سار نورُ السلامِ لكل الأنامِ وما حرّفوا عن الجهلِ والظلمِ والانكسارِ طموحٌ به للمنى غطرفوا على كل ارضٍ لنا شاهدٌ بلادي لها السبقُ والموقفُ أيا موطني كلُ نبضِ الحياةِ غناءٌ اليك فهل تعزف ؟ إذا ماتَ بالقفرِ منا الرضيعُ فأين النجاةُ لمن أسرفوا ؟! تباكتَ له الأرضُ عن عزةٍ وفيه النبوءاتُ تُستَخلفُ تهاوت له سامقاتُ الجبالِ وفي حقِهِ ينطِقُ المصحفُ اذا ضاقَ بالحقِ صدرُ الصديقِ فقد فازَ بالحبِ من أرجفوا أتعرف أم أنت لا تعِرفُ بأن المحبينَ لن يضعفوا وأن المحبينَ إن عاهدوكَ يموتون صبرًا ولم يخلفوا وأن المحبةَ تعني الأمانَ وأن الأمان هو الأشرفُ أيا وطني يا شفيفَ الرؤى أُعيذكَ من جاهلٍ يَهرفُ بأضدادهِا تستمرُ الحياةُ وتزهِرُ بالحبِ إن أنصفوا ويُعشِبُ بالصدقِ وجهُ النهارِ وشمسُ الحقيقةِ لا تكسفُ أيا وطني أنت فجرُ الخلودِ عطاؤك كالغيثِ مُستَخلفُ أجزني وقد صُغتُ همس الوداد وفاءً ولي منه ما يُكشفُ ودعني أقبّلُ منك الثرى أيا وطني وحدكُ المنصِفُ إذا ضاقتْ الأرضُ بالحالمين فمن ذا يغني ومن يعزِفُ ؟؟!!